في الوقت الذي تعمد فيه السلطات الفرنسية إلى تفكيك خيوط الشبكة الإرهابية التي خططت ونفذت لنشر الرعب والموت في باريس ليل 13 نوفمبر، تتكشف يومياً المزيد من التفاصيل عن شخصيات هذا العمل الإرهابي.
ويبدو أن للانتحارية المغربية الأصل حسناء بولحسن التي أطلقت العنان لحزامها الناسف في ضاحية سان دوني الفرنسية، عند مداهمة الشرطة للشقة التي كانت تختبئ فيها، تاريخاً مضطرباً.
فقد أفاد مصدر مطلع على التحقيقات الفرنسية الجارية لوكالة فرانس برس أن الانتحارية البالغة من العمر 26 عاماً "مضطربة نفسياً ولم تقرأ القرآن يوماً"، بحسب ما وصفتها عائلتها، وتحديداً أخوها يوسف آية بولحسن.
دائمة السهر محبة للخمور
ويبدو أن "أول انتحارية في أوروبا" عرفت مراهقة "صاخبة"، فقد كانت دائمة السهر تعاقر الخمور وتمضي معظم وقتها بصحبة تجار المخدرات، بحسب ما أوردت صحيفة "التايمز". كما أن صحيفة بلجيكية أشارت إلى أنها حاولت سابقاً السفر إلى سوريا للقتال، إلا أن محاولتها باءت بالفشل.
تعاطفها مع المتطرفين بدا واضحاً في حساب كانت تستعمله على فيسبوك، إذ أبدت إعجابها بحياة بومدين، أرملة مهاجم صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، أميدي كوليبالي.
غادرت منزل والدتها في أولني سو بوا، وهي منطقة شعبية تقع شمال شرقي باريس، وتبعد 20 دقيقة عن العاصمة الفرنسية، قبل ثلاثة أسابيع، لتلتحق بابن خالها عبدالحميد أباعود مدبر هجمات باريس، والذي يعتقد أيضاً أنه تزوجها.
قبل تحولها "المتطرف"، كانت مهووسة بمواقع التواصل الاجتماعي، ومحبة للأزياء الغريبة والقبعات الكبيرة ما جعل البعض يطلق عليها كنية "Cowgirl".
شقيقها يؤكد أنها لم تقرأ القرآن يوماً
شقيقها يوسف أكد أنها لم تقرأ القرآن يوماً، وأنها كانت تعيش في عالمها الخاص. وأضاف: "لم يكن الجوال يفارقها، تتابع باستمرار فيسبوك وواتس أب". وتابع قائلاً: "كانت تنتقد كل شيء، ولم تقبل أي نصيحة على الإطلاق، بل كانت تنتفض عندما أحاول أن أنصحها قائلة اتركني وشأني فأنت لست والدي أو زوجي".
وكشف أنها اتصلت به بعد هجمات باريس بيومين أي يوم الأحد 15 نوفمبر، لأنه كان اتصل بها في وقت سابق، مؤكداً أنها بدت وكأنها "غير متمسكة بالعيش".
وأضاف أنه بعد انتهاء المكالمة معها، سارع إلى السيارة للذهاب إليها والاطمئنان عنها، إلا أنه تخلى عن الفكرة لاحقاً. وبعد يومين، صباح الأربعاء، فتح التلفاز ليكتشف أنها قضت، وفجرت نفسها.
"عنف منذ الصغر"
لحسناء بولحسن، طفولة "مشلعة"، مضطربة وعنيفة، فانتحارية سان دوني أبدت منذ صغرها على ما يبدو ميولا عنيفة.
تلك الفتاة المولودة عام 1989، والتي وصل أهلها إلى فرنسا عام 1973، تنقلت بين عدد من منازل الرعاية بعد انفصال والديها. (أمها تعيش في ضاحية قريبة من باريس، ووالدها في منطقة قريبة من الحدود الألمانية إلا أنه سافر منذ شهر إلى المغرب. وقد داهمت السلطات الفرنسية الأربعاء منزل والدها في كروتزفالد دون توقيف أي شخص خلال المداهمة). وكانت أحياناً تأتي لزيارة والدها وتمضية بعض الأيام معه في منطقة كروتزفالد قريبة من الحدود الألمانية.
فقد قال أحد أصدقائها لصحيفة "التايمز" إنها كانت تكثر من شرب الكحول، حتى إنها في إحدى المرات انفجرت غضباً في أحد الملاهي الليلية بعد أن حاول شاب التقرب منها ومحادثتها، وراحت ترش الحضور أجمعين برذاذ الفلفل.
"مسلمة سيئة" مرافقة دائمة لتجار المخدرات، طفلة عنيفة، لا تهاب شيئاً حتى إنهم نعتوها بـ"الصبي" أو Tomboy، تلك هي الصفات التي عددها بعض الجيران أو الأصدقاء الذين عرفوها.
إلا أن الصفة الأبرز التي سيذكرها التاريخ أنها كانت أول انتحارية في أوروبا، روعت باريس و"ساهمت" بشكل أو بآخر في خطف أرواح مئات الأبرياء.
يذكر أنه يوم الأربعاء شن 110 عناصر من قوات النخبة في الشرطة الفرنسية هجوماً على شقة في ضاحية سان دوني شمال باريس إثر شهادة أفادت بوجود عبدالحميد أباعود في فرنسا، في حين كان يعتقد أنه في سوريا. وخلال المداهمة حصلت عملية تفجير انتحارية يرجح أن منفذتها امرأة، ولا تزال عملية التعرف على هويتها رسمياً جارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق