الأربعاء، 23 مارس 2016

التيار والقوات معاً الى الشارع لمواجهة الذمّية السياسية؟

المصدر: "النهار"
ب.ع.

العودة الى الشارع هو عنوان حزب "#التيار_الوطني_الحر" لمواجهة "الذمية السياسية" خلال الأيام المقبلة، و"التيار" لن يكون وحيداً هذه المرة على ما يبدو، بل سيشاركه فيها حزب "#القوات_اللبنانية" ما يعني أن المسيحيين سيقدمون استعراضاً شارعياً متقدماً لم يعتاده الرأي العام الذي اعتاد تظاهرات حاشدة لحليف "التيار" والمقصود "#حزب_الله" الاكثر حشداً في مناسباته الخاصة والعامة وتحركاته الاحتجاجية.

الفكرة على ما تقول أوساط متابعة ليست وليدة الساعة، بل نتيجة تراكم قناعات لدى قيادتي "التيار" و "القوات" بالحاجة الى تظهير موقف مسيحي موحّد في مواجهة محاولات الأطراف السياسيين الاخرى المعلومين فرض توجهاتهم وأفكارهم على المسيحيين بدءاً من ملف رئاسة الجمهورية المستعصي على الحل لا من جانب المسيحيين بل من الاطراف الاخرى، والذين، كما تؤكد الاوساط، انفقوا وقتهم في الاعلان عن موافقتهم على ما تتفق عليه كلمة المسيحيين، ولكن عندما اتفق المسيحيون، ولا سيما حزبيهم الأكثر تمثيلاً، على العماد ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية، اذا بلهجة الداعين الى الوفاق المسيحي تتبدل وتتغير الى معادلات لا تمت الى مواقفهم بصلة. واستطراداً، ترى الاوساط ان الرغبة في استغياب المسيحيين ومصادرة حقهم في اختيار من يمثلهم تشكل اكثر من حافز لدى "التيار" و "القوات" للنزول الى الشارع ودعوة كل جماهير المسيحيين الى التعبير بأقدامهم، كما يحلو للعماد عون القول، او الاستعداد لحركة التظاهر والتشمير عن سواعدهم.

وحركة الاحتجاج لا تتوقف عند مسار إبعاد عون عن رئاسة الجمهورية، بل تتجاوزه لتطال ملفات أساسية تندرج تحت عنوان احترام بنود الشراكة والميثاقية بين اللبنانيين، والرأي ان ثمة فريقاً واسعاً من المتحكمين بالسلطة ومن مختلف الفئات، لا يريدون احترام هذه المبادئ الاساسية في بلد يقوم على تطبيق مبدأ التنوع والتعددية واحترام آلياته. والأسوأ، برأي الاوساط، ان هذا الفريق الذي استولى على مقدرات الحكم والادارة العامة منذ العام 1990 بالتعاون مع الهيمنة السورية، يرفض اليوم الاعتراف بالحقوق البديهية للمسيحيين في القطاع العام ومختلف مرافق الدولة اللبنانية، وهذا الطرف يتصرف بمنطق "انا او لا احد"، رافضاً الأخذ بأبسط مبادئ التفاهم والحياة الوطنية بدءاً من الوظيفة العامة والتصرف بالمال العام وكل ما اتصل بمؤسسات الحكم والادارات والوزارات والهيئات العامة.

الأكيد ان التظاهرات العونية–القواتية المشتركة سوف تلقى تجاوباً كبيراً من الرأي العام المسيحي، وسوف تشكل صدمة لكل من يراهنون على انحسار الدور المسيحي في لبنان، خصوصاً ان عنوان "التصدي للذمية السياسية" يستقطب شرائح واسعة من المسيحيين الذين يعتبرون انهم ما عادوا يملكون الكثير ليخسروه في البلاد التي قامت على اكتافهم، والتي عملوا من اجلها وارتبطت في وجدانهم بمفهوم الوطن والامة وكل ما الى ذلك من تعبيرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق