أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الحراك المدني تحوّل في مكانٍ ما إلى حراكٍ عسكري وفوضوي، داعياً القيّمين على الحراك إلى تنظيم التحرّك وتحديد قيادة واضحة لبناء الثقة مع المواطنين اللبنانيين.
وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "حديث الساعة" أداره الإعلامي عماد مرمل، اعتبر أبو فاضل أنّ القيّمين على الحراك يجب أن يطالبوا أولاً بانتخاب رئيسٍ من الشعب، وبإقرار قانون انتخابي على أساس النسبية، وعدم مغادرة الساحات قبل تحقيق هذين المطلبين.
واستبعد أبو فاضل أن يستطيع الحراك المدني أن يغيّر شيئاً، وكشف أنّه لا يزال عند مطلبه بجنسية روسية، مشيراً إلى أنّ وجه المنطقة كلّه يتغيّر، وشدّد على أنّه باقٍ في الخط المقاوم، وكلّ ما يطلبه هو إنصافه كمسيحي عربي.
أين آلية العمل؟
أبو فاضل أكد أنّ لا يوجد أحد في لبنان مع الفساد، لافتاً إلى أنّ اللبنانيين جميعاً يعانون سواء من البطالة أو من أزمة النفايات أو غيرها، لكنه رأى أنّ الحراك المدني تحوّل في مكانٍ ما إلى حراكٍ عسكري وفوضوي في ساحة النجمة وفي ساحة رياض الصلح، ملاحظاً أنّ المشاكل التي حصلت يوم الخميس لم تكن الأولى من نوعها وقد حصلت أكثر من مرّة سابقاً.
واعتبر أبو فاضل أنّ الدولة لا تستطيع أن تثق بشباب ليس عندهم آلية عمل لينجحوا ويستلموا مكانها، وقال: "أنا كمواطن لبناني، عندما أريد أن أسلّم رقبتي لأيّ كان، يجب أن يكون عندي ثقة به"، وأعرب عن اعتقاده بأنّ أيّ حراك مدني لن ينجح طالما أننا طائفيون، ورأى أنّ القيّمين على الحراك يجب أن يطالبوا أولاً بانتخاب رئيسٍ من الشعب، وبإقرار قانون انتخابي على أساس النسبية، وعدم مغادرة الساحات قبل تحقيق هذين المطلبين.
لتسمية الأشياء بمسمياتها
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّه ليس متحمّساً لهذه السلطة التي نهبتنا وأغرقتنا في الديون، معتبراً أنّ الحراك المدني يجب أن يسأل أول ما يسأل عن هذه الديون، مشيراً إلى أنّ الجميع في البلد يعرف من الذي تسبّب بهذه الأزمة، والمطلوب تسمية الأشياء بمسمّياتها.
وأكد أبو فاضل اعتراضه على شعار "كلن يعني كلن"، مؤكداً رفضه لتعميم هذا الشعار على جميع المكوّنات السياسية في لبنان، مشدّداً على أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لا يمكن وضعه في خندقٍ واحدٍ مع الآخرين، وكذلك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون.
من يريد عسكرة الحراك؟
وتحدّث أبو فاضل عن عسكرة للحراك حصلت بشكلٍ واضح في التحرّك الأخير، ولفت إلى أنّ استخدام المياه والقنابل المسيلة للدموع من قبل القوى الأمنية هو مشرَّع في جميع دول العالم لتفريق المتظاهرين، وقد حصل مراراً وتكراراً. وفيما أشار إلى اعتداء شباب الحراك على فندق "لو غراي" يوم الخميس الماضي، وهو ما وثّقته الكاميرات وعرضته وسائل الإعلام على اختلافها، كشف عن معلوماتٍ بأنّ السلطة ستحاسب من اعتدى على قوى الأمن الداخلي، لافتاً إلى أنّ قراراً بهذا الصدد اتّخِذ.
ودعا أبو فاضل المعتصمين في الحراك المدني الى تصويب أهدافهم، ورفض الحكم على النيات بوصفه بدعة عربية، إلا أنّه رأى انطلاقاً من التجربة أنّ المعتصمين، في حال دخولهم إلى ساحة مجلس النواب، سوف يحوّلونها إلى ساحة فوضى، وهناك مخطّط واضح على هذا الصعيد.
قطع الطرقات لا يجوز
وأكد أبو فاضل رفضه لقطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية من قبل شباك الحراك المدني، معتبراً أنّ الطرقات هي للشعب وإقفالها لا يجوز، مشيراً إلى أنّ تزفيت الطرقات بحدّ ذاته هو بحاجة لإذن. ولفت إلى أنّ هناك نقطة ضعف بغياب القيادة المركزية الواضحة للحراك، لدرجة أنّ وزارة الداخلية في حال أرادت التنسيق مع المجموعات فهي لا تعرف مع من تنسّق.
واستغرب أبو فاضل التحرّكات التي تحصل أمام المحكمة العسكرية وثكنة الحلو ووزارة الداخلية، مشيراً إلى أنّ التظاهر أمام المراكز الأمنية ليس مسموحاً به وفق القوانين المرعية الإجراء، لافتاً إلى أنّ ذلك يمكن أن يفتح المجال مستقبلاً لإقامة قداديس وصلوات أمام المحكمة العسكرية مثلاً، وسأل: "هؤلاء يخالفون القانون للوصول إلى أهدافهم عبر قطع الطرقات، فكيف يمكن لهؤلاء استلام البلد؟"
الحراك لن يغيّر شيئاً
ورداً على سؤال، استبعد أبو فاضل أن يستطيع الحراك المدني أن يغيّر شيئاً، وأشار إلى أنّه استطاع الضغط فقط، ولفت إلى أنّه يراهن على هذا الحراك وليس ضدّه، ولكن عليه ان يصوّب أهدافه ويسمّي الاشياء بأسمائها، واعتبر أنّ تنظيم الحراك هو الخطوة الأولى لإنجاحه.
واعتبر أبو فاضل أنّ الحراك ليس له آلية للوصول إلى أيّ سلطة، ورأى أنّه يمكن أن يشارك في الوصول إلى حلّ للأزمات من خلال المطالبة بانتخاب رئيسٍ من الشعب والضغط لإقرار قانونٍ انتخابي قائم على النسبية.
حقوق المسيحيين مهدورة
من جهة ثانية، أكد أبو فاضل أنّ حقوق المسيحيين مهدورة، وقال: "أنا لا أنتظر أسعد ذبيان الذي تهجم على العذراء وعلى المسيحية أن يطالب بحقوقنا"، وأضاف: "حقوق المسيحيين انتهكت في اتفاق الطائف ونحن كل ما نحتاج اليه هو انتخاب رئيس واستعادة حقوقنا كمسيحيين".
ونفى أبو فاضل أن يكون يسعى لاستهداف الحراك عبر شخصنته، ولفت إلى أنّ واجب القوى الأمنية هو حماية المتظاهرين، ولكن أيضًا الردّ على الاعتداءات التي تتعرّض لها.
بانتظار التسوية الخارجية
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ طاولة الحوار تعقد بانتظار تسويةٍ ما تأتي إلى المنطقة لا أكثر ولا أقل، مشيراً إلى أنّ العماد ميشال عون يستخدم تكتيكاً معيّناً مع الحوار من حيث الحضور مرّة والغياب مرّة بالاتفاق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتاً إلى أنّ رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة هو الذي يعطّل الحوار.
واعتبر أبو فاضل أنّنا لا تزال ندفع تبعات سياسات السنيورة منذ العام 2006 حتى اليوم، وقال: "لو لم تسر الحكومة بشكل مجنّح يومها بقيادة السنيورة، لما كنّا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".
عون ممرّ إلزامي
وعن مواصفات رئيس الجمهورية، قال أبو فاضل أنّ أسنانه يجب أن تكون بيضاء، بمعنى أن لا يكون قد أكل مالاً حراماً، وأن يرتدي بدلة بلا جيوب، وشدّد على أنّه يجب عليه تشغيل مخّه وزنده في الوقت نفسه، وعليه أن يكون لديه أذناً للاستماع للعالم ولضميره.
وأكد أبو فاضل أنّه لا يقبل بمجيء رئيس جمهورية ضعيف ورخو، ولفت إلى أنّ هناك الكثير من المرشحين مثل العماد ميشال عون والعماد جان قهوجي والدكتور رياض سلامة والوزير جان عبيد والوزير مروان شربل والوزير زياد بارود وغيرهم، مشدّداً على أنّ عون هو المرشح الأقوى وهو يبقى الممرّ الإلزامي أياً كان الخيار.
فرنسا باعت الموارنة
وكشف أبو فاضل أنّه لا يزال عند مطلبه بجنسية روسية، مشيراً إلى أنّ وجه المنطقة كلّه يتغيّر، وشدّد على أنّه باقٍ في الخط المقاوم، وكلّ ما يطلبه هو إنصافه كمسيحي عربي.
وقال أبو فاضل: "ليعلم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ جاك شيراك وفرنسا باعت الموارنة ببرميل نفط، ويجب علينا أن نفتّش على دولة كبيرة ترعى حقوقنا"، وختم قائلاً: "القيادات المسيحية في لبنان لم تتفاعل مع الأزمة السورية فعلاً، وكلّ واحد باله في نفسه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق