تعليقاً على كلام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في واشنطن الذي ضمنه موقفا يحمّل فيه الطبقة السياسية في لبنان مسؤولية الفراغ الرئاسي، سأل عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا “صاحب الغبطة بكل صراحة كيف تعمّم فتحمّل مسؤولية الفراغ من دون تمييز؟ وكيف تسمح لنفسك وبمن وما تمثل من مرجعية روحية ومعنوية وضميرية في المساواة بين الملتزم بالدستور وبين من يعطّل الدستور، في الوقت الذي يحضر نواب 14 آذار وكتلة النائب وليد جنبلاط وكتلة الرئيس نبيه بري إلى الجلسات كلّها لانتخاب رئيس للجمهورية؟”
وأضاف زهرا: “إن فريق 14 آذار يا صاحب الغبطة لديه مرشح معلن ولديه برنامج واضح ويتمسك بالدستور نصاً وروحاً وبتطبيقه وبأصول العمل السياسي الديموقراطي، وهو مع ذلك أبدى كل استعداد لعدم التمسّك بمرشحه والإنتقال إلى البحث عن مرشح توافقي، فكيف تساويه بالفريق الآخر الذي لا نعرف ما إذا كان لديه مرشح فعلاً، وبالتالي ليس لديه أي برنامج ، وهو يعطل الإستحقاق الرئاسي بغيابه عن عشر جلسات على التوالي، ويرفض أي توافق وأي حل او مبادرة للحل”.
وواصل: “بأي حق يا صاحب النيافة، وأنت رجل دين وقائد روحي ورئيس كنيسة كانت في أساس لبنان الدولة، تجافي الحق والحقيقة وتساوي بين صاحب الحق والمعتدي على الحق. فإذا كنت تريد تجنب اتخاذ موقف من الكتل المعطلة ، فلماذا لا تلتزم بعدم اتخاذ أي موقف؟ أما إذا أردت أن تتخذ موقفا، فإن هذا الموقف يجب أن لا يعكس تجنِّياً على مجموعة كبيرة من الناس تبذل كل جهودها وتصبّ كل همِّها لانتخاب رئيس للجمهورية”.
واردف: “أما في قولك يا صاحب الغبطة والنيافة بأنه لا يمكن لقوى 8 و14 آذار أن تستمر على مسارين منفصلين، فاسمح لنا أن نسألك: ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل تريد أن نحمل السلاح وننضم إلى سرايا المقاومة؟ هل تريد أن نقاتل في سوريا؟ هل تريد أن نقاطع جلسات انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل تريد أن نهاجمك ونخوّنك لأنك زرت الأراضي المقدسة؟ هل تريد أن نستقوي على الدولة والمؤسسات؟ هل تريد أن نحتل المؤسسات العامة في لبنان ونعطِّلها. هل تريد أن نقطع الطرقات ونخطف الناس؟”.
واضاف: “أما ما نأسف له أشد الأسف فهو قولك إن لا 8 ولا 14 آذار قدما مبادرات للحل. فكيف لك أن تنطق بهذا الكلام الذي يؤلم الحقيقة خصوصاً وان الدكتور سمير جعجع ومن قلب بكركي بالذات طرح مبادرته واقترح ثلاثة خيارات للحل، فضلاً عن أن المبادرة الأخيرة لفريق 14 آذار لم يجفّ حبرها بعد، في ظل غياب أي مبادرة أو بادرة حلحلة من الفريق المعطل؟!”
وتابع: “يا سيدنا، ليست المشكلة بين 14 و8 آذار مشكلة شخصية. فأنت من صلب مبادئ 14 آذار من دون أن تعلن ذلك ، من خلال طروحاتك الوطنية ومن خلال إعلان بكركي الذي صبّ في خانة 14 آذار، ونحن نعرف كيف استُهدفت بمن وما تمثل لدى زيارتك الأراضي المقدسة. إن المسألة مسألة خيارات سياسية، فهل تريدنا أن نسلّم بكل بساطة بخيارات 8 آذار؟”
وختم زهرا: “إن كلامك يا صاحب الغبطة يساهم في ضياع الناس ويجافي الحقيقة ولا يعكس الواقع. فما نشهده في لبنان، هو صراع بين مشروعين سياسيين وأنت بالذات تؤيد أحد هذين المشروعين بمواقفك، فإذا كنت قادراً على اجتراح أعجوبة بدفع فريق 8 آذار للتخلي عن مشروعه، فنحن أول المرحّبين، ولكن، وفي الإنتظار، نتمنى لو تستطيع إقناعه بالمشاركة في جلسات انتخاب رئيس للجمهورية”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق