اشار رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى ان نتائج الاعتداءات الدامية في باريس ستترجم بالتضييق على اللاجئين السوريين الذين يهربون من مجازر النظام السوري، ويترجم بالمزيد من صعود اليمين الفاشي العنصري كظاهرة مارين لوبين وحتى الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ليس ببعيد عن هذا الموضوع لتهييج اليمين الاوروبي أو الفرنسي. يترجم أيضاً في عدة دول فيها نواة تنظيمات يمينية فاشية في المانيا، في السويد وكل مكان. تحاول من يسمى بـ “الدولة الاسلامية” أن تجرنا وتجر البشرية إلى ما يسمى بصراع الحضارات وصراع الاديان الذي نادى بها أو نظهر إليها المفكر الأميركي اللعين هانتنغتون. والمشكلة أن الجيل الثالث من المهاجرين العرب في الغرب لم يتأقلم، لم ينصهر، لم ينسجم لانه لا يعلم شيئاً عن جذوره ولا يعرف شيئاً عن الإسلام ويرفض العلمنة الفرنسية أو التأقلم في بلاد الغرب”.وعن تداعيات إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية التركية، قال جنبلاط لـ”يورونيوز”: “لا تستطيع تركيا أن تسقط طائرة روسية دون تنسيق في مكان ما مع حلف شمال الأطلسي. ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها المجال الجوي التركي. لكن هذه المرة أعتقد أن هناك صراعاً في مكان بين حلف الأطلسي وبين روسيا وهذا يزداد بالتوتر على الساحة الدولية وترجم بدءاً من موضوع القرم ثم أوكرانيا واليوم روسيا ضد تركيا. والرد كان طبعاً أعنف لأن الجواب سيكون عنيفاً. ولا أعتقد أنه سيكون باسقاط طائرة تركية في الوقت الحاضر لكنهم استمروا بضرب هائل على المدنيين السوريين من أصل تركماني لتهجيرهم من منطقة اللاذقية”.ولفت جنبلاط إلى ان “اتفاقية سايكس – بيكو ماتت، اليوم نحن في بداية طريق ترسم حدوداً جديدة بين الاقليات العربية والاقليات الكردية والتركمان. نحن في بداية طريق طويلة جداً، لكن لا أرى أن الكيان السوري أو الكيان العراقي سيبقى كما هو”.ورأى جنبلاط ان ““بشار الأسد ظن أنه يستطيع أن يقمع وأن يقضي على الثورة السورية، ثورة أطفال درعا 2011 ولم يستطع، لقد فشل. فانتشرت الثورة في كل مكان ثم تحولت إلى صراع مسلح. لكن الظروف أصبحت أقوى منه. فلم تعد سوريا وقرار سوريا لدى بشار الأسد. القسم الأكبر من القرار عند الايرانيين والآخر عند الروس. ومن جهة ثانية، هناك طبعاً الحلف الغربي الذي ينادي بتغيير انتقالي في النظام السوري وهذا برأيي مستحيل أيضاً وذلك نتيجة تركيبة النظام الذي أعرفه تماماً او بشكل جيد. لذلك القضية طويلة جداً”.واوضح جنبلاط: “لا ارى حلاً للأزمة السورية، لا أرى أي حل أمثل. الحل الأمثل كان ممكناً ـ وهذا افتراض ـ لكنه أنتهى. في البداية، في موضوع الثورة هناك مصالحة، ثم انتخابات نيابية حرة فتعددية بالاحزاب مع انتخاب بديل لبشار. لكن اليوم، انتهينا. مع هذا البحر من الدم نمزح إن رأينا مجالاً لتغيير سلمي. قلت لكِ في بداية المقابلة، نحن في بداية طريق طويلة جداً. إن في سوريا وإن في العراق”.وفي الملف اللبناني أكد جنبلاط: “كنت من السباقين الذين سموا رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة. ولما لا؟ على مدى سنة ونصف السنة وندور على أنفسنا ونعقد جلسات فارغة في المجلس النيابي، جلسات لا معنى لها. فلما لا؟ في النهاية، لبنان مقسم سياسياً بين مناصرين للنظام السوري وإيران إلى حد ما، هناك ما يطلق عليهم إسم السياديين، هؤلاء السياديون لا يعتمدون على أنفسهم دول فوراءهم دول. مثل أميركا والسعودية …الخ. للتوصل إلى تسوية سليمان فرنيجة يكون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للوزراء، لماذا الإصرار؟ لان المؤسسات أصبحت على درجة من الاهتراء الهائل والوضع الاقتصادي سيء جداً، والسنة المقبلة ستكون أصعب”.جنبلاط: “لا اشارك في نظرية ان النظام السوري اختاره لا من قريب ولا من بعيد. وأتحمل مسؤولية ما أقول. سمعت ذلك من أقرب الناس وما يسمى بالسياديين ومن غيرهم. لكن أبداً. اعتقد أن بشار الأسد لديه هم أكبر منا، ثم ماذا سيكسب بشار في لبنان؟ لديه حزب الله وورط حزب الله في القتال في سوريا فماذا يستطيع ان يكسب؟ لا شيء. وكما قلت لك، الصراع ما يزال في بدايته. لنعمل صفقة. في النهاية السياسة تسوية”.“يورونيوز”: في إحدى كتاباتك على تويتر أردت توجيه رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان “المختارة بين أيدي امينة“، فالى ماذا تلمح بهذا الكلام؟ورداً على سؤال بشأن تغريدة على “تويتر” وجهها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان “المختارة بين أيدي امينة”، أشار جنبلاط إلى انه “أحياناً أكون ساخراً على طريقتي على “تويتر”، لانني قرأت في مكان ما ـ قد يكون صحيحاً وقد لا يكون ـ لأن وزير خارجية لبنان (جبران باسيل) قد حرض الروس عليّ، فكان جواب مهذب من صديقي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف فقال له أن المختارة ستبقى وسيبقى وليد جنبلاط صديقنا، لأن هناك تاريخاً طويلاً بيني وبين الاتحاد السوفياتي وروسيا، وزير خارجيتنا أحد طارئ على العلاقة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق