النشرة
رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "لبنان واقع في الفراغ وان حالنا يشبه حال القطبة المثقوبة التي كلما رتيناها من مكان انثقبت في مكان"، لافتا في حديث صحافي ينشر غدا إلى ان "لبنان يشبه اليوم "حارة كل مين إيدو الو" وتبدو فيه "كل عنزة معلقة بكرعوبها" وكل فريق ينتظر ان يأتي الفرج من هنا ومن هناك دون السعي لإيجاد حلول وطنية".
واعتبر ان "هناك من يدير حرب عصابات سياسية وأمنية في لبنان ضد وحدة البلد، وان المبادرة ليست السياسية فحسب بل الامنية مفقودة، وان هذا الامر ينعكس على الاوضاع الاجتماعية وعلى امكانية الاستثمار على واقع لبنان المضطرب"،ـ متوجها الى الجميع بالقول: "ان الرهان على غالب ومغلوب في سوريا او على غالب ومغلوب في لبنان لن يؤدي الى نتيجة، وان حرق الوقت يؤدي الى مفاقمة المشكلات في لبنان وتكاثر الاجنحة العسكرية والعصابات والمافيات والقوى الميليشياوية ونمو القوى الطفيلية التي ستتجه لتكون قوى أصولية راديكالية متطرفة".
ورأى ان "الرهان الوحيد الصحيح هو على تفاهم سعودي – ايراني"، قائلا: "اننا بانتظار الزيارة الموعودة للرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني الى السعودية ولقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز اذ ربما تجد الازمة الراهنة في لبنان والكثير من قضايا المنطقة تفاهمات تتيح لها حلولا ممكنة".
وعن الانتخابات الرئاسية في لبنان، قال: "ان عقدة هذه الانتخابات لها حل على غرار عقد اخرى وجدت طريقها الى الحل، ولبنان لن يبقى من دون رئيس للجمهورية"، مؤكدا انه "ما يزال يرى ان اتفاق الطائف يمثل عقدا يجب العمل به بين اللبنانيين، ولكنه يحتاج الى اعلانات دستورية مكملة تبدأ بإقرار الخطة الوطنية لحقوق الانسان، وهذا لا يعني الحاجة الى مؤتمر تأسيسي لهذا الامر"، لافتا الى ان "الجوهر الاساس المتمثل باتفاق الطائف بشقيه الدستوري والاصلاحي يتطلب السير بهما وليس تحويل البلد الى مصالح مستقلة خاضعة للسلطة التنفيذية ثم الادعاء على المجلس النيابي بأنه يؤسس لسلطة مجلسية"، معتبرا ان "المطلوب هو خضوع السلطة التنفيذية لرقابة مجلس النواب وليس التسلل كل عام بالموازنة من دون عرضها كما يجري منذ بضع سنوات".
واذ حذر من "انعكاسات استمرار الازمة السورية على لبنان"، اكد ان "اعلان بعبدا ما زال صالحا للتقليل من انعكاس هذه الازمة على لبنان"، معتبرا ان "انخراط لبنان في المسألة السورية لن يحدث فرقا ولن يغير المعادلات لأن جغرافية الحرب السورية لا تتأثر بتقدم على محور او تراجع على محور، وان لبنان في هذه الازمة يشبه "دوري هدا على ظهر فيل".
وفي سياق آخر، رأى بري أن "التسونامي الشعبية التي شهدتها مصر في 30 حزيران الماضي ثم في 26 تموز تحاول اصلاح غلطة السماح بسرقة الثورة او خطفها، وان ما جاء به الربيع العربي سواء كان من نتاج مشروع الشرق الاوسط الكبير ام كان مصادفة سيعيد اصلاح نفسه وستتمكن شعوبنا من انتاج نظامها السياسي من دون الخضوع لإملاءات"، مبديا تخوفة من "تقسيم المقسم وتمزيق وحدة الشعوب والجغرافية والمؤسسات وان الشرق الاوسط وشمال افريقيا امام تقسيم مماثل للسودان"، لافتا الى ان "الرهان سيبقى دائما على مصر وشعبها لاستعادة دورها في المنطقة، وهي لن تقع في الفوضى وجيشها يضبط الايقاع"، مثمنا "دور الازهر الشريف كحام اساسي لمصر ووحدتها ودورها".
وعن الأزمة السورية، اعتبر بري ان "سوريا مهددة بالتقسيم وفق النموذج الكوري مع دولة عرقية وحزام أمني اسرائيلي"، محذرا من "استمرار السوريين في لحس المبرد واستمرار الحرب حتى آخر سوري"، مشيرا الى انه لا يرى "أفقا قريبا لحل سياسي في سوريا لأن الصراع عليها سيستمر"، مثمنا "مبادرة الملك السعودي لإنشاء لجنة حوار بين المذاهب الاسلامية"، قائلا: "منذ اطلاق المبادرة ونحن نتنسم سبل تفعيلها وإرساء المبادرة التي تضمنتها، ونحن اليوم أحوج ما نكون الى تفعيل هذه المبادرة وإعطائها الزخم المطلوب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق