أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفع معنويات جمهوره كعادته في خطابه خلال ذكرى أسبوع الشهيد القائد أبو محمد الإقليم، مشيراً إلى أنّ السيد نصرالله كان واضحاً بأنّ هذه الخسارة الكبيرة لن تثني الحزب عن المضيّ في الطريق التي رسمها لنفسه، مشدّداً على أنّه لا يزال يطبّق الشعار الذي رفعه سابقاً ومفاده أنه حيث يجب أن نكون سنكون.
وفي حديث إلى تلفزيون "NBN" ضمن برنامج "حوار اليوم" أدارته الإعلامية ليندا مشلب، تحدّث أبو فاضل عن حرب عالمية تُشَنّ في سوريا، ولفت إلى أنّ السيد حسن نصرالله حين يرفع السقف في موضوع الحوار فهو يعني ما يقوله، وهو ليس الرئيس نبيه بري الذي يرعى الحوار وليس العماد ميشال عون الذي تعرّض لأكثر من خديعة من قبل الفريق الآخر.
تحضيرات لوجستية لعودة الحريري
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس فؤاد السنيورة بات يملك فريقاً داخل تيار المستقبل وهو لا يغرّد وحيدًا في نهاية المطاف، وأشار إلى أنّ هناك مجموعة فرق داخل تيار المستقبل وليس مجرّد فريق أو فريقين، لافتاً إلى أنّ كلّ الاحتمالات تبقى واردة طالما انّ الرئيس سعد الحريري خارج لبنان.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بوجود بعض المؤشرات التي تدلّ على إمكانية عودة الرئيس الحريري في المرحلة المقبلة، وتحدّث في هذا السياق عن تحضيرات لوجستية في بيت الوسط تمهيداً لهذه العودة، وأشار إلى أنّ وجود الحريري في البلد ضروري في ظلّ الأزمات المتشعّبة التي يشهدها على أكثر من صعيد.
من الدوحة إلى مسقط...
ونفى أبو فاضل رداً على سؤال أن يكون لبنان متجهاً نحو دوحة جديدة، على غرار اتفاق الدوحة، لكنّه تحدّث عن بعض الوساطات السرية التي لا تزال قائمة في مسقط بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكداً أنّ هذه الوساطات لم تنتهِ بعد حادثة منى المأساوية كما يظنّ البعض.
وأشار أبو فاضل إلى أنّه لو لم تكن هناك اتصالات تجري ولو بوتيرة بطيئة، لكانت الأمور تدهورت بشكلٍ دراماتيكي بين السعودية وإيران بعد حادثة منى، وكان من شأن الحادثة أن تُشعِل المنطقة برمّتها.
دور أردوغان انتهى
ورأى أبو فاضل أنّ الحكومة باتت مشلولة، لكنّه أعرب عن اعتقاده بأنها لن تفرط في هذه المرحلة، وأكد رداً على سؤال أنّ الوضع خطير في لبنان والمنطقة، مشيراً إلى أنّ هناك حرباً عالمية في سوريا اليوم وقد تطوّرت من حرب باردة إلى حرب ميدانية على الأرض بين أميركا وروسيا.
واعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الذي مني بالصفعة الأكبر بعد التدخل الروسي في سوريا، فقد انتهى دوره بالكامل وبات اليوم يفتش عن دور، وأشار إلى أنّ رسوب أردوغان في الانتخابات النيابية المقبلة سيُنهي المشاكل، ولكنّ نجاحه في المقابل سيؤدي للمزيد من التعقيد في المنطقة ككلّ.
هيئة متاجرة بالدين
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ سوريا تمّ تدويلها، وكذلك الأمر بالنسبة للبنان، وتحدّث عن تضخيم إعلامي للموظفين في هيئة علماء المسلمين، مشيراً إلى أنّ كلّ ما فعلته الأخيرة تمثيلية، وسأل عن سبب عدم تحرّكها من أجل أطفال سوريا وأطفال العراق، ولماذا لم تتحرّك أمام السفارة الأميركية في لبنان كما فعلت أمام السفارة الروسية في سوريا، واعتبر أنّ هذه الهيئة هي هيئة للمتاجرة بالدين لا أكثر ولا أقلّ.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ أميركا وافقت على مضض على التدخل الروسي، وهي على علمٍ بالأمر قبل حصوله، ولفت إلى أنّ التضخيم الإعلامي على هذا الصعيد لا يزعج الروس بل يريحهم، وأكد أنّ التحضيرات للتدخل الروسي بدأت من شهر نيسان، واعتبر انّ هذا الأمر يدلّ على عظمة الروس وقدراتهم الكبيرة.
لروسيا مصالح في سوريا
وأشار أبو فاضل إلى أنّ روسيا لها مصالح في سوريا، وهي لا تتدخل في سوريا فقط كرمى لعيون الرئيس السوري بشار الأسد، وإنما هي تسعى لتحقيق مصالحها في بادئ الأمر، خصوصًا بعدما منيت بضربة كبيرة في العراق وفي ليبيا وقبلها في اليمن على أيام علي سالم البيض، ولفت إلى أنّ روسيا اليوم تسهّل القواعد في منطقة سهل الغاب، وهذه المنطقة تحمي القواعد العسكرية البحرية والجوية والبرية في الساحل السوري.
وأكد أبو فاضل أنّ القواعد الروسية في سوريا لا تزال كما هي، مشيراً إلى أنّ الفصائل الإرهابية والتكفيرية تعاني كثيراً وقد تدهورت أوضاعها بسبب القدرات الروسية والرادارات، ولفت إلى أنّ الوضع الآن مختلف عن السابق، فالطائرات السوخوي تصيب الأهداف الثابتة والمتحركة، كما أنّ الرادارات الروسية تكشف كلّ شيء على الأرض.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ القصة طويلة في سوريا، مشيراً إلى أنّها إذا طالت ولم تحدث قمّة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، فإنّ سوريا لن تتوحّد بسهولة.
روسيا تستعيد أمجادها
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ المجاهدين رفعوا رأس لبنان ورفعوا رأس المقاومة ورفعوا رأس كل سوري ولبنان وعراقي ومسلم ومسيحي وعلوي ودرزي، مشيراً إلى أنّ التضحيات التي قدّمها هؤلاء لم يقدّم أحد مثلها، واعتبر أنّ محاولات فكّ التحالف السوري الروسي الإيراني يائسة لن تصل إلى أيّ نتيجة.
ورأى أبو فاضل أنّ روسيا تستعيد أمجادها بضرب الإرهابيين وبعرض عضلاتها وقد نجحت في هذا الموضوع، لكنّه اعتبر أنّ هذا الأمر لا يشكّل انتصاراً دائمًا لروسيا إذا لم يحصل اتفاق مع الأميركيين حول الشأن السوري بالتحديد، ولفت إلى أنّ الجيش السوري أنهِك، موضحًا أنّه لا يوجد جيش في العالم يستطيع أن يصمد خمس سنوات كما فعل الجيش السوري.
واستبعد أبو فاضل أن ينزل الجيش الروسي على الأرض، وأشار إلى أنّ هيئة الأركان الروسية لا تعلن نواياها العسكرية في وقتٍ مسبق، وهو عندما يعلن شيئاً فيكون قد نفذه مسبقاً، لأنّه لا يمكن أن يُعلِم أعداءه بمخططاته ومشاريعه فيقدّم لهم بذلك هدايا مجانية.
مع الحراك بشرط...
وفي مجالٍ آخر، أكّد أبو فاضل أنّه يؤيّد مطالب الحراك كلّها مئة بالمئة، ولكنّه شدّد على أنّه من الممنوع التظاهر أمام القضاء أو المحكمة العسكرية، ورأى أنّ من يضرب القضاء يضرب هيبة الدولة والجيش والقوى الأمنية، ولا يمكن أن يصل الشباب بهذه الطريقة إلى حقوقهم.
واعتبر أبو فاضل أنّ ما يقوم به الشباب يصيب القضاء العسكري بالصميم، مناشداً قائد الجيش العماد جان قهوجي أن يضغط بكلّ قوته لعدم إقامة اعتصامات أمام المحكمة العسكرية وثكنة الحلو وغيرها من المقرات الأمنية.
وأشار أبو فاضل إلى أنّه مع الحراك وليس ضدّه ولكن بشرط التزامه بالقانون، متسائلاً عمّا إذا كان القيّمون على الحراك يحصلون على ترخيص لتظاهراتهم كما ينصّ القانون، ورأى أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق لم يرتكب أيّ خطأ مع الحراك، وعلى العكس من ذلك فإنّ تعاطي وزارة الداخلية معه كان متهاوناً جداً.
أطهر الأوادم
وفي ختام الحلقة، وجّه أبو فاضل تحيّة إلى روح الوزير الراحل الياس سكاف، وقال: "نحن خسرنا الأسبوع الماضي شخصاً مهماً جداً، وهو ليس مجرّد زعيم سياسي، هو الياس بيك سكاف، رئيس الكتلة الشعبية ووزير ونائب سابق"، وأضاف: "أسميته أطهر الأوادم، وبالتالي أملنا كبير فعلاً بعائلته، بأولاد زحلة والبقاع وباللبنانيين".
ورأى أبو فاضل أنّ الجنازة التي حصلت لسكاف لن تتكرّر في لبنان، مشيراً إلى أنّ محبة الناس له كانت واضحة من خلال تهافتهم عليه، وتمنى الصبر لزوجة الراحل وأولاده، متمنياً أن تكون خاتمة أحزانهم وخاتمة أحزان اللبنانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق