الجمعة، 16 أغسطس 2013

قصة لبناني ضاع له ولابنتيه كل أثر بانفجار الضاحية

العربية ـ لندن - كمال قبيسي
بين من اختفى لهم كل أثر بعد انفجار الضاحية جنوب بيروت أمس الخميس، هناك 8 أشخاص ألمت "العربية.نت" بما تيسر من معلومات عن بعضهم، وأحدهم اختفى مع ابنتيه، هو صالح عباس، البالغ من العمر 50 سنة تقريبا. أما المختفيتان معه، مريم وملاك، فأعمارهما بين 7 و12 سنة، علما أن أخباراً عنه تفيد باختفاء ابنه الصغير معه، واسمه محمد.
لكن الدكتور رواد عباس، وهو ابن شقيق المختفي فيصل، أكد حين اتصلت به "العربية.نت" أن عمه كان مع ابنتيه فقط "ومحمد ليس مفقوداً"، ثم رفض الدكتور رواد ذكر أي معلومة أخرى عن عمه وابنتيه، وهم من تم الحصول على تفاصيل ما حدث لهم من مصدر آخر، والمصدر صديق للعائلة وطلب عدم ذكر اسمه.

كما بين المفقود لهم أي أثر: محمد جابر وعلي عابد جعفر ومحمد محيدلي، والأخير تحدثت "العربية.نت" إلى خالته رانيا جابر، فقالت عبر الهاتف من بيت شقيقتها في منطقة الانفجار إن عمره 19 سنة، وهو طالب في جامعة اليسوعية سنة ثالثة بدراسة طرق معالجة السرطان بأشعة "راديوثيرابي" المسحية.
وقالت الخالة عن محيدلي، وهو أصلا من قرية "جرجوع" في الجنوب اللبناني، إنه كان شابا واعدا، وليس له إلا أخ واحد أكبر منه سنا، وأبوهما هو طبيب الأسنان المعروف في المنطقة، الدكتور يوسف محيدلي، والعائلة تقيم في منطقة الرويس، حيث دوّى الانفجار في شارع دكاش.

شارع دكاش هو رئيسي في الرويس، ويربط بينها وبين منطقة بئر العبد، حيث حدث انفجار قبل 40 يوما، تبنته أيضا "سرايا عائشة أم المؤمنين" في بيان بثته عبر فيديو يمكن العثور عليه في "يوتيوب" وشبيه بثان بثته أمس وأعلنت فيه مسؤوليتها عن انفجار الرويس.
وكان محمد محيدلي متوجها في السادسة بعد ظهر الخميس إلى "جيمنازيوم" اعتاد ممارسة الرياضة البدنية فيه بشارع دكاش عندما حدث الانفجار "ونحن لسنا متأكدين من استشهاده بعد، لكن اختفاءه يثير الشكوك بأنه بين الضحايا، ونحاول معرفة ذلك من فحص الحمض النووي الذي يجريه أحد المستشفيات على جثث متفحمة ومشوهة عثروا عليها لمعرفة هوياتها" طبقاً لما قالت عن ابن شقيقتها الذي خرج من البيت ومعه هاتفه الجوال.
وروت رانيا جابر لـ "العربية.نت" أيضا عن مقتل أحدهم في ظرف مختلف، هو محمد المقداد البالغ عمره 40 سنة، فبعد الانفجار راح يبحث عمن يمكنه إنقاذهم، وحين اقترب من محل تجاري كانت النار مشتعلة عند بابه سمع امرأة تستغيث من داخله، فركض قائلا لمن معه: "هناك امرأة تطلب النجدة" لكنهم نصحوه بأن لا يمضي إليها من كثافة النار، فلم يسمع النصيحة، ومضى في لحظة انهارت فيه أسلاك كهربائية من عمود عند باب المحل تماما، وصعقه أحدها وقضى عليه.
وهناك زبون كان يقص شعره في صالون للحلاقة بشارع دكاش نفسه، وهو قريب جدا من حيث وقع الانفجار الذي حول الصالون إلى ركام محترق، وفيه عثروا على جثته شبه متفحمة في الداخل، ومعها جثة الحلاق.
وقضى في التفجير محمد صفا، وهو واحد من أسرة صحيفة "النهار" الذي نعته قائلة إنه "لم يكن للزملاء مجرّد "مستشار" في المسائل المالية، بل صديق مخضرم في شؤون الحياة والمشكلات الشخصية وسند" على حد ما وصفت صفا الأب لابنتين صغيرتين، لينا وجوليا، وهما من زوجته رانيا.

أما صالح عباس، فتحدثت "العربية.نت" إلى صديق ملم بما حدث له، فقال إنه توجه مع ابنتيه مريم وملاك إلى عيادة طبيب الأسنان الدكتور عدنان فضل الله، وهي في "مركز التآخي" بمنطقة بئر العبد، وركن سيارته في الموقع الذي حدث فيه الانفجار فيما بعد، وحال خروج الجميع من العيادة وقعت الكارثة.
وذكر أن سيارة عثروا عليها "وقد تطايرت إلى مدخل أحد المحلات الكبيرة في الشارع، تشبه تماما سيارة صالح عباس، وبداخلها جثتان مشوهتا المعالم وتم نقلهما إلى أحد المستشفيات لإجراء فحص الحمض النووي عليهما" كما قال.
وأضاف أن جثة ثالثة وجدت لفتاة قرب السيارة وتم نقلها إلى المستشفى ذاته أيضا "وهناك اكتشفوا جسرا لأسنان اصطناعية في فمها، فاستدعوا طبيب الأسنان فضل الله، وشهد بأن الجسر هو من النوع الذي يقوم بتركيبه، لكن المفاجأة كانت حين خرجت نتيجة الحمض النووي، وأكدت أن الفتاة ليست ابنة فيصل عباس" لذلك فلغز اختفاء الثلاثة مستمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق