العربية ـ لندن - كمال قبيسي
التنظيم "الداعشي" يتفنن في كل مرة أكثر بطرق الاعدامات والتصفيات، فمساء أمس الثلاثاء بث شريط فيديو مختلفا عن سواه، وفيه ظهر "دويعشي" صغير، بالكاد عمره 11 أو 12 سنة، وهو ينفذ برصاصة من مسدسه حكم الاعدام بفلسطيني متهم بالتجسس لحساب الموساد، على حد ما نشرته "مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي" في موقعها الذي بثت فيه الشريط.
قالت "الفرقان" الاعلامية التابعة للتنظيم، أن الطفل الذي نسمع "داعشيا" أكبر سنا يصفه وهو يتحدث بالفرنسية في الفيديو الذي تبثه "العربية.نت" الآن، بأنه "واحد من أشبال الخلافة" أطلق رصاصة على رأس محمد مسلم، وهو من عرب 48 وعمره 19 سنة، ونراه في الشريط داخل غرفة، وهو بزي برتقالي يتحدث عن كيفية تجنيده وتدريبه بمعرفة "الموساد" قائلا إن والده وشقيقه الأكبر شجعاه على التعاون الجاسوسي مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلي.
بعدها يظهر مسلم خلال وهم يقتادوه الى برية حقل في محافظة الرقة بالشمال السوري، وفيها أقبل الطفل على قتله برصاصة حاسمة، في لقطة لم تظهر كاملة في الفيديو الذي نقلت وكالة "رويترز" بأن مسؤولين أمنيين في اسرائيل أبلغوها أنهم يعلمون بأمره "لكنهم لا يستطيعون تأكيد صحته" وفق تعبيرها.
"ولا أعرف ماذا قالوا له، أو كيف لعبوا بعقله"
محمد سعيد اسماعيل مسلم، القتيل برصاصة أول "دويعش" يظهر منفذا للاعدام بأحد الفيديوهات، هو من القدس الشرقية المحتلة، وكان بحسب ما جمعت "العربية.نت" ما تيسر عنه من معلومات، سافر الى سوريا بأكتوبر 2014 واعتقلوه في فبراير الماضي، ثم أجروا معه مقابلة تم نشرها في مجلة "دابق" التابعة للتنظيم، حيث اعترف بأنه جاء الى سوريا ليسترق السمع على "دواعشها" لصالح الموساد، الا أن عائلته نفت وقالت العكس تماما، من أنه سافر ليلتحق بصفوف "داعش" لا ليتجسس.
أبوه الذي روى قصته لوكالات نقلتها قبل مدة، أكد أن تجنيده مع "داعش" تم عبر الانترنت "ولا أعرف ماذا قالوا له، أو كيف لعبوا بعقله" طبقا لما قال الوالد سعيد مسلم عن ابنه الذي كرر في الفيديو البالغة مدته الأصلية 13 دقيقة، ما قاله للمجلة "الداعشية" سابقا، واعترف به بأنه يعمل لصالح الموساد.
في تلك المقابلة نقلت "دابق" بالانجليزية عن مسلم أنه التقى في بيته بضابط في "الموساد" اسمه إيلي، واتفق معه على المقابل المالي الذي سيحصل عليه كجاسوس، ومن بينه، وفقا لما قرأت "العربية.نت" بالمقابلة، بيت في القدس مع راتب شهري يصل الى 1200 دولار، وكلفوه أن يزودهم لمعلومات يحتاجونها.
من المعلومات، الموتفع التي يخزن فيها "داعش" صواريخه وأسلحته، وأين تقع قواعده العسكرية، ومن هم المشرفون فيه على تجنيد فلسطينيين لينضموا الى التنظيم من داخل الأراضي الفلسطينية، ومن يساعدهم داخل اسرائيل بالذات، فسافر ودخل إلى سوريا عبر تركيا بمساعدة مهرب كان يحمل رقم هاتفه .
أما في الفيديو الجديد، فنسمع "داعشيا" يتوعد بالفرنسية أعداء التنظيم، قائلا "ان أشبال الدولة الإسلامية سيقتلون من أرسله الموساد الغبي، ليتجسس على عورات المجاهدين والمسلمين. وعما قريب سترون جحافل الخلافة تدك دياركم وحصونكم وتحرر بيت المقدس من رجسكم باذن الله" مضيفا نداء تحذيريا: "يا يهود، قال من سلمكم بيت المقدس: لقد انتهت الحملات الصليبية. أما اليوم فنقول لكم لقد بدأت الفتوحات الإسلامية وارتاعت اليهود لقرب الوعود".
وكان مسلم يعمل في دائرة المطافيء بالقدس الشرقية المحتلة قبل سفره الى سوريا، وبحسب ما ذكر شقيقه أحمد لوسائل اعلام اسرائيلية، فقد أخبر عائلته في احدى المرات أنه سيتغيب عن البيت لأيام قليلة "لكن غيابه طال، لذلك بدأنا نبحث عنه، وتوجهنا الى الشرطة فاكتشفنا أنه لم يكن لديه أي دورة وأنه عمليا سافر إلى تركيا، من دون أن يذكر شيئا عن رحلته" ولم تعد العائلة تراه الا مقتولا برصاص الفل الداعشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق