المستقبل ـ خالد موسى
بعد أن غابت الإحتجاجات عن ساحة رياض الصلح لأكثر من شهر، عاد الحراك المدني أمس الى الساحة مجدداً، ليس من أجل التظاهر والإعتصام احتجاجاً على النفايات، إنما للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين في المحكمة العسكرية وارف سليمان وبيار الحشاش، ورفضاً لقرار قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الإبقاء على توقيفهم. وتحت شعار «هز الشريط ... هز الطبقة السياسية وأزلامها»، نفذ العشرات من الناشطين في حملات الحراك «طلعت ريحتكم، بدنا نحاسب، جايي التغيير، صرخة وطن، الشعب يريد، وشباب 22 آب»، وقفة تضامنية في الساحة، حيث قاموا بهز الاسلاك الشائكة المحيطة بالسرايا الحكومية، وبتقديم الورود للعناصر الأمنية المولجة حماية المنطقة، تأكيداً على أن «المعركة ليست مع عناصر الجيش والقوى الأمنية بل مع السلطة السياسية والقضائية»، بحسب ما اعتبر المحامي واصف الحركة.
وشاركت لجنة محامي الحراك، في الوقفة وتحدث باسمها المحامي الحركة، الذي أشار الى أن «اذا كان هز هذا الشريط يعتبر عملا جرميا، فكلنا جاهزون لهز الشريط لكي نكون مجرمين ويضعونا في السجن«، معتبراً أن «هز الأسلاك ليس بجرم، والأسلاك لا تحمي السلطة، واي سلطة تحتمي بالاسلاك فهي سلطة ساقطة».
بدوره، دعا رامي سليمان، شقيق الموقوف وارف سليمان، إلى «تجمع حاشد أمام المحكمة العسكرية يوم الثلاثاء المقبل بالتزامن مع الجلسة»، مشدداً على أن «إبقاء الموقوفين في السجن يبث في نفوس المتظاهرين قوة كبيرة».
بعدها، اختتمت الوقفة بالنشيد الوطني، وسار الناشطون في مسيرة من الساحة الى المحكمة العسكرية، لتأكيد «إستمرار الإعتصام المفتوح هناك حتى إطلاق سراح سليمان وحشاش». حيث قطع الناشطون لبعض الوقت الطريق أمام المحكمة العسكرية، لكن ما لبثوا أن أعادوا فتحها.
الى ذلك، علمت «المستقبل» أن وكلاء الدفاع عن الموقوفين تقدموا بطلب تمييز رد طلب تخلية سبيل حشاش وسليمان الى محكمة التمييز، على أن يصدر القرار في جلسة بعد غد الثلاثاء.
وكان نقيب محامي الشمال فهد المقدم استقبل في مقر النقابة في طرابلس أمس، لجنة محامي الحراك الشعبي، وعرض معها موضوع موقوفي الحراك. وأكد المقدم أن «حق التظاهر شيء مقدس صانه الدستور ورعاه، ولا يستطيع أحد منا أن يمنعه أو يقف بوجهه، ويجب أن لا نسكت عن مسألة توقيف وتعنيف الناشطين في الحراك المدني، بل علينا محاسبة وملاحقة من تعرض لهم، فهؤلاء الشباب يعبرون عن أوجاع أبناء الوطن»، معلناً أن «النقابة مستعدة لتغطية كل التكاليف لتوكيل محامين للدفاع عنهم، فلبنان بلد الحريات ويجب أن نحمي التحركات السلمية، وفي الوقت نفسه، على الشباب أن يأخذوا حذرهم وأن يلتزموا بعدم التعرض لأحد».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق