العربية.نت
اختفت بشكل غامض عشرات المدرعات الحربية كان الجيش العراقي قد حصل عليها في شكل هبة من إحدى الدول العربية، وفق ما نشرت صحيفة "العرب" اللندنية.
ويُنتظر أن تُعمق هذه الفضيحة الأزمة بين مكونات المشهد السياسي العراقي في وقت مازال الشارع العراقي لم يهدأ على وقع استشراء الفساد.
ويطالب متظاهرون نزلوا إلى شوارع بغداد ومدن عراقية أخرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتطبيق الإصلاحات الصارمة التي أعلن عنها في السابق.
ورغم ذلك، مازال عدد من النواب العراقيين يسعون بإصرار كبير لعرقلة طلب فتح تحقيق داخل البرلمان حول اختفاء 76 مدرعة كانت في طريقها إلى العراق من إحدى الدول الخليجية التي لم يعلن عن اسمها.
وكان إياد علاوي رئيس ائتلاف الوطنية قد فجّر هذه الفضيحة التي تُضاف إلى سلسلة الفضائح التي عرفها العراق، حيث أعلن في وقت سابق أن دولة عربية أرسلت بطلب شخصي منه 76 مدرعة عسكرية إلى العراق.
وأكد أن هذه الدولة استجابت لطلبه، وأرسلت 76 مدرعة إلى بغداد، حيث وصلت على متن طائرات وذلك لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش.
غير أن علاوي أكد أن وزارة الدفاع العراقية أعلمته شخصيا أنها لم تتسلم تلك المدرعات، وأوضح في بيان له أن وزير الدفاع العراقي أبلغه بعدم تسلم وزارته أي مدرعات عسكرية من أي دولة.
وطالب علاوي بفتح تحقيق في اختفاء المدرعات، وذلك في الوقت الذي كشف فيه مصدر برلماني أن لجنة الأمن والدفاع التابعة للبرلمان العراقي ستوجه هذا الأسبوع مذكرة رسمية لوزير الدفاع خالد العبيدي لإيضاح تفاصيل اختفاء المدرعات والجهة التي تسلمتها.
دور إيراني مشبوه في الاستيلاء على المدرعات
وفيما لا يزال الغموض يُحيط باختفاء تلك المدرعات، رجحت مصادر عسكرية عراقية قيام ميليشيات تعمل ضمن قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بالاستيلاء عليها، بعد مصادرتها لأسلحة مماثلة أخرى تسلمها العراق كمساعدات من دول غربية وآسيوية، تضم مدافع وراجمات صواريخ وأسلحة رشاشة وعربات مدرعة وأجهزة كشف متفجرات.
وقال مصدر عسكري عراقي مطلع إن حكومة العبادي تتعرض لضغوط من الأميركيين من أجل إجبار الميليشيات على إعادة ما استحوذت عليه من المعدات العسكرية، والتي لم تكن أصلا مخصصة لها.
وأضاف أن تلك الميليشيات تتهرب أو تنفي امتلاكها لها، في وقت يبدو من المستحيل تفتيش مخازنها ومستودعاتها لأن هذه الميليشيات التي تحظى بدعم إيراني كبير تتمتع بنوع من الحصانة، وقد لا تتردد في إعلان الحرب على أي قوة عراقية رسمية تريد تفتيش مواقعها في سياق البحث عن المدرعات المنهوبة.
تمدد نفوذ الميليشيات الشيعية في العراق
وتعكس الحادثة، تمدد نفوذ الميليشيات الشيعية المتطرفة في العراق حتى بات يشكل إحراجا كبيرا للجيش العراقي، الذي يبدو أنه لا يرغب في افتعال أي مواجهة مع الميليشيات التي استولت على معدات عربية وأميركية كانت مرسلة لدعم الجيش.
ويعول العراق على المساعدات العسكرية التي يتلقاها من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من أجل تحرير مناطق واسعة في الشمال يسيطر عليها تنظيم داعش، لكنه يقف عاجزا أمام سيطرة الميليشيات المدعومة من قبل إيران والتنامي المطّرد في قوتها العسكرية.
ويذكّر هذا السيناريو بلبنان، البلد الذي يحظى فيه حزب الله الشيعي باليد العليا، ويملك قوة عسكرية تفوق الجيش الوطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق