أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ العملية الإسرائيلية التي استهدفت موكباً للمقاومة في منطقة القنيطرة السورية هي لعبٌ بالنار، مشدّداً على أنّ تغيير قواعد اللعبة والاشتباك لن يمر مرور الكرام، مشيراً إلى أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يتعوّد أن يمزح مع الصهاينة وخصوصًا في ما يتعلق بدماء المجاهدين وكرامة المقاومة البطلة.
وفي حديث إلى قناة "بي بي سي عربية" أدارته الإعلامية رشا قنديل، لفت أبو فاضل إلى أنّ العادة والعرف الذي ساد جنوب لبنان بعد العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 درج على أنّ هناك نوعًا من الهدنة غير المعلنة بين "حزب الله" وإسرائيل التزامًا بقرار مجلس الأمن 1701، مع العلم أن إسرائيل كانت تخرقه كل يوم وكلما سنحت لها الفرصة، مشيراً إلى أنّ هذه الهدنة شملت مراكز "حزب الله" في سوريا، بحيث كانت الاعتداءات الاسرائيلية تقتصر على مراكز للجيش العربي السوري أثناء مقاتلته الإرهابيين.
وشدّد أبو فاضل على أنّ هذا العدوان على هؤلاء القياديين المجاهدين أتى لأنّ وجود حزب الله في القنيطرة وفي الجولان يضرب التنسيق والتعاون بين اسرائيل من جهة مع داعش ومع جبهة النصرة من جهة ثانية، فضلاً عن أنّ الامتداد الجغرافي الطبيعي من الجنوب للبقاع الغربي حتى الجولان هو الذي فرض وجود الحزب بقوة في القنيطرة وفي منطقة مزارع الأمل.
أما الأمر الثالث، بحسب أبو فاضل، فهو أنّ هذا العدوان هو رد على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي اعتبر أنّ محور الممانعة لن يسكت على الاعتداءات الاسرائيلية أكان في سوريا أو في لبنان أو في العراق وأنّ حزب الله سوف يردّ في المكان والزمان المناسبين.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الأمر الرابع يتعلق بالانتخابات المقبلة في إسرائيل والتي سوف تجري في 17 آذار 2015، لافتاً إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي أمر بهذه العملية ليس غباءً وإنما ليكون عنواناً أمنياً للاسرائيليين والصهاينة بالانتخابات المقبلة.
وشدّد أبو فاضل على أنّ التنسيق والتعاون القائم بين إسرائيل من جهة وداعش وجبهة النصرة قد انكشف أمره جلياً ومن شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة والاشتباك في المنطقة وهذه ليست حماقة فقط بل جنون عند نتانياهو بحيث أنّ الإعلام الإسرائيلي بدأ فوراً يعتبر أنّ إسرائيل تسعى إلى معادلة جديدة وأنّ مقتل جهاد عماد مغنية ومسؤولين ميدانيين هو انتصار لها، على حدّ تعبيره، وتابع: "ولكن في الوقت عينه قد جاءنا الخبر المؤكد عبر وسائل إعلامية عديدة بحيث وصل الخبر السريع إلى تلفزيون المستقبل بأنّ مسلحي جبهة النصرة حلفاء الكيان الصهيوني استهدفوا آلية للجيش اللبناني في عرسال واشتباكات تدور هناك ممّا يدلّ على أنّ التنسيق والتعاون والمصلحة المشتركة بينهم في أعلى مراتبها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق