العربية ـ لندن - محمـد عايش
كشف ناجون من مدينة عين العرب، "كوباني" بالكردية، العديد من الفظائع التي ارتكبها مقاتلو تنظيم "داعش" هناك، ومن بينها عمليات قطع رؤوس واستعراض بتلك الرؤوس أمام النساء والأطفال، ما أدى إلى بث حالة غير مسبوقة من الرعب والخوف في أوساط السكان.
ونقلت جريدة "ديلي ميل" البريطانية عن الناجين من المذبحة العديد من الروايات المرعبة، أحدها لطفل يدعى ديليار ويبلغ من العمر 13 عاماً هرب مع ابن عمه الذي سرعان ما سقط في أيدي مقاتلي "داعش" وقطعوا رأسه.
ويقول الطفل ديليار، الذي تمكن من الإفلات من "داعش"، إنه كان يركض في الشارع مع ابن عمه عندما حاصرهم مقاتلو "داعش" وأغلقوا المنافذ في وجههم، إلا أن ديليار تمكن من الهرب بينما تم قطع رأس ابن عمه محمد البالغ من العمر 20 عاماً بالسكين، مؤكداً أن مشهد ذبحه أمام عينيه لن ينساه طوال حياته.
ويتابع ديليار: "ألقوا به إلى الأرض، ثم فصلوا رأسه عن جسده"، وتابع: "أراه في أحلامي كل يوم، وأستيقظ فأتذكر كل شيء في كل صباح".
وتدور معارك ضارية في مدينة كوباني منذ أسابيع حيث يحاول المقاتلون التابعون لتنظيم "داعش" السيطرة على المدينة الواقعة على الحدود مع تركيا، إلا أن مقاتلين أكراد يقاتلون بشراسة من أجل الدفاع عن المدينة، في الوقت الذي تقصف فيه قوات التحالف مواقع تابعة للتنظيم.
ونقلت "ديلي ميل" عن الناجين من مجازر كوباني والهاربين من المعارك هناك قولهم إن مقاتلي "داعش" الذين داهموا المدينة "أكثر وحشية من غيرهم، وأكثر وحشية مما كان يجري الحديث عنه في السابق".
ويقول الناجون إن العديد من شوارع كوباني تعج بالجثث مقطوعة الرأس، فضلاً عن أن الكثير من الأكراد تم اقتلاع عيونهم قبل قتلهم، وقطع رؤوسهم.
ويقوم مقاتلون من "داعش" بعرض الرؤوس المقطوعة على السكان لبث الرعب والخوف ودفعهم الى الاستسلام وإلقاء السلاح والتراجع عن أية مقاومة.
ويقول لاجئون تمكنوا من عبور الحدود إلى الجانب التركي إنهم شاهدوا فظائع مروعة تتم بصمت في كوباني، حيث قال أمين فراج، وهو أب لأربعة أطفال ويبلغ من العمر 38 عاماً إنه رأى "العشرات وربما المئات من الجثث ذات الرؤوس المقطوعة في شوارع كوباني، فيما رأى جثثاً أخرى مقطعة الأيدي والرجل بينما ظلت الرؤوس على حالها".
ويضيف فراج: "رأيت العديد من الرؤوس وقد اقتلعت منها العيون، بينما كانت رؤوس أخرى وفيها عيون.. لا يمكن أن أنسى هذه المشاهد طوال حياتي.. كانوا يعرضون الرؤوس علينا لإخافتنا".
وتمكن فراج من الفرار من كوباني، ومعه زوجته وأطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و12 عاماً، وهم جزء من آلاف الأكراد الذين هربوا من مدينتهم بعد أن حاصرتها قوات تنظيم "داعش" قبل أسابيع ومن ثم بدأت الهجوم عليها.
ويتابع فراج: "الأطفال شاهدوا الجثث والرؤوس المقطوعة، لقد رأوا كل شيء"، فيما كان أطفاله يجلسون في زاوية فارغة داخل خيمة تؤويهم.
أما أحمد باكي، الذي فر من إحدى القرى المجاورة لكوباني، فيقول إن ابن عمه البالغ من العمر 48 عاماً أصر على البقاء في البلدة الكردية، بينما فرت عائلته بالكامل بمن في ذلك أبناؤه السبعة، ويتابع: "اتصلنا به لاحقاً لكن أحد مقاتلي داعش رد على الهاتف وقال لنا: لقد اقتلعنا رأسه".
ويضيف باكي: "معلم لغة إنجليزية في البلدة حاول التحدث إلى المقاتلين، لكنهم حكموا عليه بأنه كافر، ثم ربطوه بسيارتهم وطافوا به البلدة قبل أن يقطعوا رأسه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق