اشار رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية في حديث الى قناة الميادين عبر برنامج "الجمهورية 2014" الى موافقته على الحكومة وقال :" كنا واعون بان رئيس الحكومة هو من صلب 14 اذار ويجب ان نتعاطى مع هذا الواقع، ونحن طالبنا بالثلث المعطل وحصلنا عليه بشكل او بآخر، ونحن قمنا بما نستطيع فعله وان 14 اذار هي التي يجب ان تنتقي ممثليها وليس نحن. ولفت الى ان الاولوية هي للوفاق الوطني، نحن نعلم اننا لسنا في دولة افلاطون في ظل التعثر الدولي والاقليمي، نشكرالله اننا لا نتقاتل، واننا واعين ان نبقي مشاكلنا داخل تركيبة المؤسسات الديمقراطية وليس في الشارع هذا امر اساسي. اضاف فرنجية :" اني لست متشائما لجهة البيان الوزاري، انه لا بد من الوصول الى صيغة ما، وان تسوية وزراء 8 اذار تثبت نيتنا الى الوفاق. الاستحقاق الرئاسي اقترب، وتنتهي مهلة الرئيس سليمان، ونحن الان امام مأزق، الرئيس سليمان قال ستؤلف الحكومة قبل رحيلي، فاصبحنا امام امر واقع، وما حصل ان الجميع تفهم ان الذهاب الى مشكلة امر مستبعد، وانا لا ارى اي صفقة بموضوع الرئاسة الاولى، وما اراه انه امر مستجد، وقبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ستتم الدعوة الى جلسات انتخاب رئيس وهذا اكيد، اما ان تحصل الانتخابات فهذا امر لا استطيع حسمه، فالجلسة بحاجة الى الثلثين". وعن لقاء الحريري عون في روما قال فرنجية: " لم اطلع على مضمون اللقاء، ولكني اعتبر ان الانفتاح امر جيد، وارى ان الرئيس الحريري اننا مع رئيس قوي ولكنا نريد افعالا وليس اقوالا، وان هذا اللقاء يعزز فرصة الرئاسة بالتركيبة اللبنانية اللبنانية، انما طرح الرئيس ياتي من الجسم الماروني والللبناني عموما، وان الرئيس الحريري هو رجل سياسي وكلنا نحترمه ولكنه في مرحلة من المراحل كان استفزازيا، ويجب على الرئيس ان يكون منفتحا، وان كان هذا الرئيس ينطبق على كل الرؤساء ام على الماروني فقط، من هنا على المسيحيين ان يتفقوا على المواصفات، ولكن اذا اتينا بماروني لا يمثل احد هل نكون عندها تمثلنا كموارنة".
وحول ما يراه من تيار المستقبل وسعد الحريري تجاه حزب الله قال فرنجية " هذا موقف سياسي، كما كنا نسمع من قبل بالاتهام السياسي، وان الخريطة الجديدة للشرق الاوسط لا تزال قيد الرسم، وما نتطلع اليه نحن في لبنان وفي ظل الضبابية في الشرق الاوسط نحن يجب ان لا نتقاتل، وان تيار المستقبل يعترض على تدخل حزب الله في الصراع السوري، فاقول لهم كما قال السيد حسن نصرالله ان التفجيرات التي تحصل في لبنان هي لاخراج حزب الله من سوريا واخراج التكفيريين من السجون اللبنانية فلماذا لا يأتون الا على ذكر قتال حزب الله في سوريا، وهل كان حزب الله في سوريا عندما حصلت أحداث الضنية؟ ونهر البارد؟ لذا يجب علينا ان نتوحد في مواجهة هذا الفكر التكفيري الذي لن يحّيد احد، ذلك الفكر التكفيري لم يتقبل جبهة النصرة فهل سيتقبل تيار المستقبل؟ علينا ان نتوحد لقتال الفكر التكفيري من لبنان الى باكستان. وقال: ان تيار المستقبل شئنا ام ابينا هو تيار معتدل الى حد ما وان كان يزايد في بعض الاحيان، ومزايدته هي التي اوصلتنا الى هنا، وتساءل هل اذا حيدت نفسي كمسيحي يحيدني الاخر ؟ وهل سيتم تحييد سعد الحريري اذا ربح الجو التكفيري ؟.
وحول التعديلات في اتفاق الطائف بعد 25 عاما على ولادته قال فرنجية: " عندما وضع اتفاق الطائف كان هاجس العماد ميشال عون هو الاساس، والاتفاق يدور حول كيفية اقتلاعه من بعبدا، وان اعطاء صلاحيات لرئيس الجمهورية يعتبر اضعافا لطائفة معينة في لبنان، والعكس صحيح ايضا، فلماذا لم تتم معالجة هذه الصلاحيات لتحفظ كرامة الموقع والرئيس، كذلك هناك عدة امور يجب توضيحها في الطائف، ونحن لا نقول بالغاء اتفاق الطائف انما تعديله بايجابية، ويجب ان يفهم الشريك السني ان كرامتي من كرامته والعكس صحيح".
وقال :" ان الفكر المدني خاصة عند الشباب هو اقلية، ومن الممكن ان تأتي ثورة للشباب تطالب بالغاء الطائفية السياسية، لانها تكريس للطائفية، لانه لم يعد بالامكان الترشح على اساس طائفي انما الانتخاب سيكون على اساس طائفي. هناك في البرلمان مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، يجب ان يمثلوا طوائفهم". وحول اذا كان مرشحا للرئاسة قال فرنجية:" الدستور يسمح بانتخاب رئيس دون ان يكون مرشحا، ونحن سنذهب بالجنرال عون الى انتخابات الرئاسة ونتمنى ان يصل فنحن معه وكلنا الى جانبه، وان لا شيء يحصل، الا بالتنسيق مع الجنرال عون.
وحول ترشح جان عبيد قال فرنجية:" ان جان عبيد هو صديق واخ ولكن اقول اننا سنلتزم بالمواصفات الموضوعة، وان اللاعب الاكبر في هذه الانتخابات هو صاحب الحق، واذا المجتمع المسيحي اقتنع بان السير وراء مرشح مسيحي قوي شيء، واذا اراد السير باي رئيس شيء اخر، وان الرئيس القوي هو هدفنا، فبين الرئيس القوي او الفراغ انا مع الفراغ، وانا مع رئيس قوي وان كان من 14 اذار".
وعن ترشح سمير جعجع قال فرنجية :" انا لا انتخب سمير جعجع وساكون في المعارضة ولكني اعتبر انه رئيس قوي، فهو 14 اذار وانا 8 اذار وانا اريد ايصال الجنرال عون، وانا اعتبر ان الرئيس ميشال سليمان رئيس ضعيف، وان الرئيس القوي هو من يستطيع ان يفاوض كشريك وليس كحكم، وان تكون الطائفة مجتمعة حوله، وان لا يكون خائفا من الزعماء الاخرين في طائفته، لانه يستطيع ان يكون قويا بهم ويستطيع ان يفاوض بقوة، وهذا ما تؤمن به بكركي وتنادي به اليوم، وان وثيقتها هي جزء كبير من هذه المواصفات، وانا اتفهم البطريرك في حياده اما انا فلا استطيع ان اكون حياديا". وعن علاقته مع البطريرك قال فرنجية:" البطريرك الراعي ليس من خطنا السياسي ولكنه منفتح ولا مشكلة له مع احد".
في الشأن السوري أكد فرنجيه انه على تواصل دائم بالرئيس الاسد وانه اتصل به منذ يومين وانه كان من المقتنعين منذ اليوم الاول للاحداث في سوريا ان النظام سيصمد ولن يسقط. وأضاف فرنجيه: الكثير من اسباب الثورة في سوريا كانت محقة لكن الهدف الحقيقي لم يكن ثورة للاصلاح بل الهدف هو معاقبة سوريا على مواقفها وعلى دعمها لخط المقاومة. انا ما زلت اراهن على صمود الرئيس الاسد وانا ادعم سياسته وقرائته السياسية قبل العلاقة الشخصية واستطيع ان اؤكد لكم ان الرئيس الاسد لم يطلب مني شيء واحد بما يخص لبنان. المشكلة ان الكثير من اللبنانيين لم يتعرفوا على الوجه الحقيقي للرئيس الاسد وسوريا والعماد عون كان واحدا منهم ومع التجربة، بدّل قناعاته في هذا الموضوع. الواقع الميداني هو من سيحسم الامور في سوريا واكبر دليل هو تلهف الفريق الآخر على تحقيق انجازات عسكرية ميدانية. ورأى فرنجيه بانه لا يخاف التقسيم لكنه ابدى خشيته من تفتيت المنطقة ولبنان لكيانات مذهبية لصالح اسرائيل، وهذا خطر كبير على الجميع وعلى المسيحيين خصوصاً لان المسيحي لن تدعمه اي دولة بعكس السني والشيعي المدعومين من دول اقليمية. ولفت فرنجيه الى ان السعودية لن تتخلى عن مشروعها وكذلك ايران لكن الحوار بينهما سيؤدي الى تنظيم الخلاف تماما كما حصل في الطائف. وتابع فرنجيه: ما عجزوا عنه في الحرب لن يأخذوه بالسلم والمفاوضات، فايران مثلاً قدمت تنازلات في الملف النووي لذلك تريد اليوم تحقيق مكاسب في مكان آخر، فانا مقتنع بان هذه المنطقة مرتبطة بعضها ببعض من لبنان حتى باكستان.
وردا على سؤال قال فرنجيه بانه يُسر عندما يكون العماد عون اولاً عند المسيحيين وهذا امر طبيعي. وأضاف: انا ادعو الشباب لعدم الهجرة لانها ليست دائما هي الحل، فاليأس في الكثير من الاحيان ممكن ان يحدث تطورا ايجابيا. هناك الكثير من فرص العمل في لبنان لكن المشكلة اليوم تكمن من منافسة العمالة الاجنبية لان المنطقة كلها تعيش مرحلة مصيرية. وختم فرنجيه: لبنان على مفترق طرق وهذه السنة ستكون محورية لرسم الخرائط السياسية للمنطقة. الاهم ان تبقى لدينا قناعة بانه لا يمكن لاحد في لبنان ان يلغي الآخر وان يفرض سيطرته على شركائه في الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق