العربية.نت
خرج آلاف من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية للمشارکة في مظاهرة في نيويورك ضد وجود الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في الأمم المتحدة. وبدأت الاحتجاجات أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في الوقت الذي أدلى فيه روحاني كلمته في الجمعية العامة السنوية. كما أدانوا انتهاكات حقوق الإنسان في طهران.
وأكد المتظاهرون على تدهور وضع حقوق الإنسان في بلادهم، مشيرين إلى تصاعد تنفيذ الإعدامات خلال فترة روحاني، حيث كان هناك أکثر من 2000 حالة إعدام، بما في ذلك إعدام معارضين سياسيين من أعضاء حركة المعارضة خاصة من منتسبي "منظمة مجاهدي خلق الإيرانية" خلال سنتين من فترة حكمه. ومعروف أن إيران لها الرقم القياسي في عدد الإعدامات في العالم.
الأميرکيون من أصول إيرانية من المؤيدين لـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" الذي تقوده المنظمة جاءوا إلى نيويورك من أكثر من 40 ولاية أميركية وهتفوا بشعار "لا لروحاني"، "أطردوا روحاني من الأمم المتحدة"، رافعين صور مريم رجوي من زعماء المنظمة. وانضم إليهم عدد من الأميركيين.
وحسب مصادر عناصر المنظمة فقد "شارك في هذه المظاهرة مئات من أبناء الجاليات السورية واليمنية والعراقية أيضاً لينقلوا صيحات شعوب تعرّضت للقمع والإرهاب والتشرّد من قبل نظام ولاية الفقيه، وليعربوا للعالم بأن النظام الذي يمثله روحاني ليس فقط عدو الشعب الإيراني بل هو أساس المشكلة في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية".
وبعثت مريم رجوي رسالة إلى المشاركين في التظاهرة شرحت فيها طبيعة الحكم في إيران ودور روحاني في النظام، خاصة ما جرى خلال العامين الأخيرين من حكمه.
وجاء في جانب من هذه الرسالة: "خلال فترة الملا روحاني الذي يدعي بأنه معتدل ساءت حالة حقوق الإنسان بكل المقاييس. احتجاجات المدرسين والعمال أدت إلى اعتقالات وانفصالات. رجال القانون والمحامين، وناشطو حقوق الإنسان، المدوّنون، والصحافيون، أهل السنة، والمسيحيون، واليهود، والدراويش، البهائيون، الأكراد، البلوش، وكذلك العرب تعرّضوا للسجن والاعتقالات. في حين تنتهك حقوق وحريات النساء والشباب بشكل يومي. وخلال هذه الفترة، زاد بشكل كبير نطاق تدخل النظام في بلدان المنطقة وقتل الأبرياء في العراق وسوريا واليمن".
وأضاف رجوي: "ويواجه الشعب السوري مأساة الإبادة البشرية والدمار في بلاده. ومن دون الدعم المتواصل من النظام الإيراني، لم يكن باستطاعة دكتاتورية بشار الأسد المتعطش للدماء أن يبقى في السلطة حتى اليوم، ولما تشرّد أخواتنا وإخواننا السوريين ولم يبقوا بلا مأوى، حتى يعرّضوا حياتهم للخطر بهدف الوصول إلى ملجأ في أوروبا. الأطراف الرئيسية المسؤولة عن آلام ومعاناة المهاجرين السوريين هي خامنئي وبشار الأسد. الشعب السوري والعراقي والإيراني لهم عدو مشترك. وهذا هو السبب وراء توحّدهم بالرغم من جميع المشاكل والتجارب المريرة."
كما أكدت أن "اليوم فإن نظام الإرهاب الحاكم في إيران باسم الدين في حال التقهقر في سوريا وفي اليمن، وأن الحل لإنهاء الأزمات والحروب وعدم الاستقرار هو إسقاط هذا النظام.
واعتبرت رجوي أن "حل المشكلة الإيرانية والمشكلة الإقليمية المستعصية يكمن في أيدي الشعب الإيراني الذي يطالب بإسقاط هذا النظام وإقامة نظام يؤمن بالحرية والديمقراطية ويطبقهما".
ووفقاً لرجوي فإن "التحالف الدولي الذي يواجه تنظيم داعش، يسير في طريق مسدود، ولن تكون المواجهة ناجحة دون إزالة النظام ولاية الفقيه وميليشياته"، لافتة إلى أن "أي حديث عن التهدئة مع رجال الدين الحاکمين في إيران وما يقولونه بشأن التخلي عن جهودهم لامتلاك سلاح نووي من شأنه أن يضر کثيراً ويشكل خيانة. على هذا النحو فلا يجب أن تکون هنالك أية ثغرة ويجب أن يتم غلق عملية تصنيع القنبلة النووية ".
كذلك اختتمت رسالتها بالقول إنه "إذا كان المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي متابعاً حقاً للسلام والهدوء في المنطقة والعالم، فيجب أن يقوم أولاً بطرد ممثلي النظام غير الشرعي من المؤسسات الدولية والاعتراف بحق الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لإسقاط هذا النظام، وترسيخ حقوق الإنسان والديمقراطية. ثانياً سحب التنازلات في الصفقة النووية مع النظام وحرمانه من جميع الفرص لصنع قنبلة نووية. ثالثاً أن يكون عقد الصفقات والاتفاقيات التجارية مع النظام الحاكم مشروطا بوقف تنفيذ أحكام الإعدام".
وقد حضر إلى جانب المتظاهرين العديد من الشخصيات الأميركية، بما في ذلك بيل ريتشاردسون، السفير السابق الأميركي في الأمم المتحدة ووزير الطاقة، وتوم ريدج أول وزير للأمن الداخلي في أميركا وحاكم ولاية بنسلفانيا سابقاً، والدكتور ألان ديرشوفيتز، أستاذ كلية الحقوق بجامعة هارفارد سابقاً، وعضو الكونغرس كارولين ملوني، وكذلك أد كاكس رئيس الحزب الجمهوري في نيويورك، حسب التقرير.
ورفض المتظاهرون الصمت من قبل الحكومات الغربية عموماً والولايات المتحدة بشكل خاص بخصوص الوضع المتعلق بحقوق الإنسان في طهران، مطالبين وقف عمليات الإعدام وتحسين حالة حقوق الإنسان وأن تكون هذه المسألة نقطة محورية في أية علاقات مع طهران.
وقبيل هذه المظاهرة وقع 101 شخصية من المتخصصين والباحثين الإيرانيين – الأميركيين رسالة بعثوها إلى الرئيس أوباما استنكروا فيها ملف الحكومة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق