العربية.نت ـ عهد فاضل
التدخل العسكري الروسي، في سوريا، والذي جاء بطلب من رئيس النظام السوري لإنقاذه من السقوط، ترافق مع "حملات" اعلامية عديدة في الصحافة الروسية، لدعم وتغطية هذا التدخل، وكذلك لمنح المقاتلين الروس، مبررات تسبغ "شرعية" على قتالهم خارج أراضي بلادهم.
خصوصا أن المقاتلين الروس معرضون لخطر الضربات العسكرية، في أي لحظة، ومن أكثر من جهة، من داخل الأرض السورية، والتي باتت تزدحم بطائرات عسكرية من مختلف جيوش العالم.
آخر هذه التغطيات الدعائية، لمنح التدخل العسكري الروسي، شرعية بنظر عناصر وضباط الجيش الروسي، هو ماتناقلته صحف ومواقع مختلفة، وبأكثر من لغة، عن رسالة قصيرة كتبتها وأرسلتها الطيارة الروسية، الكابتن "باليسلافا".
وكانت الكابتن الطيار، باليسلافا، والتي تتمتع بجمال واضح في شقرتها الروسية المميزة، قد أرسلت رسالة قصيرة تقول فيها: "هل تعرف أن هذه المرأة يعتبرها الاسلاميون أقل من الكلاب!". نوعاً من التحريض السافر ضد خصوم رئيس النظام السوري ومعارضية لتسهيل القيام بالضربات الجوية ضدهم ومنحها شرعية تقوم على "تصويرهم وتشويههم" بهذا الشكل الذي ورد في مضمون الرسالة.
ثم تضيف المواقع والصحف التي أعادت نشر نص الرسالة، مالديها من "تحريض" لـ"شرعنة" الضربات العسكرية الروسية في سوريا، فقال بعضها إن الإسلاميين يعتقدون بأنهم لن يذهبوا الى الجنة إذا كان من قتلهم هو امرأة!
وتنقل مصادر متعددة، أن رسالة الشقراء الروسية التي تقصف بطائرتها العسكرية قوات للمعارضة السورية التي تناهض رئيس النظام السوري، والاحتفاء بتلك الرسالة ومضمونها التحريضي الواضح، هو "جزء من ضخ اعلامي واسع تقوم به روسيا" لحماية وشرعنة ضرباتها العسكرية الموجهة ضد معارضي النظام السوري.
فقد سبق ونشرت الجريدة الروسية الشهيرة "برافدا" مقالات متعددة ترافقت مع التدخل الروسي العسكري في سوريا، منها "إذا كانت روسيا قادرة على حماية السوريين فهي قادرة على حماية المسيحيين" هناك أيضاً.
وكذلك نشرت تقريرا عن أسباب ماسمته "كراهية السعودية لإيران" وصفت فيه الأمر على أنه مجرد "صراع سني ـ شيعي" وأن السعودية "تكره إيران" لأن الأخيرة "حليفة لروسيا". كما قالت في تقرير نشر منذ أيام.
يذكر أنه سبق للاعلام الموالي لرئيس النظام السوري، أن احتفل بالشقراء الروسية باليسلافا، ونشر صورتها منذ أيام، تحت عنوان "لقنت داعش درساً" أو "بطلة روسية تفوز على الارهاب" أو كثير من عبارات الاحتفاء لقيام شقراء الجيش الروسي بقصف قوات للمعارضة السورية داخل بلدهم.
الأمر الذي دفع بالبعض، ومن الشارع الموالي نفسه، للتعبير عن حنقه من هذا الاحتفال "ببطولة امرأة أجنبية" بينما "قتل آلاف من الجيش السوري دفاعاً عن (الوطن)" ولم نجد من "يذكر أسماءهم على الأقل" كما ورد في تعليق قال إنه أحد مصابي الجيش السوري النظامي.
وقال آخر: "هل مقولة الافرنجي برنجي تنطبق حتى على الجنود؟".
وتستعمل عبارة "الافرنجي برنجي" للدلالة على رفعة الأجنبي مقابل خفض المحلي.
وتعليقات كثيرة غمزت في "عقيدة الجيش" السوري التي باتت تحتفل "بامرأة من قاذفتها العالية التي لاتراها العين" بينما "قتلى الجيش كثير منهم بلا أسماء ولم يتم التعرف عليهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق