عون أمام خيار انتخاب رئيس لبنان أو الاكتفاء بالتفرج من بعيد، والسعودية والولايات المتحدة مقتنعتان بضرورة انهاء شغور كرسي الرئاسة.كشفت شخصية لبنانية رفيعة المستوى أن موضوع وصول النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية لا يزال مطروحا، بل وبشكل جدّي أكثر من ذي قبل على الرغم من اعتراضات النائب المسيحي ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع. ولخصت الوضع بقولها إن سليمان فرنجية سيكون الرئيس المقبل للبنان…
إلّا إذا طرأت ظروف استثنائية تفرض التراجع عن هذا الخيار.لكنّ هذه الشخصية اعترفت بأنّ موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية سيتأخر لبعض الوقت، بعدما كان متوقّعا أن تكون في السادس عشر من ديسمبر الجاري.
وأشارت إلى أن تحديد موعد الجلسة ينتظر إيجاد طريقة لبقة لإقناع ميشال عون بأن لا خيارات أخرى أمامه غير النزول إلى مجلس النواب والمشاركة في انتخاب سليمان فرنجية رئيسا…
أو الاكتفاء بالتفرّج على الحدث من بعيد في حال اختار مقاطعة جلسة الانتخاب.وأكدت مصادر سياسية أن وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية جاء نتيجة صفقة إقليمية شاركت فيها الولايات المتحدة وإيران ودول عربية عدّة على رأسها المملكة العربية السعودية عبر اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين الأطراف المعنية برئاسة الجمهورية اللبنانية.وأوضحت أن السعودية والولايات المتحدة مقتنعتان بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وذلك كي لا يبقى لبنان من دون رأس وكي يصبح ممكنا إنقاذ الجمهورية اللبنانية ومؤسساتها، خصوصا في ظلّ التعقيدات السورية.
وأشارت هذه المصادر إلى أن اللقاء الأخير بين سليمان فرنجية وميشال عون لم يكن ودّيا، خصوصا أن عون أصرّ على أن يحضر صهره جبران باسيل اللقاء وذلك من دون أن يعلم فرنجية بذلك مسبقا.وذكرت أن أكثر ما فاجأ السياسيين اللبنانيين المعنيين برئاسة الجمهورية أن اتفاقا حصل على تولي سليمان فرنجية الرئاسة بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري ووزير الخارجية السعودية عادل الجبير.
ولاحظ مصدر لبناني أن السفارات الأميركية في المنطقة تتولّى تسويق هذا الاتفاق.وفي حين، أكّدت المصادر السياسية نفسها أنّ لقاء حصل أخيرا بين سليمان فرنجية والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، أوضحت أن نصرالله عاتب فرنجية على تعجلّه في قبول عرض أن يكون رئيسا للجمهورية بعد اجتماعه برئيس الوزراء السابق سعد الحريري في باريس قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وذكرت أن الأمين العام لـ”حزب الله” أبلغ فرنجية أن قبوله عرض الحريري يشكّل إحراجا له نظرا إلى أنه مرتبط بتعهد لعون بتأييده كمرشح لرئاسة الجمهورية وأنه صار عليه الآن البحث عن مخرج من هذا التعهد.ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون السعودية وجّهت دعوة إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي لزيارتها.
وقالت إن على برّي أن يتدبّر الآن إيجاد صيغة تضمن تأمين نصاب الثلثين الذي يحتاج إليه انعقاد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية.ومن الأفكار المطروحة خروج نوّاب سليمان فرنجية وحزب “طاشناق” الأرمني من الكتلة النيابية التي يرأسها ميشال عون وحضور هؤلاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذه الحال، يستطيع حزب الله الذي سيقاطع الجلسة مع النواب الملتزمين بقرار عون، القول إنّه لم يتخلّ عن حليفه المسيحي… وإن فرنجية تمكن من الوصول إلى رئاسة الجمهورية من دون أصوات نوّابه.
واعتبرت المصادر أن الوصول إلى هذه الصيغة لا يزال موضع أخذ وردّ، ذلك أن السؤال المطروح كم عدد النواب الذين سيخرجون من كتلة عون لتأمين النصاب المطلوب؟ وتساءلت الشخصية اللبنانية رفيعة المستوى هل صحيح أن نوابا معيّنين، مثل الماروني إميل رحمة، الذين يدينون في كلّ شيء، بما في ذلك وصولهم إلى الندوة النيابية، لحزب الله، سيكونون قادرين على تأمين النصاب في جلسة انتخاب الرئيس من دون ضوء أخضر خفي من الحزب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق