الصورة الى اليمين أرسلها قيصر طراد للمعتقل اللبناني بسيدني، والثانية للأفغاني الأصل بريالي
العربية ـ لندن- كمال قبيسي
أحبطت السلطات الأسترالية أمس الأربعاء مخططاً اعتقلت بموجبه متشددين، وصفتهم بأنهم "دواعش" كانوا يسعون لخطف أي مواطن كيفما كان ولفه بالعلم "الداعشي" ثم ذبحه في أحد شوارع سيدني وتصويره، لبث الفيديو فيما بعد، ومعه بث الذعر في بلاد يقيم فيها نصف مليون عربي بين مغترب ومتحدر، نسبة 90 % منهم لبنانيون، وبأحدهم اتصلت "العربية.نت" صباح اليوم للاطلاع منه على المزيد.
وكان أكثر من 800 شرطي مدججين بالسلاح نفذوا مداهمات واسعة، خصوصا في مدينتي سيدني وبرزبين، في إطار عملية لمكافحة الإرهاب، استهدفت بها منازل ومنشآت تجارية، ووصفتها وسائلها الإعلامية والوكالات بالأكبر في تاريخ أستراليا، وما زالت مستمرة للآن "لمنع أعمال عنف قد تشن بشكل عشوائي، وفق ما ورد في بيان وزعته، وفيه أنها احتجزت 15 على الأقل، ووجهت لأحدهم اتهامات بمخالفة خطيرة "مرتبطة بالإرهاب" لكنها لم تذكر اسمه ولا نوعيتها.
إلا أن "العربية.نت" تعرفت إلى تفاصيل التهمة من مواقع لوسائل إعلام أسترالية اليوم الخميس، كما من قيصر طراد، مؤسس ورئيس "جمعية الصداقة الإسلامية- الأسترالية" في سيدني، المقيم فيها منذ أكثر من 30 سنة، والناشط المعروف في الجالية الإسلامية هناك.
وقال طراد عبر الهاتف إن الشرطة اتصلت به أمس، كما بغيره من القيّمين على جمعيات ومؤسسات إسلامية، وأخبرته بأنها تقوم بالمداهمات "غير متعمدة المسلمين فيها، بل لتسلمها معلومات عن مخطط للقيام بعمليات إرهابية" وطلبت منه طمأنة الجالية المسلمة في المدينة.
وذكر طراد أنه علم عن مخطط خطف أي أسترالي في الشارع وذبحه وتصويره من وسائل إعلام، استندت في معلوماتها على ما يبدو إلى ما وصلها من جهاز لمكافحة الإرهاب.
وذكر أن الشاب الذي وجهت إليه الشرطة اتهامات بمخالفة "خطيرة مرتبطة بالإرهاب" هو لبناني، وظهر والده مع ابنتيه، وهما شقيقتا المعتقل، في فيديو ولم تكن إحداهن متحجبة فيه "لذلك أعتقد أن من اعتقلوه ليس متشددا كما ظنت الشرطة".
وشرح طراد أن الشرطة الأسترالية ربما علمت بالمخطط من تنصت على الهاتف تقوم به، أو من مخبر خاص، أو من رصدها الدائم للاحتمالات الإرهابية، فيما بث موقع ABC الأسترالي الشهير صباح الخميس، معلومات تشير إلى أن مجموعة من الأستراليين من أصل أفغاني في سيدني "هي صاحبة المخطط الذي أعده زعيمهم، محمد علي بريالي، المعروف بأنه أشهر منتم للدولة الإسلامية"، وفق ما نقلت عن "مصدر" لم تذكر اسمه ولا مسؤوليته حين حدثها عن بريالي البالغ عمره 30 سنة، والذي كان حارسا في السابق بملهى ليلي في سيدني، ويشتبهون بأنه يتقلد أعلى منصب في فرع "داعش" بأستراليا.
وتشعر أستراليا، التي من المنتظر أن تستضيف قمة زعماء مجموعة العشرين في مدينة برزبين بعد شهر، بقلق بشأن عدد من مواطنيها تعتقد أنهم يقاتلون في الخارج مع جماعات إسلامية متشددة، وعددهم يصل إلى 160 أسترالياً، عاد منهم 20 على الأقل إلى أستراليا ويشكلون خطراً على أمنها الوطني، خصوصا بعد أن تعهد رئيس وزرائها طوني أبوت الأحد الماضي بإرسال قوة قوامها 600 فرد وطائرات هجومية للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد "داعش" تتزعمه الولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق