بي بي سي
بعد ستة أشهر من حصار مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية لها عادت مصفاة بيجي لتكرير النفط، وهي الأكبر إنتاجا ومساحة في العراق، إلى سيطرة الدولة.
واعلنت وزارة الدفاع صباح الثلاثاء ان القوات العراقية دخلت مصفاة بيجي مدعومة بمجموعات الحشد الشعبي (مسلحين متطوعين تابعين لمرجعيات دينية وحزبية لاسيما من مناطق بغداد والجنوب) بالاضافة الى متطوعين من ابناء العشائر .
تلا ذلك اعلان عبدالوهاب الساعدي قائد عمليات صلاح الدين، حيث تقع المصفاة، سيطرة القوات هناك على المصفاة بكاملها ودخولها المصفاة من بواباتها الجنوبية والغربية بعد معارك دامت اياما مع مسلحي تنظيم الدولة الأسلامية.
ويقول موفد بي بي سي الى بغداد عبد البصير حسن انه بعودة المصفاة الى سيطرة الدولة كاملة من جديد تستعيد الحكومة واحدا من اهم مصادر مشتقات النفط للاستهلاك المحلي وكذلك للتصدير في وقت تحتاج فيه الحكومة لزيادة مواردها في ظل استمرار ازمات انقطاع الكهرباء في عدد من المناطق العراقية وتراجع اسعار النفط عالميا.
لكن الأمر قد يتطلب وقتا قبل إعادة تشغيل المصفاة وإجراء الإصلاحات اللازمة بعد توقف دام ستة شهور.
وقد نقل التلفزيون الحكومي العراقي "قناة العراقية" صورا حية من داخل المصفاة اظهرت آليات عسكرية تجوب حول صهاريج وشبكات أنابيب بدا بعضها متضررا .
كما عرض التلفزيون صورا ظهر فيها مصابون يرتدون زيا عسكريا، وقال قادة عسكريون في المكان إن مروحية نقلت جثامين قتلى في صفوف القوات الحكومية ومجموعات الحشد الشعبي سقطوا في المعركة مع تنظيم الدولة إلى العاصمة بغداد لتسليمها إلى ذويهم.
وقال الساعدي في تصريحات تلفزيونية إن المصفاة "تحررت" بالكامل من عناصر تنظيم الدولة وإن أعدادا كبيرة من مسلحي التنظيم سقطوا في القتال قبل فك الحصار على المصفاة.
وأضاف الساعدي أن القوات العراقية تساندها الشرطة ومجموعات الحشد الشعبي تقدمت للمصفاة من المحورين الجنوبي والغربي وأن جزءا من القوات ترجل الى المصفاة ودخلها في البداية تجنبا للعبوات الناسفة والمفخخات التي زرعها التنظيم على الطريق المؤدي إلى المصفاة.
وأشار إلى جزء آخر من القوات تقدم نحو بوابات المصفاة على متن مركبات بعد قيام مهندسي الجيشي بتأمين الممرات من العبوات الناسفة.
وأضاف أن العناصر المنتسبة للاجهزة الامنية وللحشد الشعبي التي كانت موجودة داخل المصفاة ساهمت في إنهاء الحصار.
وكان نحو مئتين من العناصر الأمنية المكلفة بحماية المصفاة قد بقوا فيها خلال الشهور الستة الماضية وتمكنوا من منع مسلحي تنظيم الدولة من التوغل الى المصفاة ومن ثم الاكتفاء بحصارها.
وقالت مصادر ترافق القوات العراقية عند المصفاة لبي بي سي إن اشتباكات استمرت بين القوات العراقية وعناصر تنظيم الدولة خارج أسوار المصفاة لاسيما من ناحية الغرب المطلة على طريق يؤدي إلى مدينة الموصل في محافظة نينوى والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وقال مسؤولون محليون إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية انسحبوا صوب الموصل إلى الشمال الغربي بمحافظة نينوي وصوب تكريت إلى الجنوب من بيجي في صلاح الدين.
وتغطي المصفاة مساحة ثمانية عشرة كيلومترا وتتصل بمنطقة كركوك النفطية في شمال العراق عبر أنابيب . كما تحوي محطة لتوليد الكهرباء وعددا من معامل التكرير وبعض التجمعات السكنية للعاملين بها.
وتبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من ثلاثمئة ألف برميل يوميا ولكنها كانت تنتج نحو مئة وسبعين ألف برميل يوميا في المتوسط قبل توقف الانتاج بها عقب حصارها من تنظيم الدولة في يونيو حزيران الماضي تزامنا مع استيلاء تنظيم الدولة على محافظة نينوى شمال غرب العراق.
وبدأت القوات العراقية عملية عسكرية في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين أول الماضي لاستعادة مدينة بيجي أحد اهم مدن محافظة صلاح الدين ومصفاتها من يد تنظيم الدولة الإسلامية الذي توغل في المحافظة حتى سيطر على مدينة تكريت عاصمة صلاح الدين وعدد من البلدات والقرى الأخرى وصولا إلى سامراء والضلوعية في جنوب المحافظة.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة مدينة بيجي بداية الاسبوع الجاري بعد معارك طاحنة خلفت الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات لدي الجانبين بحسب صور بثها التلفزيون العراقي وقتها.
وتقع مصفاة بيجي على مسافة نحو خمسة وعشرين كيلومترا إلى الشمال من مدينة بيجي التي تبعد بدورها نحو مئة وثمانين كيلومترا شمالا عن العاصمة بغداد.
وتعليقا على استعادة المصفاة قال رئيس الوزراء العراقي "المرحلة القادمة هي تحرير الموصل."
ومن جانبه قال وزير الدفاع العراقي لصحيفة محلية "إن القوات العراقية هي من ستحرر الموصل" في إشارة الى عدم عزم الحكومة الاستعانة بقوات برية اجنبية لدعم القوات البرية العراقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق