المستقبل
«لما رجعت على بيروت حرّكت البلد، انشالله عم تقدر ترتاح»، بهذه الكلمات استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الرئيس سعد الحريري لدى وصوله الى الصرح البطريركي في بكركي، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره داود الصايغ، وانضم الى الاجتماع النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح.
خلوة النصف ساعة وصفتها مصادر بـ«الايجابية»، مشيرة الى أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر الواحدة، سواء لجهة الاستحقاق الرئاسي أو الفراغ الذي اعتبر خيانة للدستور».
وأضافت المصادر: «ان الراعي والحريري توافقا على ضرورة الدعوة للحضور الى مجلس النواب والاحتكام الى العملية الديموقراطية».
وأثناء انعقاد اللجنة الاقتصادية المسيحية في الصرح البطريركي، توجه البطريرك الراعي لترؤس الاجتماع بصحبة الرئيس الحريري، الذي طالبه أعضاء اللجنة بأن يبقى في لبنان من أجل تحريك العجلة الاقتصادية وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فأجابهم: «أنا باقٍ لفترة طويلة، والبطريرك قرر احتجازي في لبنان وأنا أقف عند رغبته».
وشدد الرئيس الحريري على تمسكه بترشيح النائب سليمان فرنجية وتأييده، طالباً من النواب المشاركة في جلسات الانتخاب. واطمأن الى صحة البطريرك نصر الله صفير قبل أن يغادر الى طرابلس ليؤدي صلاة الجمعة في مسجد الصديق.
وكان البطريرك الراعي استقبل عند مدخل الصرح الداخلي، الرئيس الحريري وهنأه بسلامة العودة من الخارج، وقال له: «إن عودتك الى بيروت حرّكت البلد».
وقال الحريري بعد اللقاء: «الزيارة عزيزة على قلبي ولا سيما أن هناك تواصلاً دائماً مع بعضنا، ونأتي الى هذا الصرح للاستماع الى رأي البطريرك، ولا شك أنه بالنسبة اليه والينا فإن موضوع رئاسة الجمهورية هو الأساس وانتخاب الرئيس هو الأساس واللعبة الديموقراطية هي الأساس. اليوم كما تعلمون هناك ثلاثة مرشحين ويجب أن يتم انتخاب أحدهم، وكما قلت سابقاً فإن من ينتخب رئيساً نكون من أوائل المهنئين له، ويجب الضغط على جميع النواب ليمارسوا حقهم الدستوري كي ينتخبوا رئيساً للجمهورية».
أضاف: «قلت سابقاً البعض يعتبر أن الامتناع وعدم الذهاب الى مجلس النواب هو حقه الدستوري، لكن إبقاء الفراغ على هذا الشكل خصوصاً في رئاسة الجمهورية هو برأيي خيانة للدستور، وأتمنى على الجميع الذهاب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية».
سئل: قلت للعماد عون خلال لقائك به في باريس أقنع الدكتور سمير جعجع وسنسير معاً، واليوم حصل ذلك والدكتور جعجع رشح العماد عون، أجاب: «هناك كلام من هذا القبيل، قيل في أكثر من مكان وليس في باريس، وهناك أيضاً أمور أخرى قيلت في موضوع الرئاسة، ولكن نحن التزمنا مع مرشح وطلبنا منذ سنة وتسعة أشهر وقبل الفراغ بأن يكون هناك حوار، أما اليوم فالذين رشحوا أنفسهم في بكركي هم أربعة: الدكتور جعجع، العماد عون، الرئيس (أمين) الجميل والوزير فرنجية، والكل قال إن أي شخص يأتي منهم هم راضون، ونحن عملنا على هذا الأساس عندما كانت الأمور راكدة».
أضاف: «لا شك أن قانون الانتخاب للجميع، ونحن لدينا اتفاقنا مع القوات اللبنانية بهذا الخصوص، فلنقل إن هذا القانون قد مر فأين الرئيس إذاً؟ وهل نقف أمام إنجاز قانون انتخاب ونقول ماذا نفعل بعد ذلك؟».
وتابع رداً على سؤال: «هناك أربع قوى مسيحية تم ترشيحها ولا دخل لي بهذا، هم من قال إن هناك أربعة مرشحين وليس أنا وهم أتوا الى بكركي».
وعما يمكن أن يقدمه فرنجية ولا يقدمه عون، أجاب: «نحن ملتزمون مع مرشح والكلام واضح بالنسبة إلي إضافة الى أننا سنكمل في هذا الالتزام. هناك لعبة ديموقراطية ونحن بلد ديموقراطي، نحن لسنا في بلد حيث هناك مرشح واحد فقط لا غير، وحقنا في الدستور الذهاب الى مجلس النواب لانتخاب أي مرشح».
وأوضح «سمعت من البطريرك الراعي اليوم (أمس) تمنيه بالنزول الى المجلس النيابي لإنهاء الفراغ بأسرع وقت ممكن».
طرابلس
وظهراً، زار الرئيس الحريري مدينة طرابلس حيث أدى صلاة الجمعة في مسجد «الصديق» في حضور النواب: محمد عبد اللطيف كبارة، أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير وحشد من رجال الدين والمصلين.
وأمّ المصلين وألقى خطبة الجمعة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي رحب بالرئيس الحريري في طرابلس، وقال: «مرحباً بك في طرابلس، في بلدك وبين أهلك واخوانك في مسيرة الخير من أجل إنقاذ الوطن بالكلمة والموقف المتوازن، وألا نفكر في غير مصلحة بلدنا».
أضاف: «المحبون يجتمعون اليوم حولك، يشدون على يديك مع التضرع الى الله أن يحمي وطننا وبلدنا وقادتنا وأن يحمينا جميعاً. ضع نصب عينيك تقوى الله تعالى والخوف منه وأنه هو المولى ومنه نستمد القوة والعزة والغلبة بإذن الله. نسأل الله تعالى أن يسدد خطاك وأن يبارك جهدك وأن يعينك على أن تكمل مسيرة الوطن الى خير وأن تتولى قيادة المركب الى شاطئ الأمان والنجاة. اخوانك وأهلك والوطن والأحرار معك والله تعالى أسأل أن يكون أولاً وأخيراً معك ويسدد خطاك ويلهمك الخير في الكلمة والموقف».
وسأل الله «أن ينصر المسلمين في سوريا وفلسطين واليمن والمسلمين في لبنان وكل مكان وأن يجعل هذا البلد آمناً».
مأدبة غداء
ولبى الرئيس الحريري دعوة المفتي الشعار إلى مأدبة غداء أقامها في مطعم «الشاطئ الفضي»، في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعدد من نواب طرابلس والشمال وشخصيات. وتحدث بالمناسبة فشكر المفتي على دعوته وكلامه الجميل، وقال: «طرابلس هي البلد التي وفت للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك كل الشمال الذي أحبه رفيق الحريري، وقد بكت لرفيق الحريري، واليوم نأتي إليها لنؤكد، إن كان بالنسبة الى سعد الحريري أو الى تيار المستقبل، أن طرابلس دائماً في قلبنا والشمال في قلبنا لذلك القلب على الشمال».
أضاف: «لا شك أن البلاد تمر بمراحل صعبة، ونحن انطلقنا بمبدأ مبادرتنا أن هناك أربعة مرشحين، وسمعتم ما قلته في البيال واخترنا أحد المرشحين الأربعة وهو معالي الوزير سليمان فرنجية، لذلك سنكمل المشوار معه، ونحن نؤمن بأننا دولة ديموقراطية ولدينا دستور وقادرون على اجتراح الحل من لبنان، حتى لو كانت هناك ضغوط إقليمية. برأيي آن الأوان لنتصرف كلبنانيين ونقول للعالم إننا قادرون على الذهاب إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس جمهورية، وأنا في هذا الموضوع سأبقى ولن أسكت في أي يوم، فمن يعطل انتخاب رئاسة الجمهورية يعطل البلد ويعطل المركز الأول للمسيحيين».
وتابع: «إذا قال أحد ما أنه حريص على مصلحة المسيحيين فيجب عليه انتخاب رئيس للجمهورية، وفي الانتخابات، ربح وخسارة وليس هناك ما يسمى ربح دائم، والدليل على ذلك أنني نزلت في مرحلة من المراحل ورشحت نفسي لرئاسة مجلس الوزارة ولكن دولة الرئيس نجيب ميقاتي هو من ربح وأكملت الديموقراطية. هناك أناس تأثرت وأناس أرادت مني أن أتخذ خطوات مختلفة ولكن ليست من أخلاقنا أن نغير عاداتنا التي علمنا اياها رفيق الحريري. واجبنا الوطني والدستوري والأخلاقي تجاه المواطنين والمواطنات، خصوصاً عندما نرى ما يجري حول لبنان من مآسٍ وتحديات، ونرى كيفية ازدياد مستوى الجريمة في البلد، أن نتجه الى مجلس النواب. فالناس لن تحترم مجلس النواب بعد اليوم إذا لم يحصل انتخاب رئيس للجمهورية، فلنكن واقعيين. ونحن في 2 آذار المقبل سننزل الى المجلس ونريد من الجميع النزول لأن هذا واجبهم الدستوري».
وختم بالقول: «أريد أن أقول لأهل طرابلس والضنية والمنية والقلمون وكل الشمال، إنني إن شاء الله سأزوركم منطقة منطقة، قد أكون أطلت الغيبة ولكن كانت لدي أسباب، أما الآن فسأبقى وسأجول بينكم وسنستنهض البلد ونقول للناس من نحن وأننا لم نتغير وأننا نحبكم، وقد ضحينا من أجلكم بالشهداء رفيق الحريري ووسام الحسن ومحمد الشطح ووسام عيد وكثير من الشهداء الآخرين الذين سقطوا لأجل لبنان، لأنهم كانوا شرفاء، ونحن لن نتخلى عن دمائهم وسنكمل هذا الطريق واياكم بإذن الله».
أما المفتي الشعار فقال: «صاحب الدولة المكرم ابن طرابلس والشمال وابن بيروت وصيدا وابن لبنان، ابن الأكرمين ابن الكبار دولة الرئيس الشيخ سعد ابن كبير الشهداء رفيق الحريري .دولة الرئيس الأستاذ فريد مكاري، أصحاب المعالي السادة النواب، الاخوة العلماء، أصحاب السيادة، أيها الحفل الكريم، ابتداء لا بد من كلمة ترحيبية من الأعماق نعبّر فيها عن ضمير المدينة والشمال، بل عن ضمير الأحرار وعن ضمير الكبار، رجالاً ونساء، لنقول مرحباً بك أيها الزائر الكريم ابن المدينة وابن الشمال، طال الشوق اليك حللت أهلاً ووطأت سهلاً. لا بد من أن أقول كلمة لأضعها في أذني حامل الأمانة المؤتمن على القيادة والزعامة معاً، صاحب المواقف رابط الجأش صاحب العقل المستنير، المرحلة التي يمر بها لبنان تحتاج الى كثير من الأناة والاستيعاب وعدم التساهل بالانتظام العام، وليس من الانتظام العام في نظامنا الديموقراطي في بلدنا لبنان، أن يكون رئيس الجمهورية يمثل الأكثرية الساحقة من مذهبه أو من دينه وملته، بل يكون قوياً إذا التزم بالدستور ويكون كبيراً وعظيماً إذا استطاع أن يستوعب المواطنين. ولو أردنا أن نستعرض الى الوراء رؤساء جمهورياتنا، فلم يعرفوا هذا المنطق على الإطلاق. توقفوا كثيراً عند اللواء فؤاد شهاب، كم نائباً كان له في البرلمان، الرئيس الياس سركيس، الرئيس شارل حلو، كل الرؤساء إنما وصلوا الى سدة الرئاسة بالأكثرية البرلمانية ولا يجوز أن يصل الرئيس بالأكثرية المذهبية أو الطائفية والمسيحية أبداً».
أضاف: «الذي أريد أن أدندن حوله وهو في قلبك وضميرك يا دولة الرئيس، لو قُدر لا قدر الله أن ينتصر هذا المنطق في هذه الأيام، سيكون عرفاً للسنوات المقبلة ولحكم لبنان فريق واحد وهذا ما تأباه الديموقراطية والمواطنية وما يأباه النظام البرلماني. من هنا فإننا نحمّلك مسؤولية أنت حاملها لموقف بدأ يتبلور ويتنامى يوماً بعد يوم، ونحن المتابعون لمواقفك بل المتابعون لتصاريحك التي تشدنا اليك والتي تعبّر فيها عن ضمير الأحرار من المسيحيين والمسلمين معاّ، وهذا ما نرجو أن يسود وطننا لأننا نريد منطقاً وطنياً ونرفض ونأبى أي منطق مذهبي وطائفي يهيمن أو يسيطر على البرلمان أو الحكم في شتى مجالاته وكل مواقفه. طرابلس اليوم تحتضنك وتستقبلك وأنت ابن الكبار وابن الأحرار وتمثل الضمير الحي، عدت الى لبنان والحقيقة أنك لم تكن غائباً عن قلوبنا، الحقيقة أنك لم تكن غائباً لا عن قلوبنا ولا عن ضمائرنا وإنما كانت القلوب والضمائر والأبصار مشدودة اليك حيثما كنت وحيثما حللت أو ارتحلت».
وختم: «حمداً لله على عودتك وسلامتك، ولبنان بلدك وهو بحاجة اليك ومهما قالوا عنك فإني أؤثر كلمة واحدة «أنت ابن الشهيد رفيق الحريري، أنت حبيب الشعب، أنت ابن لبنان، أنت ابن عائلة أحبت الوطن».
كليمنصو
ومساء، زار الحريري رئيس «اللقاء الديمقراطي« النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو يرافقه نادر الحريري والنائب السابق غطاس الخوري، في حضور تيمور وأصلان جنبلاط، وزير الزارعة أكرم شهيب، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والنواب: هنري حلو، مروان حمادة، غازي العريضي، إيلي عون، أنطوان سعد، فؤاد السعد، علاء ترو ونعمة طعمة. واستبقى جنبلاط ضيوفه إلى مائدة العشاء.
وقال الحريري: «زيارتي لوليد بك من أجل استكمال التشاور في ما يخص رئاسة الجمهورية وللإسراع في انتخاب رئيس وخصوصاً أنه لدينا دستور وديموقراطية وأيضاً بهدف حث جميع النواب على الذهاب إلى المجلس النيابي«.
أضاف: «عدم وجود رئيس جمهورية هو الذي يسبب كل المشكلات التي نشاهدها في لبنان اليوم، لو كان هناك رئيس لما كانت كل تلك المشكلات سواء كانت معيشية أو اجتماعية أو أمنية«.
وأوضح «أننا توافقنا مع وليد بك على أن موضوع الرئاسة حيوي ومهم جداً لكل اللبنانيين وهذا الموقع هو لكل المسيحيين ولكل اللبنانيين«، مشيراً إلى أن «هناك ثلاثة مرشحين لذلك يجب على الجميع النزول إلى المجلس وانتخاب رئيس جمهورية«.
أما جنبلاط فقال: «وجود الشيخ سعد في لبنان أساسي وكما ذكر المبادرات المتتالية والمبادرة المشتركة إذا صح التعبير بين الشيخ سعد وبيني بترشيح الأستاذ سليمان فرنجية، ثم مبادرة سمير جعجع بترشيح العماد عون جميعها أدت إلى وجود ثلاث مرشحين، ولا مهرب إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، الفراغ مُضر على شتى الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية«.
«لما رجعت على بيروت حرّكت البلد، انشالله عم تقدر ترتاح»، بهذه الكلمات استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الرئيس سعد الحريري لدى وصوله الى الصرح البطريركي في بكركي، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره داود الصايغ، وانضم الى الاجتماع النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح.
خلوة النصف ساعة وصفتها مصادر بـ«الايجابية»، مشيرة الى أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر الواحدة، سواء لجهة الاستحقاق الرئاسي أو الفراغ الذي اعتبر خيانة للدستور».
وأضافت المصادر: «ان الراعي والحريري توافقا على ضرورة الدعوة للحضور الى مجلس النواب والاحتكام الى العملية الديموقراطية».
وأثناء انعقاد اللجنة الاقتصادية المسيحية في الصرح البطريركي، توجه البطريرك الراعي لترؤس الاجتماع بصحبة الرئيس الحريري، الذي طالبه أعضاء اللجنة بأن يبقى في لبنان من أجل تحريك العجلة الاقتصادية وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فأجابهم: «أنا باقٍ لفترة طويلة، والبطريرك قرر احتجازي في لبنان وأنا أقف عند رغبته».
وشدد الرئيس الحريري على تمسكه بترشيح النائب سليمان فرنجية وتأييده، طالباً من النواب المشاركة في جلسات الانتخاب. واطمأن الى صحة البطريرك نصر الله صفير قبل أن يغادر الى طرابلس ليؤدي صلاة الجمعة في مسجد الصديق.
وكان البطريرك الراعي استقبل عند مدخل الصرح الداخلي، الرئيس الحريري وهنأه بسلامة العودة من الخارج، وقال له: «إن عودتك الى بيروت حرّكت البلد».
وقال الحريري بعد اللقاء: «الزيارة عزيزة على قلبي ولا سيما أن هناك تواصلاً دائماً مع بعضنا، ونأتي الى هذا الصرح للاستماع الى رأي البطريرك، ولا شك أنه بالنسبة اليه والينا فإن موضوع رئاسة الجمهورية هو الأساس وانتخاب الرئيس هو الأساس واللعبة الديموقراطية هي الأساس. اليوم كما تعلمون هناك ثلاثة مرشحين ويجب أن يتم انتخاب أحدهم، وكما قلت سابقاً فإن من ينتخب رئيساً نكون من أوائل المهنئين له، ويجب الضغط على جميع النواب ليمارسوا حقهم الدستوري كي ينتخبوا رئيساً للجمهورية».
أضاف: «قلت سابقاً البعض يعتبر أن الامتناع وعدم الذهاب الى مجلس النواب هو حقه الدستوري، لكن إبقاء الفراغ على هذا الشكل خصوصاً في رئاسة الجمهورية هو برأيي خيانة للدستور، وأتمنى على الجميع الذهاب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية».
سئل: قلت للعماد عون خلال لقائك به في باريس أقنع الدكتور سمير جعجع وسنسير معاً، واليوم حصل ذلك والدكتور جعجع رشح العماد عون، أجاب: «هناك كلام من هذا القبيل، قيل في أكثر من مكان وليس في باريس، وهناك أيضاً أمور أخرى قيلت في موضوع الرئاسة، ولكن نحن التزمنا مع مرشح وطلبنا منذ سنة وتسعة أشهر وقبل الفراغ بأن يكون هناك حوار، أما اليوم فالذين رشحوا أنفسهم في بكركي هم أربعة: الدكتور جعجع، العماد عون، الرئيس (أمين) الجميل والوزير فرنجية، والكل قال إن أي شخص يأتي منهم هم راضون، ونحن عملنا على هذا الأساس عندما كانت الأمور راكدة».
أضاف: «لا شك أن قانون الانتخاب للجميع، ونحن لدينا اتفاقنا مع القوات اللبنانية بهذا الخصوص، فلنقل إن هذا القانون قد مر فأين الرئيس إذاً؟ وهل نقف أمام إنجاز قانون انتخاب ونقول ماذا نفعل بعد ذلك؟».
وتابع رداً على سؤال: «هناك أربع قوى مسيحية تم ترشيحها ولا دخل لي بهذا، هم من قال إن هناك أربعة مرشحين وليس أنا وهم أتوا الى بكركي».
وعما يمكن أن يقدمه فرنجية ولا يقدمه عون، أجاب: «نحن ملتزمون مع مرشح والكلام واضح بالنسبة إلي إضافة الى أننا سنكمل في هذا الالتزام. هناك لعبة ديموقراطية ونحن بلد ديموقراطي، نحن لسنا في بلد حيث هناك مرشح واحد فقط لا غير، وحقنا في الدستور الذهاب الى مجلس النواب لانتخاب أي مرشح».
وأوضح «سمعت من البطريرك الراعي اليوم (أمس) تمنيه بالنزول الى المجلس النيابي لإنهاء الفراغ بأسرع وقت ممكن».
طرابلس
وظهراً، زار الرئيس الحريري مدينة طرابلس حيث أدى صلاة الجمعة في مسجد «الصديق» في حضور النواب: محمد عبد اللطيف كبارة، أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير وحشد من رجال الدين والمصلين.
وأمّ المصلين وألقى خطبة الجمعة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي رحب بالرئيس الحريري في طرابلس، وقال: «مرحباً بك في طرابلس، في بلدك وبين أهلك واخوانك في مسيرة الخير من أجل إنقاذ الوطن بالكلمة والموقف المتوازن، وألا نفكر في غير مصلحة بلدنا».
أضاف: «المحبون يجتمعون اليوم حولك، يشدون على يديك مع التضرع الى الله أن يحمي وطننا وبلدنا وقادتنا وأن يحمينا جميعاً. ضع نصب عينيك تقوى الله تعالى والخوف منه وأنه هو المولى ومنه نستمد القوة والعزة والغلبة بإذن الله. نسأل الله تعالى أن يسدد خطاك وأن يبارك جهدك وأن يعينك على أن تكمل مسيرة الوطن الى خير وأن تتولى قيادة المركب الى شاطئ الأمان والنجاة. اخوانك وأهلك والوطن والأحرار معك والله تعالى أسأل أن يكون أولاً وأخيراً معك ويسدد خطاك ويلهمك الخير في الكلمة والموقف».
وسأل الله «أن ينصر المسلمين في سوريا وفلسطين واليمن والمسلمين في لبنان وكل مكان وأن يجعل هذا البلد آمناً».
مأدبة غداء
ولبى الرئيس الحريري دعوة المفتي الشعار إلى مأدبة غداء أقامها في مطعم «الشاطئ الفضي»، في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعدد من نواب طرابلس والشمال وشخصيات. وتحدث بالمناسبة فشكر المفتي على دعوته وكلامه الجميل، وقال: «طرابلس هي البلد التي وفت للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك كل الشمال الذي أحبه رفيق الحريري، وقد بكت لرفيق الحريري، واليوم نأتي إليها لنؤكد، إن كان بالنسبة الى سعد الحريري أو الى تيار المستقبل، أن طرابلس دائماً في قلبنا والشمال في قلبنا لذلك القلب على الشمال».
أضاف: «لا شك أن البلاد تمر بمراحل صعبة، ونحن انطلقنا بمبدأ مبادرتنا أن هناك أربعة مرشحين، وسمعتم ما قلته في البيال واخترنا أحد المرشحين الأربعة وهو معالي الوزير سليمان فرنجية، لذلك سنكمل المشوار معه، ونحن نؤمن بأننا دولة ديموقراطية ولدينا دستور وقادرون على اجتراح الحل من لبنان، حتى لو كانت هناك ضغوط إقليمية. برأيي آن الأوان لنتصرف كلبنانيين ونقول للعالم إننا قادرون على الذهاب إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس جمهورية، وأنا في هذا الموضوع سأبقى ولن أسكت في أي يوم، فمن يعطل انتخاب رئاسة الجمهورية يعطل البلد ويعطل المركز الأول للمسيحيين».
وتابع: «إذا قال أحد ما أنه حريص على مصلحة المسيحيين فيجب عليه انتخاب رئيس للجمهورية، وفي الانتخابات، ربح وخسارة وليس هناك ما يسمى ربح دائم، والدليل على ذلك أنني نزلت في مرحلة من المراحل ورشحت نفسي لرئاسة مجلس الوزارة ولكن دولة الرئيس نجيب ميقاتي هو من ربح وأكملت الديموقراطية. هناك أناس تأثرت وأناس أرادت مني أن أتخذ خطوات مختلفة ولكن ليست من أخلاقنا أن نغير عاداتنا التي علمنا اياها رفيق الحريري. واجبنا الوطني والدستوري والأخلاقي تجاه المواطنين والمواطنات، خصوصاً عندما نرى ما يجري حول لبنان من مآسٍ وتحديات، ونرى كيفية ازدياد مستوى الجريمة في البلد، أن نتجه الى مجلس النواب. فالناس لن تحترم مجلس النواب بعد اليوم إذا لم يحصل انتخاب رئيس للجمهورية، فلنكن واقعيين. ونحن في 2 آذار المقبل سننزل الى المجلس ونريد من الجميع النزول لأن هذا واجبهم الدستوري».
وختم بالقول: «أريد أن أقول لأهل طرابلس والضنية والمنية والقلمون وكل الشمال، إنني إن شاء الله سأزوركم منطقة منطقة، قد أكون أطلت الغيبة ولكن كانت لدي أسباب، أما الآن فسأبقى وسأجول بينكم وسنستنهض البلد ونقول للناس من نحن وأننا لم نتغير وأننا نحبكم، وقد ضحينا من أجلكم بالشهداء رفيق الحريري ووسام الحسن ومحمد الشطح ووسام عيد وكثير من الشهداء الآخرين الذين سقطوا لأجل لبنان، لأنهم كانوا شرفاء، ونحن لن نتخلى عن دمائهم وسنكمل هذا الطريق واياكم بإذن الله».
أما المفتي الشعار فقال: «صاحب الدولة المكرم ابن طرابلس والشمال وابن بيروت وصيدا وابن لبنان، ابن الأكرمين ابن الكبار دولة الرئيس الشيخ سعد ابن كبير الشهداء رفيق الحريري .دولة الرئيس الأستاذ فريد مكاري، أصحاب المعالي السادة النواب، الاخوة العلماء، أصحاب السيادة، أيها الحفل الكريم، ابتداء لا بد من كلمة ترحيبية من الأعماق نعبّر فيها عن ضمير المدينة والشمال، بل عن ضمير الأحرار وعن ضمير الكبار، رجالاً ونساء، لنقول مرحباً بك أيها الزائر الكريم ابن المدينة وابن الشمال، طال الشوق اليك حللت أهلاً ووطأت سهلاً. لا بد من أن أقول كلمة لأضعها في أذني حامل الأمانة المؤتمن على القيادة والزعامة معاً، صاحب المواقف رابط الجأش صاحب العقل المستنير، المرحلة التي يمر بها لبنان تحتاج الى كثير من الأناة والاستيعاب وعدم التساهل بالانتظام العام، وليس من الانتظام العام في نظامنا الديموقراطي في بلدنا لبنان، أن يكون رئيس الجمهورية يمثل الأكثرية الساحقة من مذهبه أو من دينه وملته، بل يكون قوياً إذا التزم بالدستور ويكون كبيراً وعظيماً إذا استطاع أن يستوعب المواطنين. ولو أردنا أن نستعرض الى الوراء رؤساء جمهورياتنا، فلم يعرفوا هذا المنطق على الإطلاق. توقفوا كثيراً عند اللواء فؤاد شهاب، كم نائباً كان له في البرلمان، الرئيس الياس سركيس، الرئيس شارل حلو، كل الرؤساء إنما وصلوا الى سدة الرئاسة بالأكثرية البرلمانية ولا يجوز أن يصل الرئيس بالأكثرية المذهبية أو الطائفية والمسيحية أبداً».
أضاف: «الذي أريد أن أدندن حوله وهو في قلبك وضميرك يا دولة الرئيس، لو قُدر لا قدر الله أن ينتصر هذا المنطق في هذه الأيام، سيكون عرفاً للسنوات المقبلة ولحكم لبنان فريق واحد وهذا ما تأباه الديموقراطية والمواطنية وما يأباه النظام البرلماني. من هنا فإننا نحمّلك مسؤولية أنت حاملها لموقف بدأ يتبلور ويتنامى يوماً بعد يوم، ونحن المتابعون لمواقفك بل المتابعون لتصاريحك التي تشدنا اليك والتي تعبّر فيها عن ضمير الأحرار من المسيحيين والمسلمين معاّ، وهذا ما نرجو أن يسود وطننا لأننا نريد منطقاً وطنياً ونرفض ونأبى أي منطق مذهبي وطائفي يهيمن أو يسيطر على البرلمان أو الحكم في شتى مجالاته وكل مواقفه. طرابلس اليوم تحتضنك وتستقبلك وأنت ابن الكبار وابن الأحرار وتمثل الضمير الحي، عدت الى لبنان والحقيقة أنك لم تكن غائباً عن قلوبنا، الحقيقة أنك لم تكن غائباً لا عن قلوبنا ولا عن ضمائرنا وإنما كانت القلوب والضمائر والأبصار مشدودة اليك حيثما كنت وحيثما حللت أو ارتحلت».
وختم: «حمداً لله على عودتك وسلامتك، ولبنان بلدك وهو بحاجة اليك ومهما قالوا عنك فإني أؤثر كلمة واحدة «أنت ابن الشهيد رفيق الحريري، أنت حبيب الشعب، أنت ابن لبنان، أنت ابن عائلة أحبت الوطن».
كليمنصو
ومساء، زار الحريري رئيس «اللقاء الديمقراطي« النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو يرافقه نادر الحريري والنائب السابق غطاس الخوري، في حضور تيمور وأصلان جنبلاط، وزير الزارعة أكرم شهيب، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والنواب: هنري حلو، مروان حمادة، غازي العريضي، إيلي عون، أنطوان سعد، فؤاد السعد، علاء ترو ونعمة طعمة. واستبقى جنبلاط ضيوفه إلى مائدة العشاء.
وقال الحريري: «زيارتي لوليد بك من أجل استكمال التشاور في ما يخص رئاسة الجمهورية وللإسراع في انتخاب رئيس وخصوصاً أنه لدينا دستور وديموقراطية وأيضاً بهدف حث جميع النواب على الذهاب إلى المجلس النيابي«.
أضاف: «عدم وجود رئيس جمهورية هو الذي يسبب كل المشكلات التي نشاهدها في لبنان اليوم، لو كان هناك رئيس لما كانت كل تلك المشكلات سواء كانت معيشية أو اجتماعية أو أمنية«.
وأوضح «أننا توافقنا مع وليد بك على أن موضوع الرئاسة حيوي ومهم جداً لكل اللبنانيين وهذا الموقع هو لكل المسيحيين ولكل اللبنانيين«، مشيراً إلى أن «هناك ثلاثة مرشحين لذلك يجب على الجميع النزول إلى المجلس وانتخاب رئيس جمهورية«.
أما جنبلاط فقال: «وجود الشيخ سعد في لبنان أساسي وكما ذكر المبادرات المتتالية والمبادرة المشتركة إذا صح التعبير بين الشيخ سعد وبيني بترشيح الأستاذ سليمان فرنجية، ثم مبادرة سمير جعجع بترشيح العماد عون جميعها أدت إلى وجود ثلاث مرشحين، ولا مهرب إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، الفراغ مُضر على شتى الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية«.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق