بولا أسطيح - خاص النشرة
بعد أن أوجد مربعاً أمنيًا خاصًا به في سوق الخضار في منطقة باب التبانة في طرابلس، وشكّل مجموعة من 35 شخصا يديرها وشريكه أسامة منصور، انتقل شادي المولوي مؤخرا لتطبيق الشريعة الاسلامية في "امارته". فالشاب العشريني الذي اعلن صراحة مبايعته لـ"جبهة النصرة"، يسعى على ما يبدو لتنصيب نفسه أميرًا على ولاية طرابلس بعدما رفض عروضًا متتالية بالخروج من المدينة تمامًا كما تم اخراج عدد كبير من المطلوبين باطار تطبيق الخطة الأمنية الشهيرة.
حوّل المولوي قبل فترة مصلّى "عمر بن مسعود" في سوق الخضار مقرًا له ولجماعته وبسط سيطرته على مئات الأمتار في السوق حيث انتشر عناصره لتأمين حمايته، فهو بات يتنقل مؤخرًا بالكثير من الحذر خوفًا من عملية أمنية سريعة لالقاء القبض عليه كونه تحول المطلوب رقم 1 في المدينة بعد اعلان قائد الجيش العماد جان قهوجي عن اكتشاف خلية ارهابية في طرابلس يجري العمل على التعامل معها "سلميا والا كان الخيار العسكري".
موقف القيادة العسكرية دفع المولوي لاتخاذ الحيطة لكنّه لم يؤثر كثيرا على مشروعه، فهو وبحسب مصادر واسعة الاطلاع في المدينة، تلقى تطمينات من فعاليات سياسية وجهات نافذة بعدم امكانية التعرض له طالما هو في مربعه الأمني فـ"الدم السني يغلي، وأي ممارسات خاطئة في طرابلس سيُدفع ثمنها غاليا".
هذه التطمينات أطلقت العنان للمولوي ومنصور اللذين انتقلا لمرحلة تطبيق الشريعة الاسلامية التي يروج لها مشروع "النصرة". هما يطبقانها حاليا على بعض الفئات المستضعفة في التبانة. وآخر الضحايا، بحسب مصادر مطلعة، مراهق أقدم على سرقة خضار من السوق فحكم عليه المولوي بقطع اليد، وبعد اذلال والده الذي جاء طالبا عطفه ومسامحة ولده، وافق على تخفيف العقوبة فيكون له الشاب خادما لـ40 يوما...
تستبعد المصادر أن يتمادى المولوي كثيرا بأعمال "التشبيح" هذه خاصة أن المحيط الذي يتواجد فيه يضم عددا كبيرا من "الزعران" الذين لن ينصاعوا لأوامره ولما يقول أنّه تطبيق للشريعة الاسلامية، لافتة الى أنّه يجري تكبير حجم المولوي وجماعته اعلاميا لكنّهم بالحقيقة مجموعة صغيرة لا قدرات كبيرة لها.
وتشير المصادر الى ان مشغلي منصور والمولوي طلبوا منهما أن يؤمنا "موطىء قدم" لـ"النصرة" في طرابلس على ان يتم توكيل مهمة مماثلة لآخرين في عكار وصيدا. الظهور العلني للنصرة ولعناصرها في طرابلس وغيرها من المناطق، لا ينطبق على "داعش"، فعناصر التنظيم الموجودين في طرابلس يفضلون التحرك حاليا بسرية بعيدا عن العراضات والاعلام، "حتى يحين الوقت للظهور الكبير".
وتتابع الأجهزة الأمنية عن كثب تطور حالة المولوي ويجري تنسيق جدي بين مخابرات الجيش وفرع المعلومات الذي قد يتولى في الوقت المناسب تنفيذ عملية أمنية سريعة لالقاء القبض على "الخلية الارهابية". وتقول المصادر: "أي عمل عسكري لتوقيف المطلوبين سيؤدي لمجازر في التبانة وتعريض حياة حوالي 20 ألف شخص للخطر، فالمولوي ومنصور اختارا مقرهما بعناية فائقة متخذين من المدنيين دروعا بشرية".
وتشير المصادر الى وجود خيارين اثنين للتعاطي مع الحالة المستجدة في طرابلس، "فاما عملية أمنية لفرع المعلومات نظرا لحساسية بعض ابناء التبانة تجاه الجيش، أو عملية استدراج للمولوي ومنصور الى خارج سوق الخضار لالقاء القبض عليهما".
وتبقى هذه الخليّة وغيرها من الخلايا النائمة أوراقًا قد تستخدمها التنظيمات الارهابيّة بالتزامن مع معارك حدودية لاشغال الجيش وتشتيت قواه، ما يستدعي معالجة سريعة وجريئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق