النشرة ـ
لفت الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى أن "الحكومة تألفت ولم تأخذ أشهر عديدة ولا أحد كان يريد تعطيل التشكيل وكان هناك نزاع طبيعي على الحقائب والتمثيل وهذا انجز"، معتبراً أن "البيان الوزاري يفترض أن لا يواجه صعوبات أو عقد والجهد الان يتوجه نحو قانون الانتخابات والحكومة التي ستنجز البيان الوزاري وتحصل على ثقة مجلس النواب بطبيعة الحال لا يجب أن تعتبر نفسها فقط حكومة انتخابات، ويجب أن تتحمل كامل المسؤولية تجاه الشعب على كافة المستويات، ولا يجوز تبرير العجز أو التقصير بأننا حكومة انتخابات"، مؤكداً أن "هذه الحكومة هي حكومة كاملة المسؤولية والصلاحية ويجب أن تتحمل المسؤولية الكاملة".
وفي كلمة له خلال لقاء الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية، أعلن السيد نصرالله عن "تأييد النسبية الكاملة"، داعياً إلى "حوار شامل، ونتفهم قلق البعض ويجب أن يأخذ هذا بعين الاعتبار وكان دائما يقال أن "حزب الله" يريد السيطرة على البلد ومفاصل الدولة وهذه اتهامات باطلة يتطلى خلفها بعد المقصرين والعاجزين ونحن لا نريد السيطرة على البلد ولو أتت القوى السياسية والاحزاب جميعها وقالت لنا يا حزب الله سيكون رئيس الحكومة منكم والوزراء كذلك، نحن نقول ممنونين و "ما تقربوا صوبنا" لا أحد يقبل أن يحمل مسؤولية بلد فيه هذه الصعوبات وبهذا الوضع في المنطقة".
وأكد "اننا مع حوار كامل وشامل مع كل القوى السياسية، ونريد القانون الامثل والافضل وأن نأخذ نقاط القلق للوصول الى مكان ما، ولكن لسنا مع العودة لقانون الستين"، معتبراً أن "أجواء النقاشات جيدة ومنفتحة، والجميع يريد الوصول الى نتيجة وبلدنا يدخل في مرحلة استقرار سياسي وأمني"، مشيراً إلى "أننا بانتظار الانتخابات النيابية المقبلة ويجب أن نبقى على حذر على المستوى الامني والسياسي لأن مستقبل البلد مرهون بتعاضد الجميع وتفهم الجميع للجميع".
من جهة أخرى، حيا "المقاتلين المتواجدين في الميادين من ضباط وجنود ومقاومين سواء على الحدود الجنوبية أو على حدود غزة أو على الحدود الشرقية في البقاع أو في سوريا والعراق واليمن أو أي موقع يقاتل فيها المدافعون أشكال الغزو والاحتلال والهيمنة". وحيا "الصامدين في الظروف الطبيعية الصعبة والعسكرية الصعبة، الذين يدافون عن بلدانهم".
ولفت السيد نصرالله إلى أنه "انطلاقا من ذكرى ولادة النبي محمد أقول انه لم يتعرض الاسلام كدين والرسول الى هذا المستوى من الاساءة والتشويه على الصعيد الاعلامي والشعبي طوال التاريخ كما حصل في السنوات القليلة الماضية بسبب حجم الاحداث والتجاوزات، وبسبب قوة الاعلام الذي يمكن أن يوصل الخبر أو الصورة والكلمة الى كل بيت في العالم"، مشيراً إلى أنه "قبل 6 سنوات كنا نواجه حملات الاساءة عبر الافلام أو الكتب لكن للأسف منذ 6 أعوام بتنا أمام مشهد مختلف وخلال 6 أعوام ما جرى على ايدي الجماعات الارهابية التي تدعي الانتساب للاسلام ولرسول الله وتكتب على راياتها "لا اله الا الله محمد رسول الله"، والاسوأ بينها تنظيم "داعش" الارهابي والتي تضع على راياتها ما يقال أنه ختم النبي".
واعتبر أن "ما قام به هؤلاء من قتل وذبح ومن سبي ومن حرق في الاقفاص أو السلاسل، ومن مجازر جماعية ومن تدمير لكل ارث حضاري سواء اسلامي أو مسيحي أو غير ديني له تاريخ وقيمة حضارية، ما يرتبط بالبشر والحجر والتاريخ والثقافة"، مؤكداً "أننا أمام مجرزة شاملة على المستوى البشري والحضاري والفكري، مجزرة على مستوء الاخلاق قام بها هؤلاء".
وأشار إلى أن "ما شهدناه من التفنن بأساليب القتل من الاغراق والصلب وقطع الرؤوس أمر مذهل وهؤلاء الان يقدمون كل هذه النماذج البشعة باسم الاسلام وهذا يرتب مسؤولية دينية بالدرجة الاولى وتاريخية واخلاقية على جميع المسلمين والمسلمات والعلماء والمفكرين والاساتذة والطلاب وعلى كل مسلم، كل من يستطيع أن ينطق أو يكتب ويعبر عن موقف، هناك مسؤولية رفض وادانة هذه الجرائم والاعمال البشعة والبراءة منها"، مؤكداً أن "هذه الاعمال لا تمت الى الاسلام بصلة ولا الى رسول الله ولا الى أهل بيت الرسول ولا الصحابة وفي الحالات الرفض والادانة والاستنكار اليومي والساعاتي والدائم وعند كل جريمة لا يكفي وأن نقول أننا استكرنا قبل شهر أو سنة، مع كل جريمة مسؤولية الجميع أن يصرخوا من يصمت هو شريك باتاحة المجال للاساءة للاسلام ولكل دين".
ولفت إلى أن "الفكر الوهابي لهذه الجماعات يريد أن يفرض نفسه بقوى على مسلمي العالم، ويقول أن الاحتفال بالمولد النبوي حرام وبدعة وفقه، وقال بعض الشيوخ أن من يحتفل بعيد المولد النبوي كافر يقتل لأنه مرتد عن الاسلام وبقية المسلمين من سنة وشيعة يقولون أن هذا الاحتفال جائز ولديهم أدلة"، متسائلا "لماذا أنت تريد أن تفرض قناعتك وافكارك على بقية المسلمين؟"، مشيراً إلى "أننا شهدنا كيف يذهب الانتحاريون لتفجير أنفسهم باحتفالات السنة بعيد المولد النبوي"، مؤكداً أنه "لا يمكن فرض الفكر الخاص أو المذهب الخاص على كل المسلمين، ولكن الوهابية تريد أن تفرض فكرها بالقوة وبالقتل وفي الاسابيع الماضية هناك معركة طاحنة عبر القنوات التلفزيونية حول الاحتفال بعيد المولد أو عدمه مترافقة مع خطب".
وأضاف السيد نصرالله أن "الذي رأيناه خلال الايام الماضية حين دخلت طفلة صغيرة الى أحد مراكز الشرطة في دمشق، أما فجرت نفسها أو تم تفجيرها عن بعد، ولكن الامر اليقين هو أن طفلة تم الباسها الحزام الناسف وادخالها الى مركز للشرطة"، مشيراً إلى أنه "اذا تم اقناعها فهذه مصيبة واذا تم تفجيرها عن بعد فهذه أيضا مصيبة"، لافتاً إلى أنه "يجب على كل مسلم في العالم له قدرة على الكلام أن يدين هذا المجرم هذا الوحش القاتل الهمجي الذي يرسل بناته لتنفيذ عمليات انتحارية باسم الله والاسلام والرسول".
وأكد أن "الحدث الاخر فهو احراق جنديين تركيين باسم الاسلام، طبعا الجيش التركي هو في الموقع الاخر ولكن هذا لا يمنع أن ندين هذا القتل والوحشية كما فعلنا سابقا عندما أقدمت "داعش" على حرق الطيار الاردني والجنود العراقيين"، متسائلا "أي دين يقبل بهذا الذي يجري باسم الاسلام؟"، لافتاً إلى أن "المسلمين وغيرهم من وسائل اعلام ومفكرين يجب أن تنتبه الى مصطلحات "الاسلام المتطرف، الارهاب الاسلامي، الجماعات الاسلامية المتشددة"، بعض الاعلام يصر على استخدام مصطلح الدولة الاسلامية بدل "داعش" وهذا جزء من المؤامرة على الاسلام واستهدافه، لا شيء اسمه تنظيم الدولة الاسلامية بل "داعش" هناك جماعات ارهابية تكفيرية متطرفة وليس حماعات اسلامية متطرفة، الاسلام اسلام واحد هو اسلام القرآن".
ودعا السيد نصرالله إلى "تنزيه اسماء الديانات والانبياء واتباع الديانات وعدم نسب اليها أفعال هذه الجماعات". ودعا الحكومة التركية الى "أخذ موقف حاسم من "داعش" والخروج من الازدواجية".
كما اعتبر أن "الذي جرى في حلب خلال الاشهر الماضية حرب حقيقية من أقسى الحروب التي شهدتها سوريا والمنطقة والذي حصل لم يكن عاديا فالدول الراعية للجماعات المسلحة أتت بعشرات الاف المقاتلين والمعارك مع هذه الجماعات لم تكن فقط مع المعارضة السورية بل مع الاتراك والشيشان وأسيا الوسطى الذين شاركوا في المعارك عشرات الالاف بينهم مئات الانتحاريين الذي فجروا أنفسهم بوقت واحد ومئات الانغماسيين وأسلحة نوعية وامكانيات هائلة، آليات تحمل أسلحة، مال واعلام"، مؤكداً أن "الذي حصل في حلب هو معركة يومية قاسية وطاحنة، راهنت عليها كل الدول الراعية للمشروع الاخر وكان الهدف هو اسقاط حلب وليس فتح الطريق الى حلب الشرقية".
وأفاد أنه "في الاشهر الماضية عنوان المعركة التي رفعتها الجماعات المسلحة "معركة حلب الكبرى"، اليوم عندما نقف أمام هذا الانتصار والانجاز ويجب أن نستحضر حجم التضحيات الجسمية من شهداء وجرحى ومدنيين ومواجهات حادة"، مشيراً إلى أن "معركة حلب وتبريرها بموضوع حجم الدعم وأن الدول الراعية خذلت الجماعات غير صحيح وحجم الدعم الذي قدم للمعركة من تسهيلات وأموال وأسلحة شيء مذهل جدا باعتراف المتحدث باسم الخارجية الأميركية جو بايدن ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والمال الذي أنفق في سوريا مئات المليارات وعشرات الالاف من أطنان السلاح والذخائر".
وأكد السيد نصرالله أن "ما قدمه العالم والدول العربية من دعم ومال وسلاح وذخيرة على المستوى المادي واللوجستي ودعم اعلامي يفوق بعشرات المرات بما قدمه العالم العربي للشعب الفلسطيني خلال أكثر من 60 عاما"، مشيراً إلى أن "الحقيقة هي أن الدول الداعمة للارهاب لم تقصر بشيء وما لم تفعله هذه الدول هو أنها لم ترسل الجيش السعودي بل وفرت أبنائها، والان التركي بدأ يذوق ما فعل".
ولفت إلى أنه "أثناء معارك حلب خصوصا خلال الاشهر القليلة الماضية، قيل الكثير عن هذه المعركة وحصل الكثير من التضليل الاعلامي، فمثلا جيء بصور من الضاحية الجنوبية بحرب تموز 2006 وقدمت على أنها حلب وجيء بمجازر ودمار في غزة قامت بها اسرائيل وقدمت على أنها في حلب، وجيء بأطفال اليمن الذين يموتون جوعا ومرضا منذ سنة ونصف بسبب الحصار السعودي لليمن والحرب على اليمن والعالم كله يشهد أن هؤلاء الاطفال يمنييون وأن هذه الصور من اليمن"، مشيراً إلى أن "كل من يدعي أنه شريف وانساني بدل أن يقف ويقول كلمة الحق يأتي بصور أطفال اليمن ليقول هؤلاء أطفال حلب".
وأكد السيد نصرالله أنه "في حلب قتال ومعركة قاسية ودامية ولكن الذي تم فبركته لا أساس له من الصحة"، مشيراً إلى أنه "في المشهد الانساني منذ أسبوع نرى المدنيين يخرجون من شرق حلب بالاضافة الى المسلحين بسلاحهم الفردي فأذكروا مدينة حاصرتها "داعش" وسمحت أن يخرج من المدنيين سالمين أو للمسلحين عُزل اما بسوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا".
ولفت إلى أن "الفوعة وكفريا محاصرتين منذ حوالي السنتين وتدافع عن نفسهما من الداخل ويدافع عنهما من الخارج، وبالكاد خرج منها 1200 رجل وامرأة وطفل ومرضى وجرحى، لكن تم أيضا احتجازهم رهائن، اذا هذا يجب أن يأخذ من تجربة حلب"، مؤكداً أنه "لا أحد يريد تغيير ديموغرافي في سوريا سوى الجماعات المسلحة ففي مناطق المسيحيين اذا سني خالف رأيهم يقتل أو يهجر".
وأضاف أن "معركة حلب اذا أردنا توصيفها يمكن أن نقول أنها احدى الهزائم الكبرى للمشروع الاخر وانتصار للجبهة المواجهة للارهاب وتطور هام على المستوى العسكري لجبهتنا ولكن ذلك لا يعني انتهاء المعركة وحسمها، ولكن المشروع الذي كان يهدف الى اسقاط النظام السوري أو السيطرة على كل سوريا سقط".
وأشار السيد نصرالله إلى أن "النظام السوري معه دمشق وحلب، أكبر مدينتين في سوريا وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء وهو نظام موجود وقوي وفاعل لا يمكن تجاهله أو الادعاء أنه سقط وانتصار حلب لا يعني أن مشروع تدمير سوريا سقط وأن المشروع من أجل الحرب على سوريا انتهى بل نحن أمام معركة جديدة وجبهتنا تقدمت والمواجهة كبيرة"، مؤكداً أن "المرحلة المقبلة يجب أن تتركز على تثبيت مدينة حلب ومحيطها لأن الجماعات المسلحة ستعمل على استهداف المدينة ومحيطها ويجب أن نكون حذرين والاولوية هي لتثبيت التجاوز وتمكين الانتصار".
واعتبر أن "انتصار حلب يمكن أن يفتح آفاق جديدة أمام الحلول السياسية ويمكن لبعض الدول أن تصبح واقعية والحل السياسي الذي عطلته أميركا والسعودية وحلب غيرت الكثير في الحقائق الشعبية والميدانية وهذا انجاز لكل الذين قاتلوا من سوريين وحلفاء وبعد الله الأصل هو للقيادة السورية والجيش والشعب السوري الذين أخذوا قرار المواجهة"، مؤكداً أن "الحلفاء لسوريا هم عامل مساعد ومتمم لكن الاصل هو للسوريين الذي يصنعون مستقبل بلدهم والمنطقة كلها".
من جهة أخرى، أكد أن "ما حصل في البحرين أمس يدل على أن الحكومة البحرينية مصرة على ارتكاب الحماقات وكادت أن ترتكب حماقة جديدة لولا تصدي الشعب للشرطة التي حاولت الاعتداء على منزل الشيخ عيسى قاسم"، مشيراً إلى أن "الشعب البحريني لن يستسلم ولن يسلم قائده"، داعياً السلطات البحرينية إلى "التعقل وعدم الذهاب الى مكان ستندم عليه كثيرا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق