أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ المنطقة مقدمة على مشاكل كبيرة جداً وصراعات متعدّدة لأنّ المفاوضات لم تنته بين إيران والدول العظمى، متوقعاً أن نبقى حتى آخر العام قبل أن يبدأ الحديث عن حلحلة سياسية، مشيراً إلى أنّ هناك مناطق ستتأثر داخل لبنان لكنّ الأمن الاستباقي سيحدّ من هذه التأثيرات.
وفي حديث إلى تلفزيون الـ"NBN" ضمن برنامج "حوار اليوم" أدارته الإعلامية سوسن صفا درويش، دعا أبو فاضل المسيحيين في لبنان إلى حمل السلاح بجانب الجيش اللبناني والدفاع عن بلداتهم، آملاً أن يستفيق بعض هؤلاء من سباتهم العميق وعلاقاتهم المشبوهة على حدّ قوله، موضحاً أنّ "داعش" باتت على الحدود ولو أنّ "حزب الله" لم يكن يقاتل في سوريا لأصبح هؤلاء المتطرّفون يسرحون ويمرحون في الداخل اللبناني.
وفيما أكد أبو فاضل أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون هو المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية لكنه ليس الأوفر حظاً، مشيراً إلى أنه شخصية مهمة وقامة عالية، مجدّداً القول أنّ المعركة محصورة بين القائد جان قهوجي والحاكم رياض سلامة وبعدهما الوزير مروان شربل، لفت إلى أنّ رئيس الحكومة تمام سلام لا يقبل بسيطرة أحد على صلاحيات المسيحيين ورئيس الجمهورية.
ورأى أبو فاضل أنّ الرئيس سعد الحريري لا يناسبه أن ينجح الرئيس تمام سلام على الصعيد الشخصي، مجدّداً القول أنّ الأخير لن يأتي إلى لبنان إلا بضمانة روسية، لافتاً إلى أنه يوافقه في كلامه الأخير حول رئاسة الجمهورية، ملاحظاً أنه كان يهرب من الانتخابات النيابية، متوقعاً حصول التمديد للمجلس النيابي قريباً.
تيار المستقبل وضع عقله برأسه
أبو فاضل وضع أحداث الساعات الأخيرة في طرابلس لجهة توقيف القيادي السلفي حسام الصباغ والوصول إلى مجنّد الانتحاريين منذر الحسن في سياق الأمن الاستباقي الذي يتمّ تطبيقه منذ شهرين من قبل أجهزة المخابرات في لبنان، أكانت مديرية المخابرات أو الأمن العام أو فرع المعلومات أو أمن الدولة، معتبراً أنّ هذه الأمور تدلّ على أنّ تيار المستقبل وضع عقله برأسه ليحمي طرابلس مدينته.
ورأى أبو فاضل أنّ السلطة السياسية في لبنان مسؤولة عن كل شيء، مشيراً إلى أنّ تيار المستقبل عندما أصبح في السلطة أصبح مسؤولاً عن أمن الناس وعن تلبية حاجات الناس، ولفت إلى أنّه لو أتى الوزير أشرف ريفي وزيرا للداخلية لما استطاع أن يخدم أهالي مدينتهم كما يحاول أن يفعل اليوم، موضحاً أنّ مشكلتهم الآن هي مع القضاء.
وفيما استغرب أبو فاضل محاولات إطلاق الموقوفين الإسلاميين وقادرة المحاور، متسائلاً كيف يمكن إطلاقهم وبأيّ ذريعة، تمنى أن تنتهي ما أسماها المهزلة بحق الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد، مشيراً إلى أنّ ما صدره بحقه ليس قراراً اتهامياً.
إنها مسؤولية السنيورة
وحمّل أبو فاضل الرئيس فؤاد السنيورة مسؤولية ما آلت إليه الأمور في البلاد من خلال البيانات التي كان يصدرها إبان ترؤسه كتلة لبنان أولاً فضلاً عن الحكومة المبتورة التي ترأسها والهدر الذي أوقع البلاد فيه على أكثر من صعيد، مذكّراً بكتاب الإبراء المستحيل الذي صدر عن "التيار الوطني الحر" والذي دلّ على أنّ السنيورة هو الذي ارتكب الأخطاء بشكل واسع.
وفي موضوع رواتب القطاع العام، رأى أبو فاضل أنه إذا كان الرئيس فؤاد السنيورة ضنينًا على مصلحة لبنان، عليه أن يتفضّل مع كتلته ويشرّع، متسائلاً ما الذي سيخسره في حال أقدم على التشريع والتصرف بما ينسجم مع القانون.
وفيما أكد أبو فاضل أنه يؤيد الرئيس سعد الحريري بما قاله في خطابه الأخير بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، لفت في المقابل إلى أنّه كان يهرب من الانتخابات النيابية، مستهجناً كلامه في الموضوع السوري.
صراعات مقبلة على المنطقة
ورداً على سؤال حول الوضع الأمني، لفت أبو فاضل إلى أنّ المجتمع الدولي يريد أن يعيش لبنان هذه المرحلة هكذا، وذكّر بأنه في 24 تشرين الثاني 2013 وقع الاتفاق بين إيران والدول العظمى، وفي 18 شباط وُضع موضع التنفيذ وزارت المسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إيران، وأشار إلى أنّ المنطقة مقدمة على مشاكل كبيرة جداً لأنّ المفاوضات لم تنته بين إيران والدول العظمى، متوقعاً أن نبقى حتى آخر العام قبل أن يبدأ الحديث عن حلحلة سياسية.
وفيما لفت إلى أنّ هناك صراعات كبيرة مقبلة على المنطقة خلال هذه الفترة، أشار إلى أنّ هناك مناطق ستتأثر داخل لبنان، إلا أنه أكد أنّ الأمن الاستباقي والتنسيق بين الأجهزة الأمنية عوامل من شأنها الحدّ من الزعزعة الأمنية، مع تأكيده في الوقت عينه على أنّ هذا التنسيق لا يكتمل إلا بالتنسيق مع القيادة السورية، لافتاً إلى أنّ هذا التنسيق منعدم منذ أيام الرئيس السابق ميشال سليمان الذي جمّد عمل كلّ اللجان.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الرئيس تمام سلام لا يستطيع أن يتواصل مع السوريين من دون ضوء أخضر من المملكة العربية السعودية، نافياً انطلاقاً من ذلك وجود أيّ تنسيق أو تواصل بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية، مشيراً إلى أنه محدود ببعض وزراء "8 آذار" وتحديداً وزراء "أمل" و"حزب الله".
على المسيحيين حمل السلاح
وتساءل أبو فاضل عمّا كان يمكن أن يحصل لو حققت "داعش" المخطط الذي كانت تسعى إليه في ليلة القدر، وأشار إلى أنّ هؤلاء التكفيريين يكفّرون الناس ويهدّدونهم، وأمل أن يستفيق بعض المسيحيين في لبنان من سباتهم العميق وعلاقاتهم المشبوهة، على حدّ تعبيره، منبهاً إلى أنّ هؤلاء يريدون إلغاء المسيحيين من سوريا والعراق والمنطقة.
ودعا المسيحيين في لبنان إلى حمل السلاح بجانب الجيش اللبناني والدفاع عن بلداتهم، مشيراً إلى أنّ "داعش" على الحدود ولو أنّ "حزب الله" لم يكن يقاتل في سوريا لأصبح هؤلاء المتطرّفون في زغرتا وغيرها من المناطق المسيحية. واستغرب الدعوات التي تُوجَّه إلى "حزب الله" للانسحاب من سوريا، متمنياً أن تبقى جغرافية لبنان حتى نتمكن من الحديث عن انسحاب من سوريا، لافتا إلى أنّ الحزب ينسحب من تلقاء نفسه عندما ينتهي دوره لكنه لن ينسحب بطبيعة الحال قبل ذلك.
التوتر سيشتدّ بين بكركي والرابية
ولفت أبو فاضل إلى أنّ موضوع رئاسة الجمهورية ينتهي بخمس دقائق مع جلوس الدول الاقليمية والاتفاق عليه، مشيداً بالدور الجيد والإيجابي الذي يلعبه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على هذا الصعيد بعكس الدور السيء للرئيس فؤاد السنيورة.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّه ضدّ المؤتمر التأسيسي وضدّ المثالثة وأنه مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومع انتخاب رئيس للجمهورية، وتحدّث عن توتر كبير وسوف يشتدّ بين بكركي والرابية، مستبعداً نجاح المفاوضات في تقرير وجهات النظر بين البطريرك الراعي ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وأوضح أنّ الأخير كان ينتظر من البطريرك تأييده في الاستحقاق الرئاسي بوصفه رئيس أكبر كتلة مسيحية، لكنّ البطريرك يهمّه إنجاز الاستحقاق وعدم خسارة هذا المركز، كما أنّ بكركي تعتبر أنّ الجنرال ميشال عون يسير بالمثالثة مقابل وصوله للرئاسة وهذا الأمر يجعل البطريرك يقف ضدّ الجنرال، ولفت إلى أنه شخصيًا ضدّ أن ينجرّ البطريرك لتسمية أيّ مرشح للرئاسة.
العقدة عند المسيحيين
وفيما أعرب أبو فاضل عن ارتياحه لتحالف "حزب الله" و"أمل" باعتبار أنّ هذا التحالف يشكّل ضمانة للبلد، رأى أنّ العقدة الأساسية في موضوع الانتخابات الرئاسية هي عند المسيحيين، لافتاً إلى وجود عدم اتفاق بين المسيحيين بل إنّ رؤساء الأحزاب الرئيسية يريدون كلهم أن يقع الخيار عليهم.
وذكّر أبو فاضل بأنه منذ أشهر طويلة مع بدء الحوار بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لم يراهن عليه واستبعد إمكانية توصّله إلى أيّ نتيجة عملية في ما يتعلق بدعم انتخاب عون رئيساً للجمهورية، وشدّد على أنّ المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تقبل بالجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وجدّد القول أنّ الرئيس سعد الحريري لا يستطيع أن يأتي إلى لبنان إلا بضمانة روسية.
ورأى أبو فاضل أنّ المفاوضات مع سعد الحريري كانت خطأ، لافتاً إلى أنها أتت على حساب العماد عون والمسيحيين، وأشار إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استطاع في المقابل أن يقف بوجه عون، وشدّد على أنّ الحوار لن يصل إلى أيّ نتيجة ولن يجدي نفعاً، ووصف المفاوضات بأنّها لزوم ما لا يلزم.
المسعى الفرنسي فشل
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ العماد ميشال عون هو مرشح قوى 8 آذار الأساسي مبدئياً، لافتاً إلى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان يريد التسويق للوزير السابق جان عبيد لكن يبدو أن لا حظوظ للأخير.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ الخلاف في لبنان والمنطقة شيعي سني والمسيحيون تفصيل، أشار إلى أنّه يخشى أن تأتي أيّ تسوية في لبنان على حساب المسيحيين، موضحاً أنّ هناك عملاقين في المنطقة هما المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران، وهما يتحكمان بالقرار في نهاية المطاف.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ المسعى الفرنسي الذي تمّ الحديث عنه في الإعلام في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية فشل، وقال رداً على سؤال: "أعتقد أنّ الجنرال مسافر"، ووضع ذلك في سياق النقاهة والراحة، مشكّكاً أن يكون له علاقة بحراك انتخابي.
تيار المستقبل لا يريد انتخابات
من جهة ثانية، توقع أبو فاضل أن يكون هناك تمديد للمجلس النيابي، مشيراً إلى أنّ جميع الأفرقاء سيسيرون به على اعتبار أنّ هناك استحالة لإجراء الانتخابات، لافتاً إلى أنّ ما يحصل في طرابلس اليوم يصبّ في صالح تيار المستقبل لأنه لا يريد انتخابات في هذه المرحلة، شارحاً أنّ هناك من سيبتزون تيار المستقبل كما أنّ هناك معارك حقيقية في العديد من المناطق مثل طرابلس والكورة وصيدا وبيروت وكذلك زحلة، حيث لم يُعرف بعد أين سقف الوزير السابق إيلي سكاف.
ورأى أبو فاضل أنّ تيار المستقبل يسعى اليوم إلى التمديد أكثر من غيره، في حين أنّ العماد عون يريد انتخابات، وهو مقتنع أنه قادر على خوض المعارك الانتخابات، كما أنّ الإحصاءات تعطيه برأيه تفوّقًا واضحًا، مشيراً إلى أنه سيترك مقعداً للكتائب اللبنانية في المتن وسيتحالف مع النائب ميشال المر. وتحدّث عن تشعّبات تفتح مشاكل داخل فريق 14 آذار على خلفية الانتخابات النيابية، خصوصاً أن لا أموال وافرة لتُصرَف كما في السابق ولا سيما في انتخابات 2009، التي جدّد أبو فاضل وصفها بأنها كانت أوسخ انتخابات في تاريخ لبنان على خلفية الرشوة المعلنة التي أحاطت بها.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الانتخابات تحرج أيضًا النائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل في منطقة الشوف خصوصًا أنّ جنبلاط ربما لا يريد أخذ ناس محسوبين على القوات اللبنانية. وفيما أوضح أنّ تيار المستقبل لا يستطيع اليوم الضغط على جنبلاط، واصفاً العلاقة بينهما بأنها ليست جيدة في هذه المرحلة، لفت إلى أن لا مشكلة لدى حزب الله وحركة أمل بالانتخابات.
عون الأقوى لا الأوفر حظاً
ولفت أبو فاضل إلى أنه يخشى أن يكون العماد ميشال عون يعتقد أنّ دعم 8 آذار له ينسحب أيضًا على عدم التمديد للمجلس النيابي، متوقعاً ذهاب الجميع إلى التمديد إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ الأمور قد تبقى معلقة بانتظار الاتفاق السعودي الإيراني، لفت إلى أنّ الملف الرئاسي اللبناني قد يكون أخفّ الملفات على طاولة المفاوضات.
وإذ لم ينكر أبو فاضل أنّ العماد عون قوي جداً وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل ورئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، أشار إلى أنّ الجنرال هو الأقوى لكنه ليس الأوفر حظاً، في حين أنّ الآخرين أقوياء أيضًا لكنّ حظهم لا يحالفهم.
وجدّد أبو فاضل وصف الحكومة الحالية بأنها مجلس ملة باعتبار أنها تمثل كلّ الطوائف، مشيراً إلى أنّ جعجع أخطأ بعدم الدخول فيها إلا أنّ طلباته جميعها تُلبّى فيها. وأشار إلى أنّ حزب الله غير متفرّغ للداخل، وهو يسلّم الموضوع للرئيس نبيه بري، لافتاً إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري عندما أتى إلى لبنان دعا للتأقلم مع الواقع كما هو.
بري يقوم بما عليه
وأشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس المجلس النيابي يقوم بما عليه بموضوع الانتخابات الرئاسية حتى لا يسجّل أحد عليه شيئاً، لكن في المقابل ليس هناك اتفاق مسيحي مسيحي ولهذا السبب فإنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يرفع صوته.
واعتبر أبو فاضل أننا أمام مفترق خطير، وقال: "إذا لم يتمّ انتخاب رئيس على مدى معيّن، تصبح العملية في البلد أننا نستطيع أن نستمرّ من دون رئيس"، وحذر من أنّ الخطر الكبير من قبل داعش اليوم هو على المسلمين السنة قبل غيرهم، وأشار إلى أنّ ما يحصل في الموصل والرقة ومناطق داعش والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة شيءٌ مخيفٌ جدًا، وأشار إلى أنه لو لم يفعل حزب الله ما فعله في سوريا، لكان هؤلاء يسرحون ويمرحون في لبنان.
نجاح سلام لا يناسب الحريري
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس سعد الحريري لا يناسبه أن ينجح الرئيس تمام سلام على الصعيد الشخصي، وأشار إلى أنّ الرئيس تمام سلام ليس منضوياً بتيار المستقبل ولكنه من كتلة لبنان أولاً، مؤكداً أنّ الوزير نهاد المشنوق والوزير أشرف ريفي ووزراء 14 آذار يختلفون تمامًا عن الرئيس تمام سلام الذي يمارس سلطته كرئيس حكومة لبنان، وهو يأتي من خلفية أنه ابن بيت سياسي عريق وبالتالي لا يستطيع إلا أن يتصرّف بهذا الشكل ويجمع، لافتاً إلى أنّ فتح بيت سلام أتى من السعودية وليس من بيت الوسط.
ورأى أبو فاضل أنّ الحكومة ستسير ولن تتوقف، وتوقف عند ملف الجامعة اللبنانية لافتا إلى أنّ الوزير الياس بو صعب يفعل المستحيل لإنصاف الجامعة لكنّ الرئيس فؤاد السنيورة لا يقبل، وقال: "يبدو أنه ليس هناك حلول، وعندما يأتي الضوء الأخضر تحلّ كل الملفات دفعة واحدة". وأشار إلى أنّ هذه الملفات موجودة في أدراج وزارة التربية ولم يتمّ تفجيرها فجأة بين ليلة وضحاها، وشدّد على أنّ الوزير بو صعب يسعى بقدر استطاعته للنجاح في ملفاته.
واعتبر أبو فاضل أنّ المسيحيين في الحكومة يزايدون على بعضهم وهم لا يريدون السير طالما أن لا رئيس جمهورية، مقراً بأنّ العرقلة اليوم هي عرقلة مسيحية، وحمّل الرئيس ميشال سليمان مسؤولية المشاكل التي وصلت إليها البلاد اليوم وهو الذي أورثنا إياها مع نهاية عهده.
العراق لن يُقسَّم
وفي الملف العراقي، أشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني استغلّ بنقطة ضعف معيّنة القوات العراقية للاستيلاء على كركوك، لافتاً إلى أنه يريد أن يفرض نفسه زعيماً موحداً عند الأكراد، كما أنه طرح الاستفتاء حول إقامة دولة مستقلة عن العراق لكن لا إمكانية لذلك، مشدّداً على أنّ العراق لن يُقسّم.
وتحدّث أبو فاضل عن سلسلة من المشاكل للأكراد في هذه المرحلة، وأشار إلى أنّ إقليم كردستان خاضع للمزاج الإيراني والتركي والعراقي والسوري، وقال: "نحن اليوم أمام مفترق مهم جداً بالنسبة لداعش، بحيث سينتهي أمرها في العراق لكنها ستزداد قوة في سوريا". وقال: "نحن أمام حرب جديدة في سوريا بين النظام وداعش"، لكنه نفى أن تكون هذه الحرب حرب استنزاف طويلة.
الأسد واثق بنفسه وبشعبه
وألمح أبو فاضل إلى دور للإدارة الأميركية في موضوع داعش، مشيراً إلى أنّ أميركا تشتري وتبيع، وأشاد من جهة ثانية بالخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أنه كان واثقاً بنفسه وبشعبه، ملاحظاً وجود كمّ من الدول التي تقف بجانبه في معركته ضدّ الإرهاب، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ أميركا لا تزال قوية جداً، وقال: "في سوريا هناك حرب ولكن هناك نظام ودولة".
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الأسد لا يستطيع أن يرحب باتفاق جنيف الذي يقول بتسليم السلطة، لافتاً إلى أنهم كانوا يحلمون، وأكد أنّ الإسلام السياسي لم ينجح إلا في إيران، مستبعداً أن ينجح الإسلام السياسي في المنطقة.
مقاومو فلسطين أبطال يرفعون الرأس
وفي الموضوع الفلسطيني، رأى أبو فاضل أنّ حركة حماس تريد أن تذهب للمفاوضات مع إسرائيل دون أن تتنازل على المسلمات، مشيراً إلى أنّ الهدف الإسرائيلي من العدوان على غزة هو تحجيم الحركة المقاومة لجرّها للمفاوضات خانعة لا تستطيع المزايدة.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ حركة حماس تقبل بالتهدئة إذا فُتحت المعابر مع مصر، مشيراً إلى أنها تشترط فتح معبر رفح مدى الحياة، لكنّه أعرب عن اعتقاده بأنّ السلطات المصرية لن تقبل بذلك خصوصاً أنها ضدّ حماس حتى العظم على خلفية انتمائها للتنظيم الدولي لـ"الإخوان المسلمين" والدور الذي لعبته في مصر إلى جانب الرئيس المخلوع محمد مرسي.
وأكد أبو فاضل أنّ المقاومين الفلسطينيين أبطال يرفعون الرأس وهم يدافعون عن كرامتهم وشعبهم وبيتهم وعرضهم، مشدّداً على أن إرادة الحياة أقوى من كلّ شيء، وقال: "إذا كان الإسلام السياسي ينقذ الأبطال فأنا معه"، وجدّد القول أنّ المفاوضات لن تكون إلا برعاية أميركية لأنّ إسرائيل لن تقبل لا تركيا ولا قطر أن ترعى المفاوضات.
لا جبهة ستُُفتَح بين لبنان وإسرائيل
وختاماً، شدّد أبو فاضل على أنه لا يوجد جبهة ولن يكون هناك جبهة بين لبنان وإسرائيل في المدى المنتظر، مشيراً إلى أنّ على اللبنانيين أن يسعوا فعلاً لانتخاب رئيس للجمهورية يحكم هذا البلد، وقال: "يهمّنا الاقتصاد والأمن في هذا البلد".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ "ما قبل 25 أيار وما قبل المفاوضات مع الرئيس سعد الحريري غير ما بعد هذا التاريخ، ويبدو أنّ المعركة محصورة بين القائد جان قهوجي والحاكم رياض سلامة وهناك أيضًا الوزير مروان شربل، ولذلك هناك أسماء مطروحة في البلد لكن في الصف الأول ما ينعكس على العماد ميشال عون ينعكس على الجميع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق