بي بي سي
قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إنه من الواضح ان النظام السوري هو المسؤول عن استخدام الاسلحة الكيمياوية قرب دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي في الهجوم الذي اودى بحياة اكثر من الف مدني، وان عدم التصدي لاستخدام النظام لهذه الاسلحة سيشجع ايران وغيرها على تطوير اسلحة دمار شامل.
وقال الرئيس اوباما في كلمة وجهها مساء الثلاثاء للشعب الامريكي إنه ما لم تتصد الولايات المتحدة و"المجتمع الدولي" لاستخدام النظام السوري لهذه الاسلحة، فهناك احتمال ان تهدد الاسلحة الكيمياوية حلفاء امريكا مثل تركيا والاردن واسرائيل في حال انتشار القتال من سوريا الى دول الجوار.
وأكد إن استخدام النظام السوري للاسلحة الكيمياوية يشكل خطرا للأمن القومي الامريكي.
واضاف انه بسبب التهديد العسكري الامريكي – ونتيجة للمفاوضات التي اجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – طرح الروس مشروع اخضاع السلاح الكيمياوي السوري للاشراف الدولي.
وأكد ان الولايات المتحدة ستعمل بالتعاون مع روسيا لتنفيذ المشروع.
وقال إنه رحب بالمقترح الروسي كبديل للعمل العسكري، ولكنه اضاف انه ما زال من المبكر جدا التيقن من نجاح هذا المشروع.
باراك اوباما
"اذا تمكننا ببذل القليل من الجهود من منع وقوع مشاهد كالتي رأيناها في الحادي والعشرين من اغسطس، فانا اعتقد انه ينبغي علينا التصرف"
وقال "ينبغي على أي اتفاق ان يتضمن آلية للتأكد من تنفيذ نظام الاسد التزاماته، ولكن هذا المشروع يتضمن امكانية ازالة التهديد الذي تشكله الاسلحة الكيمياوية دون اللجوء للقوة."
وقال "مع ذلك، قررت تأجيل مناقشة موضوع ضرب سوريا في مجلس الشيوخ، من اجل منح المزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية."
وقال "انا مؤمن بعمق بالحلول السلمية، وان امريكا ليست شرطي العالم، وليس بوسعنا منع وقوع الفظائع في كل مكان، ولكن اذا تمكننا ببذل القليل من الجهود من منع وقوع مشاهد كالتي رأيناها في الحادي والعشرين من اغسطس، فانا اعتقد انه ينبغي علينا التصرف."
الا انه اضاف انه قرر ابقاء القوات الامريكية على اهبة الاستعداد لمواصلة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ومن اجل التصرف بسرعة في حال فشل الجهد الدبلوماسي.
وقال الرئيس الامريكي متحدثا من البيت الابيض إنه قاوم لمدة طويلة الدعوات للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري لأنه لا يؤمن بأن من شأن استخدام القوة الخارجية تسوية حرب اهلية في اي بلد من البلدان.
"افتقرت كلمة اوباما كليا للحماس، كما خلت من أي حجج جديدة واثارت من الاسئلة حول الموقف من سوريا اكثر مما تضمنته من اجابات."
ولكنه قال إنه غير رأيه بعد الهجوم الكيمياوي السوري المزعوم.
وكان البيت الابيض قد أعلن في وقت سابق عن أن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي بنظيره الروسي سيرغي لافروف بعد غد الخميس في سويسرا لمناقشة الملف السوري.
ويأتي الإعلان عن هذا اللقاء عقب الغاء اجتماع لمجلس الأمن الدولي كان مقررا مساء الثلاثاء بسبب الخلافات بين القوى الدولية بشأن كيفية تنفيذ المقترحات الروسية لوضع الأسلحة السورية الكيميائية تحت رقابة دولية.
وتعكف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على صياغة قرار يجيز استخدام القوة ضد سورية إذا فشلت في التخلص من مخزونها من الأسلحة الكيميائية، فيما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي خطط بالتهديد باستخدام القوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق