النهار:
شدد مصدر مسؤول في "القوات" على أن "القوات" ما زالت على مواقفها، لكن في ما يتعلق بآداب المخاطبة السياسية فإنها تحترمها كما "التيار الوطني الحر" بعد التوقيع عليها كبند أول في وثيقة "النيات"، لافتاً الى انه "ومنذ البحث في تشكيل هذه الحكومة، حذرت "القوات" غير مرّة من ان تشكيل حكومة غير تكنوقراط تأخذ البلد الى مهالك غير محمودة، "وهذا ما حصل، "اذ ان البلد مقسوم بين مشروعين، لذا كان رئيس حزب "القوات" سمير جعجع يفضّل أن تكون الحكومة تكنوقراط منعاً لاستباحة الوضع السياسي وما تبقى من مؤسسات الدولة، لأنه في الأساس، كانت مهمّة هذه الحكومة أن تجري انتخابات رئاسية بالدرجة الأولى، لكنها اليوم لا تستطيع ايجاد الحلول لمشكلات المواطنين الحياتية".
وردّد المصدر في حديث للـ"النهار" المواقف المعروفة عن "القوات"، ان "موقفنا السياسي معروف من تدخل "حزب الله" في سوريا، ومن السلاح غير الشرعي، ومن قانون الانتخاب، وفي الوقت عينه موقفنا معروف من 14 آذار، و"القوات اللبنانية" على يمين 14 آذار، علماً ان البعض يصفها بأنها من الصقور"، مشيرأً الى ان "القوات" رفضت المشاركة في طاولة الحوار التي ترى انها مضيعة للوقت ولا لزوم لها، كما رفضت الحكومة وإدارتها وأسلوب تعاطيها، على الأقل في ملف النفايات الذي يعرّض الشعب لأخطار صحية. وترى القوات أن الحكومة في المرحلة الحالية هي قدر مفروض وأبغض الحلال، لكن للأسف هذا الحلال لن يطول كثيراً لأن مدة استخدامه بدأت تنفذ".
ورفض المصدر الكلام عن ان "القوات" غائبة، مؤكداً "نحن موجودون في شكل يومي، والدكتور جعجع يتحرّك ضمناً وعلناً، وهو التقى كبار المسؤولين في العالم العربي في جولته العربية الأخيرة، والنواب والقيادات أيضاً لهم مواقفهم، و"القوات" تنمو سياسياً وشعبياً لكن بهدوء، لأن ما من شيء يستدعي أن يكون الصوت عالياً، وعندما يستدعي الأمر لن نتأخر".
في موضوع الترقيات العسكرية، وما يحكى ان جعجع رفض سراً ترقية العميد شامل روكز ولم يجاهر بذلك كرمى للعلاقة المستجدة مع زعيم تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، رفض المصدر هذا القول، جازماً بأن "لا فيتو كان على العميد روكز ولا على سواه، والمهمّ أن تستمر المؤسسات ولا تخسر الاستقرار، وعلى الحكومة التصرّف واتخاذ القرارات، وخصوصاً أننا غير موجودين فيها".
وكشف المصدر لـ"النهار" ان "جعجع أرسل الى العميد روكز رسالة مع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مفادها أن لا فيتو عليه، وان الماضي مضى، معه ومع سواه". ويضيف "في المرحلة المقبلة يمكن أن يكون شامل روكز ركناً أساسياً وجزءاً في "عمارة" العلاقات القواتية – العونية".
في انتظار التطورات الاقليمية، عوّل المصدر القواتي على "تقدّم العلاقة بينهم وبين "التيار" وتفاعلها"، معتبراً أننا "اليوم ضمن مشروعين سياسيين متباعدين، لكننا نتمسّك معاً بوثيقة "النيات" لإيجاد مساحة مشتركة وقاعدة تواصل دائمة، بمعنى أن لا وجود بعد الآن لخلاف بيننا، بل اختلاف في المواقع وفي المشروع في بعض الأحيان، لكن هذا الاختلاف لن يتحول خلافاً بعد الآن. وأهمية ما نقوم به اليوم حماية هذه الوثيقة وأن تنمو وتتطور، وربما أن تتوصل الى تفاهمات سياسية كبيرة تجعلها استثماراً وانتاجية لصالح المسيحيين ولبنان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق