روزانا رمال ـ البناء ـ
تتحضّر أوساط تيار المردة وفق ما علمت «البناء» لمعركة مفصلية في الشمال يتردّد أن التيار الوطني الحر أراد إرسال رسالة واضحة مساء السبت باتجاهها في العشاء الذي أقامه التيار في هيئة قضاء زغرتا. فالمعركة الانتخابية ستكون بوجه الزعيم الشمالي سليمان فرنجية.
التحضيرات بدأت والحشد للمرحلة المقبلة كذلك في محاولة لكودرة النشطاء العاملين على الأرض في الانتخابات المقبلة مهما كان موعدها، وأياً كان شكل قانون الانتخاب الذي سترسو عليه البلاد. الأجواء الشعبية المحيطة ببنشعي ليست على «ما يُرام», أحاديث حول محاولات إعادة عقارب الساعة الى الوراء و«إقصاء» عائلة فرنجية عن المشهد السياسي وسؤالها «هل هناك مَن يريد تذكير الناس بمرحلة عام 1978 الإلغائية؟ أم أن هناك مَن يريد قطع طريق الرئاسة على فرنجية منذ هذه اللحظة؟ القاعدة الشعبية للمردة قلقة في حين بدأ عصب المؤيدين لفرنجية بالاشتداد.
ميشال معوض أعلن معركته أيضاً بوجه فرنجية. وقد أعلن التيار الوطني الحر خوض المعركة في زغرتا بالتحالف مع تيار الاستقلال الذي يرأسه معوّض. اصطفاف زغرتاوي كثيف في عشاء حضره نواب سابقون جواد بولس, قيصر معوض, و«وجهاء» زغرتاويون قواتيون سركيس بهاء الدويهي،… وغيرهم..
قطع «باسيل» قالب الحلوى يداً بيد مع ميشال معوض وعلى قاعدة حليف – حليفي هو حليفي أيضاً، فأرسل رسالته نحو أكثر من وجهة.
«التيار الوطني الحر في زغرتا», هي العبارة التي بدأ فيها «باسيل» خطابه للإعلان عن المفاجأة «الحدث»، حيث حسمت روحية المعركة, التيار الوطني الحر يواجه «الإقطاع». هذا ما أكده باسيل معتبراً «أن صراعنا السياسي الداخلي هو ضد الإقطاع. والإقطاع ليس عائلة بل هو نهج وفكر وهو ممارسة نحن ضدها»، مؤكداً أنه «يجب ان نفكر بالتداول بين بعضنا البعض في السلطة وتحمّل المسؤولية. وهذه هي الديمقراطية».
عبارة «الإقطاع» الذي أثارت اللغط في حديث باسيل زغرتاوياً، أخذت نحو التساؤل عن جدوى التحالف مع ميشال معوض الذي يقع ضمن الدائرة نفسها التي يحاربها باسيل، بالنسبة لبعض الشماليين الذين اعتبروا أن الحيثيّة السياسيّة لعائلة الرئيس الشهيد رينيه معوض وجهٌ من وجوه الإقطاع المفترض او التوريث السياسي في البلاد وآخرين ممن لم يفرّقوا ما بين الإقطاع السياسي والعائلات بالتالي فإن ازدواجية المعايير مطروحة بقوة بالنسبة إليهم. فماذا يعني نسب الإقطاعية بمعزل عن العائلات، وهي كلٌّ متكاملٌ؟
سياسياً، تبدو التحالفات الانتخابية للتيار الوطني الحر ستتخذ طابعاً مشابهاً في أكثر المناطق حساسية، فحليف الحليف بات حليفاً مبدئياً حتى تتوضّح صورة قانون الانتخاب. وهنا تبقى التساؤلات مشروعة حول المشهد الأخير الذي سترسو عليه التحالفات، خصوصاً في زغرتا وما يمكن أن يشكل التحالف المسيحي المسيحي من قدرة على عزل فرنجية جدّياً.
وعليه يؤكد مصدر قيادي بارز في 8 آذار لـ«البناء» أنه «من الطبيعي أن تتوازى المصلحة المشتركة بين التيار الوطني الحر والقوات ترجمة للمصالحة المسيحية الأساسية وعائلة معوض واقعة ضمن حلف أساسي مع القوات اللبنانية منذ سنوات ما يجعل الخطوة متوقعة أو تحصيلَ حاصلٍ, لكن الأكيد هو ان الوقت لا يزال مبكراً لحسم المشهد الذي ستكون عليه التحالفات الانتخابية، مؤكداً ان فرنجية «ما بينترك»، أي أنه «من المستبعَد عند قيادة الثامن من آذار اعتبار أن مسألة عزل فرنجية واردة، أو ممكنة بالحد الأدنى في ظل مشهد من التوافقات والارتياح الداخلي الذي يسعى حزب الله كقوة فاعلة لإرسائه بين الجميع. وما الزيارة التي قام بها النائب سليمان فرنجية إلا دليل واضح على اهتمام امين عام حزب الله شخصياً بحيثية فرنجية. هذا كلّه من دون أن ننسى أن شكل وهوية قانون الانتخاب يأخذان نحو حسابات مختلفة على الأرض، ولهذا على الجميع انتظار أن يخرج الى النور من دون استباق الحسابات، وإذا كان التيار الوطني الحر قد أعلن عن موقف مبكّر، فإن هذا حق من حقوقه لخوض المعركة الانتخابية والتحضير لها على أكمل وجه»، يختم المصدر.
يبدو أن الخلاف الانتخابي بين التيار الوطني الحر وتيار المردة لا يزال على حاله. وقد استمرت الهوّة في التباعد منذ ما بعد مرحلة انتخابات عام 2009، حتى عادت لتشكل مفصلاً في مرحلة الانتخابات الرئاسية، حيث ازدادت الأمور تعقيداً، واذا كانت الانتخابات متوجّهة نحو « تحدٍّ» بأوراق شمالية قاصمة، فإن المهمة الأصعب باتت تقع على كاهل حزب الله الساعي للملمة الملف وتقريب وجهات النظر. وهو الامر الذي لا يزال رهن المتابعة والاهتمام حتى لحظة الإعلان عن إنجاز بهذا الإطار في وقت يقدّر البعض أن مسألة الخلاف بين التيار الوطني الحر والمردة لا تنسحب على موقف فرنجية من الرئيس عون، بل تتوقف عند خلاف بينه وبين الوزير باسيل الأمر الذي يأخذ نحو فرضية ان تكون المعركة المسيحية الانتخابية الكبرى والأولى من نوعها في البلاد هي مرحلة تأسيسية للانتخابات الرئاسية المقبلة فتعزل أسماء لصالح اسماء في تركيبة المجلس النيابي المقبل.
الأجواء التوافقية في البلاد التي تندرج ضمن اجندة محلية مرتبطة بالواقع الإقليمي بشكل اساسي وتؤكد على أن المخاوف من «انتكاسات» سياسية محلية مستبعدة، وأن المخاوف من أي تحالفات مفاجئة في مختلف المناطق محصورة فقط ضمن الحسابات الانتخابية المحلية «البحتة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق