النهار ـ تصوير حسن عسل
أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أن تصويت الحزب في الجلسة الرئاسية يوم الاثنين سيكون وفق قناعاته الراسخة، وقال في مؤتمر صحافي عقده في البيت المركزي الكتائبي في الصيفي: "سيكون تصويتنا خلال جلسة انتخاب الرئيس وفق قناعاتنا الراسخة ولن ندخل في الصفقة الرئاسية القائمة". وأكد أن "الحدث الاخير الحر والديموقراطي الذي صنع في لبنان هو ثورة الارز"، لافتاً الى أن "الكلام عن وحدة المسيحيين يبقى مجانيا في غياب مشروع وطني يتوافق عليه الجميع وما حصل تحالف انتخابي على اسس متناقضة".
واستهل المؤتمر بالقول انه "بعدما قرر الدكتور سمير جعجع، ومؤخرا دولة الرئيس سعد الحريري، دعم الجنرال عون للوصول إلى سدة الرئاسة عبر التصويت له في الجلسة المقبلة، وبعدما تأكد حصول الجلسة بموعدها، كان لا بد للمكتب السياسي الكتائبي أن يناقش التطورات الأخيرة وأخذ موقف منها، فاجتمعنا على مدى ثلاثة أيام، وناقشنا كل الأمور والمعطيات الجديدة، وكان قرار المكتب السياسي كما يلي:
أولا - في ما يتعلق بمقولة إن هذا الاستحقاق صنع في لبنان: يعتبر حزب الكتائب أن الحدث الأخير الذي صنع في لبنان الحر والديموقراطي هو ثورة الأرز التي صنعتها إرادة اللبنانيين. أما هذا الاستحقاق وطريقة مقاربته فهو بعيد كل البعد عن طموح الشعب اللبناني، وهو صنع بمنطق التعطيل والفرض. كما أن الانتخاب الذي يصنع في لبنان هو الانتخاب الحر والسري، وفقا للدستور بدون وصاية أحد".
وعن موضوع وصول المسيحي الأقوى إلى سدة الرئاسة، قال: "يؤكد حزب الكتائب للذين يعتبرون أنهم بهذه التجربة يضمنون دائما وصول المسيحي الأقوى إلى رئاسة الجمهورية، أن الذي أمن وصول الجنرال عون إلى الرئاسة ليس كونه المسيحي الأقوى، إنما هو قرار حزب الله بالالتزام الأخلاقي معه، فحزب الله لم يقل، ولو لمرة واحدة، أنه يدعم الجنرال لأنه المسيحي الأقوى، بل على العكس قال لسليمان فرنجية وجمهوره أنه لو التزم أخلاقيا معه، لكان التزم معه بنفس الطريقة لإيصاله إلى الرئاسة. وكان سليمان فرنجية هو الرئيس في 31 تشرين".
أضاف: "إذا كان البعض يعتبر أن هذا الانتخاب يضمن حق المسيحيين بانتخاب الممثل الأقوى مسيحيا، فنحن نعتبر أن هذا الانتخاب يعطي حزب الله الحق الحصري والأحادي باختيار الرئيس وفرضه على اللبنانيين أيا تكن صفته التمثيلية. وبالتالي بدل أن يكون المعيار الأساسي في اختيار الرئيس هو قناعة النواب بأن انتخاب المرشح يجب أن يكون مبنيا على المصلحة الوطنية وما يتفرع عن هذه القناعة من مواضيع متعلقة بالمحافظة على السيادة وعلى الجمهورية وحماية لبنان من الأزمات الإقليمية ومن مخاطر العقوبات الدولية ومن المغامرات الإقليمية ومن المخاطر الأمنية ومن التدهور الاقتصادي والاجتماعي، أصبح المعيار الذي نستخلصه أن على المرشحين الطامحين للرئاسة أن يتبنوا سياسة حزب الله وينتظروا منه الالتزام الأخلاقي في الدورة المقبلة".
وعن موضوع وحدة المسيحيين، قال: "إن الكلام عن وحدة المسيحيين يبقى مجانيا في غياب مشروع حقيقي وطني تتوافق عليه القوى المسيحية لإنجاحه. وليس سرا على أحد أن الكتائب اللبنانية صبت جهودا كبيرة من أجل التوصل مع الجميع على استراتيجية واحدة لمستقبل لبنان والحفاظ على التعددية فيه، ولكن بقيت كافة القوى في موقعها وما حصل ليس بناء مشروع مشترك، بل تحالف انتخابي على أسس متناقضة".
أضاف: "نطمئن الجميع إلى أن لا الانتخابات الرئاسية ولا أي استحقاق سياسي، إن كان لصالحنا أو على حسابنا، سيقف بوجه حرصنا ووقوفنا إلى جانب أي فريق يعمل من أجل الشراكة الحقيقية. ومن هذا المنطلق، سنكون إلى جانب أي رئيس في أي خطوة تهدف إلى تحصين هذه الشراكة".
وعن موضوع القبول بالواقعية السياسية، قال: "الواقعية السياسية في الإنتخابات الرئاسية تعني أن يتخلى فريق سياسي عن مرشحه ويتخلى الفريق السياسي الآخر عن مرشحه أيضا، ويتفقان معا على مرشح حيادي أو على تسوية سياسية، لكن الشرط الأساسي للقبول بالواقعية السياسية هو أن تكون الإرادة حرة، وأن يأتي ذلك في إطار الحياة السياسية الطبيعية، وليس تحت ضغط تعطيل البلاد أو شعار: لا حول ولا قوة. وهذا ما دفع بحزب الكتائب في السابق الى طرح عدد من الأسماء كمرشحين عصريين غير استفزازيين يضمنون حياد لبنان وعصرنة المؤسسات ويبعدونه عن الالتزامات الخارجية والمغامرات الإقليمية. أما ما حصل فعلا فهو أنكم كرستم في لبنان أن "من يعطل يربح" وما يقوله السياسيون اليوم هو التالي: إذا أردتم الوصول إلى غايتكم من الآن وصاعدا، فعطلوا الدولة وشلوا المؤسسات، وعاجلا أم آجلا ستحصلون على ما تريدون في إقرار القوانين وتشكيل الحكومات واختيار الرؤساء".
وعن موضوع إعادة تكوين السلطة، قال الجميل: "طرح العديد أهمية إعادة تكوين السلطة وعودة الاستقرار للمؤسسات، ولكن الحقيقة أن الأسلوب المعتمد لإنتخاب الرئيس يشكل سابقة خطيرة تساهم في هدم أسس انبثاق السلطة والدستور والديموقراطية وحرية القرار بمعزل عن شخص المرشحين أو شخص الرئيس المنتخب. وهذا المنطق التعطيلي، لن يؤدي إلى إعادة الإستقرار للمؤسسات والإقتصاد، بل العكس تماما".
وبالنسبة إلى قرار حزب الكتائب، قال: "بناء على كل ما تقدم، قرر المكتب السياسي الكتائبي احترام الالتزامات السياسية والأخلاقية التي على أساسها أعطى اللبنانيون واللبنانيات وكالة لنواب الكتائب في الانتخابات الأخيرة، إذ لا يجوز تجيير هذه الوكالة إلى أي كان، فهذا القرار يعود فقط للشعب اللبناني. وبالتالي، سيكون تصويتنا في الانتخابات الرئاسية وفق قناعاتنا الراسخة، ولن ندخل في الصفقة الرئاسية القائمة".
وتوجه إلى "التيار الوطني الحر" بالقول: "يقدر حزب الكتائب الجهود التي قام بها بعض الأصدقاء في التيار ومحاولة صياغة اتفاق سياسي. وبعدما وقع التيار مجموعة من الأوراق المختلفة مع عدد من الأفرقاء السياسيين، وبما أن هنالك تناقضا واضحا بين سبب دعم حزب الله وسبب دعم القوات اللبنانية وسبب دعم تيار المستقبل للجنرال، فبالتالي لا شك في أن أحدهم أخطأ في تقييم أسباب تصويته للجنرال ولم نسمع من أي جهة ما يجيز تبديد هذا التناقض. ولذلك، يرى حزب الكتائب أن الورقة الفاصلة التي نعول عليها هي في أداء الرئيس المقبل وممارسته لمهامه الرئاسية. ويتأمل حزب الكتائب أن تتبدد مخاوفه وأن تكون ممارسة الجنرال عون إذا انتخب بالروحية التي ناضلنا بها سويا من أجل لبنان السيد الحر والمستقل بين سنة 1990 و2005".
أضاف: "نعد اللبنانيين والتيار الوطني الحر أننا سنتعاطى مع العهد الجديد، كما عودناكم في الماضي: سنحاسب على الخطأ وسندعم كل خطوة تقع في اتجاه تحقيق المشروع اللبناني. ولا يظنن أحد أننا سنخجل من تأييد أي موقف يذهب باتجاه إعادة ترميم الديموقراطية والحرية وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني ومكافحة الفساد ويضمن حياد لبنان وحمايته من المغامرات".
وخاطب اللبنانيين واللبنانيات قائلا: "توجهنا لكم في الانتخابات النيابية وقلنا: اختاروا نوابكم حسب قناعاتكم، وكما يملي عليكم ضميركم. لا تتأثروا بالترهيب والترغيب فمصير لبنان بأيديكم. ما طلبناه منكم طبقناه على أنفسنا، إذ لا يمكن أن نطلب منكم شيئا ولا نلتزم به نحن. والآن، أدعو كل اللبنانيين الذين يرفضون هذه الممارسات، إلى وضع يدهم بيدنا لنستمر رغم كل شيء بحمل مشعل الحرية في لبنان".
وإلى الكتائبيين والكتائبيات، قال: "حزب الكتائب ليس حزبا عاديا، بل هو كان وسيبقى ضمير لبنان، فليست المرة الأولى التي نجد فيها أنفسنا في الساحة لوحدنا، ندافع عن فكرة لبنان التعددي الديمقراطي السيد الحر والمستقل، ونضحي ونستشهد من أجله. وليست المرة الأولى التي نتخذ فيها موقفا بوجه معظم القوى السياسية ويتبين لاحقا أننا كنا على حق، فالرضوخ ليس من شيمنا والاستسلام ليس في قاموسنا، ارفعوا رؤوسكم عاليا لأن شهداءكم فخورون بكم. بيار فخور بكم، أنطوان فخور بكم، وبشير فخور بكم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق