النشرة
أشار رئيس الحكومة تمام سلام إلى "وجود إنقسام كبير في البلاد على الكثير من القضايا الجوهرية وخصوصاً سلاح حزب الله الذي بات يؤدي دوراً في الداخل السوري"، مضيفاً: "لكن الجهات المتخاصمة أدركت، وأمام هول سيناريوهات التدهور الأمني الذي يؤدي إليه الاحتقان المتزايد، أنه لا بد من الجلوس على طاولة واحدة في الحكومة لتحقيق المصلحة الوطنية وإعطاء البلاد فسحة للتنفس، على أن تحال القضايا الخلافية الكبرى إلى طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان"، معتبراً انه "من الواقعية القول ان نجاح الحكومة مرهون بعقلانية وحكمة القوى السياسية المختلفة المشاركة فيها".
وفي حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية، أشار إلى أن "السعودية أدّت أدواراً إيجابية تاريخية طوال العقود الماضية لإرساء الأمن والاستقرار في لبنان تحت عنوان الأخوة العربية ووضع مصلحة سيادة وأمن لبنان فوق أي إعتبار"، لافتاً إلى ان "دعم السعودية للجيش اللبناني يأتي في سياق النهج التاريخي نفسه الذي تتعامل به القيادة السعودية مع لبنان، وهذا الدعم يشكل بحجمه وتوقيته تعبيراً عن رغبة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في مساعدة الدولة اللبنانية وتدعيم مؤسساتها الأمنية بما يمكّنها من تحصين نفسها من تداعيات العواصف التي تضرب المنطقة، والتي بدأت تتسرب إلى لبنان في أشكال مختلفة أبرزها الإرهاب البغيض".
كما أعرب سلام عن "قلقه على الحاضر"، موضحاً ان "الحرب السورية تدور على عتبة الدار اللبنانية، ولهيبها بدأ يطال الثوب الوطني في أشكال عديدة، أهمها بروز ظاهرة الإرهاب الذي كان لبنان بمنأى عنها إلى ما قبل فترة قصيرة"، مشدداً على ان "تحصين لبنان من تداعيات الأزمة السورية، مهمة بالغة الأهمية مطروحة ليس فقط على الحكومة إنما على القوى السياسية اللبنانية وعلى كل الجهات الإقليمية الحريصة على لبنان وإستقراره"، لافتاً إلى ان "موضوع الأمن سيكون في رأس أولويات الحكومة".
وفيما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية، قال: "ان القواعد الدستورية تفرض ان يحصل هذا الإستحقاق الدستوري في موعده، وهذا ما تؤكده جميع القوى السياسية حتى الآن"، مشيراً إلى ان "إنتخاب رئيس الجمهورية في البلاد مرة كل 6 سنوات هو سمة من سمات النظام الديمقراطي الذي يقضي بالتداول السلمي للسلطة، وهو ما يجب ان نحرص عليه دائماً".
وبالنسبة لموضوع النازحين السوريين، أشار إلى اننا "أمام مشكلة كبيرة ينوء لبنان تحت ثقلها بكل تعبيراتها الإنسانية وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية"، لافتاً إلى ان "لبنان بإمكاناته الضعيفة غير قادر على تحمل العبء وحده، كما أن المساعدات التي تقدمها الدول وبعض الهيئات الدولية المانحة لم تستطع حتى الآن أن تلبي جميع الحاجات"، قائلاً: "سوف نعمل على وضع الآليات اللازمة للتعاطي مع هذه المسألة بما يسمح بمعالجة وضع النازحين ومتطلباتهم وتحميل المجتمعين العربي والدولي مسؤولياتهما في هذا الخصوص".
أما عن الوضع الإقتصادي في البلاد، فأشار سلام إلى ان "الوضع الاقتصادي صعب بسبب الأوضاع الإقليمية الملتهبة، وكذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي وبعض الأحداث الأمنية في لبنان التي أثرت سلباً على جميع القطاعات وخصوصاً القطاع السياحي الذي يشهد تدهوراً مريعاً"، قائلاً: "نجاحنا سيكمن في وضع خطط إقتصادية طموحة والإشراف على تنفيذها خلال الفترة القصيرة القادمة"، مؤكداً ان "السياح الخليجيين وغيرهم من العرب سوف يعودون الى لبنان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق