السيد وزير التعليم الذي استبشرتُ به خيرا للنهضة الحقيقية التي يحاول تكريسها في مناهج التعليم وأسلوبه، الوزير الذي شرفنا بعد ثورتين ضد الفساد والعنصرية، بكل حزن واندهاش ومحبة أيضا أسألك:
لماذا منحت شهيد العمرانية الطفل محمد، ٥٠ ألف جنيه، بينما تقلص كرمك مع شهيدتي الكنيسة المريمتين إلى ٥ آلاف فقط؟
ما تسعيرة الموت لديكم فيما يخص العقائد؟
إحدى المريمتين نالت ١٣ رصاصة، ونالت الأخرى ١٤ رصاصة. لهذا وبمنطق الرصاص٫ إن كان للرصاص منطق، فقد تعذبت الطفلتان أكثر مما تعذب الطفل محمد الذي نال رصاصة واحدة!!
لدينا ثلاث أمهات مصريات ثكلاوات احترقت قلوبهن لفقد أطفالهن دون جريرة سوى أننا في مجتمع يمر بلحظة إرهاب، فلماذا لم نراع لوعة قلوبهن فنزيد لوعة اثنتين من تلك الثكلاوات الثلاث حين ترى كل منهما أن طفلتها أرخص من زميلها عند وزير مصري. ولن أقول عند مصر، لأن مصر طيبة وعادلة، لا تفرق بين أبنائها.
وقد شاهدتها- مصر- بعيني تبكي الأطفال الثلاثة بذات الحرقة وذات الوجع. إنما نحن من نشوه مصر بعنصريتنا وظلمنا وعدم تقديرنا لفكرة العدالة ومنطق الجمال والحق.
حتى لو انصعت لرغبتنا الآن في العدل بين الشهداء الأطفال الثلاثة، فإنك قد طعنتنا جميعا ولن نسامحك.
فاطمة ناعوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق