المستقبل ـ رام الله ـ أحمد رمضان
تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس اتصالاً هاتفياً، من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الاول من نوعه منذ 2012، وذلك طلباً للمساعدة بحل لغز المستوطنين اليهود الثلاثة، المفقودين منذ الخميس الماضي قرب مستوطنة «غوش عتصيون«، الواقعة بين مدينتي بيت لحم والخليل جنوب الضفة الغربية.
ويؤشر الاتصال إلى حالة اليأس الاسرائيلي من العثور على المخطوفين او معرفة هوية الخاطفين، وإقرار من نتنياهو بالحاجة إلى مساعدة عباس لحل لغز اختفاء المستوطنين، بعدما كان حمله مسؤولية اختطافهم.
ووفقا لبيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد قال نتنياهو إنه ينتظر من عباس المساعدة بالعثور على المخطوفين، وإلقاء القبض على الخاطفين.
وقال نتنياهو للرئيس عباس: «أتوقع منك أن تساعدني في إعادة الشبان المخطوفين، وفي إلقاء القبض على الخاطفين«، مضيفاً: «انطلق الخاطفون وهم ينتمون لحركة «حماس«، من منطقة تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، وعادوا إلى منطقة تخضع لسيطرتها«.
وتابع نتنياهو: «هذا الحادث يكشف وجه الإرهاب الذي نحاربه، إرهابيون يختطفون أطفالا إسرائيليين أبرياء، بينما نحن نعالج في مستشفياتنا أطفالا فلسطينيين مرضى. هذا هو الفرق بين سياستنا الإنسانية وبين الإرهاب القاتل الذي يعتدي علينا«، مستطرداً بالقول: «يجب إدراك تداعيات الشراكة مع «حماس«، إنها سيئة لإسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة«.
من جهتها، وفي أول رد فعل رسمي منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، دانت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته بسلسلة الأحداث التي جرت في الأسبوع الماضي، ابتداء من خطف ثلاثة إسرائيليين، وانتهاء بسلسلة الخروقات الإسرائيلية المتلاحقة، سواء في ما يتعلق بإضراب الأسرى أو اقتحامات البيوت الفلسطينية، والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال، والتي أدت إلى استشهاد شاب فلسطيني وملاحقة الكثير من الأبرياء.
وقالت الرئاسة في بيانها، «إنها تؤكد مرة أخرى على ضرورة عدم اللجوء إلى العنف من أي طرف كان، خصوصاً وأن موقف الرئيس (عباس) هو استمرار العمل المكثف لإطلاق سراح الأسرى المتفق عليهم، وجميع الأسرى في السجون عند توقيع أي اتفاق نهائي«.
وأشادت الرئاسة الفلسطينية بـ»الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أجل الحفاظ على القانون والهدوء والاستقرار ومنع الانجرار الفلسطيني إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ولمنع أي جهة كانت من استغلال الأوضاع لأهداف غير وطنية«.
وفي سياق متصل، قال رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتس أن «العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش (الإسرائيلية) في الضفة الغربية، هدفها واحد، وهو العثور على المخطوفين وإعادتهم الى عائلاتهم«.
واضاف خلال لقائه مع عدد من كبار الضباط الإسرائيليين في «قيادة المركز« (الاسم العسكري للضفة الغربية) في الجيش الإسرائيلي، «إن هذه العملية تهدف أيضاً إلى المساس بشكل خطير بحركة «حماس«، وتوجيه أقسى ما يمكن من الضربات للحركة«، مؤكداً أن «قوات الجيش توشك على خوض معركة مهمة، ونتجه إلى معركة كبيرة«، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال عملياته وانزال العقوبات الجماعية بالفلسطينيين، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث استشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال فجر أمس خلال حملة اعتقالات نفذها في مخيم الجلزون، شمال رام الله.
وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية «إن الشاب يدعى أحمد عرفات (19 عاماً)، استشهد اثر إصابته برصاصة في الصدر عقب مواجهات وقعت بين جيش الاحتلال وشبان من سكان المخيم، مشيرة إلى أن الشهيد كان قد اطلق سراحه من سجون الاحتلال، قبل نحو اسبوع.
وفي وقت لاحق أعلن عن استشهاد فلسطيني ثان في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، اثناء اشتباك مسلح وقع في المدينة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال، وأنه تم إلقاء عبوات ناسفة باتجاه قوة الاحتلال، وإطلاق النار باتجاهها. وعلى اثر ذلك استشهد فلسطيني وأصيب آخر بجروح.
وبلغت حصيلة الاعتقالات خلال اليومين الماضيين، 113 فلسطينيا، غالبيتهم من حركة «حماس«.
واعتقل الجيش الإسرائيلي فجر أمس، عشرات الفلسطينيين في حملة عسكرية واسعة في عدد من مدن وبلدات الضفة الغربية، بينهم قيادات في حركة «حماس«، منهم رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، والنائبان في المجلس عن حركة «حماس« أيضاً، هما: عزام السلهب وباسم الزعارير، من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيتونيا، حيث تصدى لها شباب البلدة، وألقوا عليها الحجارة، فأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى حالات اختناق عديدة.
وفي البيرة، اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية الجنان بأعداد كبيرة من آلياتها، وواجهها الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة، وداهمت قوات الاحتلال منازل من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. كما اقتحمت ضاحية المصيون في البيرة، فاندلعت مواجهات مع الشبان.
الى ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر امس، عن أن مصر تعهدت لاسرائيل بتقديم كل مساعدة للعثور على المفقودين الثلاثة، ومنع أي محاولة لنقلهم إلى قطاع غزة أو شبه جزيرة سيناء، إن كانوا قد أُسروا على يد أحد فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة: «إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ينشط من وراء الكواليس في الجهود الرامية إلى تحرير المستوطنين المختطفين«.
وكان الدور المصري في العملية، قد بدأ بعدما زارت جهات عسكرية إسرائيلية مصر، والتقت القيادة المصرية، وطلبت منها المساعدة، خصوصاً، أن السيسي، كان في الماضي مسؤولاً عن التنسيق الأمني مع إسرائيل، ورئيساً للاستخبارات العسكرية.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن السيسي، يتابع في الأيام الأخيرة التقارير التي ترفع إليه من الديبلوماسيين المصريين، الذين يجرون اتصالات مكثفة في الضفة الغربية، من جهة، ويتلقون تقارير متواصلة من الجهات الأمنية الإسرائيلية، من جهة ثانية.
ونقلت الصحيفة عن مستشار رفيع المستوى في قصر الرئاسة المصرية، لم تذكر إسمه، قوله: «إن مصر لا تملك حالياً أي معلومات عن الجهة التي نفذت عملية الخطف«.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق