صدى شظايا الاشتباكات الدائرة في محردة يبلغ أذنيك عبر الهاتف. "ميماتي" لقب أحد الاشخاص يتردد عبر اللاسلكي لتحديد الاحداثيات تمهيداً للقصف الذي طالب به "الاستاذ" (لقب احد الاهالي ويبدو انه استاذ في البلدة يشارك على الجبهة).
لوهلة تشعر انك في قلب المعركة المحتدمة والشرسة، رغم تأكيد القيادي في "جيش العزة" معراتي لـ"النهار" ان هدفهم ليس اقتحام محردة والسقيلبية. صحيح ان مقاتلي "العزة" وصلوا الى بعد 600 متر من محردة وعلى مشارف السقلبية، لكن الاهالي المسلحين الموجودين في البلدتين تمكنوا من اعاقة الهجوم والصمود لحين وصول الدعم والسلاح. ضراوة المعركة والخوف من سقوط القذائف على المواطنين العزل، دفعت بالاهالي الى النزوح باتجاه اللاذقية موقتا. طرفا النزاع يؤكدان صوابية معركتيهما، لكن ذلك يبقى برسم المجتمع الدولي الغارق في الفوضى السورية.
صد الهجوم الشرس
قائد الدفاع الوطني في محردة سيمون الوكيل (ابو فهد) رفض مقولة الخوف من اقتحام البلدة من قبل مسلحي المعارضة. موقف ترافق مع طلقات الاشتباكات، ما يؤكد الجهوزية لصدّ أي هجوم.
وقال ابو فهد لـ"النهار" ان "الهجوم الذي شنّه المسلحون من الشمال والشرق والجنوب كان شرساً وتزامن من الجهات الثلاث في الوقت عينه، لكن رغم ذلك تمكنّا من الصمود حتى نجح الجيش السوري في ارسال العتاد والمقاتلين من الدفاع الوطني الذين أتوا من اللاذقية والشام".
تعزيز التحصينات
وبعد وصول الدعم، قام الاهالي بتعزيز التحصينات استعداداً للهجوم المعاكس الذي بدأوه اليوم وتمكنوا على اثره من السيطرة على نقاط عدة كانوا قد خسروها في اليومين الاولين من الهجوم.
وأكد ابو فهد السيطرة مجدداً على المدخل الغربي "الذي يربطنا بالساحل السوري حيث حاول المسلحون الالتفاف علينا عبره، كما سيطرنا على الحدود الجنوبية التي تربطنا بحماه". واوضح ان "الخطر تراجع حاليا اذ بدأنا في مرحلة الهجوم المعاكس للسيطرة على نقاط اضافية باتجاه الشرق والشمال لمنع اي تسلل جديد من حلفايا وابوعبيدي".
نزوح الأهالي... والغذاء متوفر
على صعيد الانساني، نزح في اليومين الاولين العديد من الاهالي من الجهة الغربية باتجاه اللاذقية وطرطوس بسبب ضراوة الهجوم. ولم تسجل أي اصابات كبيرة في الأرواح المدنية، فيما الاضرار المادية كبيرة. وأوضح ابو فهد ان "المدنيين خرج عدداً كبيراً منهم في بداية الهجوم، لكن اليوم بعدما استقر الوضع وسيطرنا على معظم الجبهات، بدأت العائلات بالعودة تلقائيا لكن الخوف الاكبر من سقوط قذائف الهاون الغدارة ". وعن الوضع الغذائي، اكد ابو فهد ان "الحصار لم يمنع وصول المواد الاولية والغذاء متوفر للجميع في البلدة، والنساء اللواتي يقمن بتأمين الطعام للمقاتلين على الجبهات".
محردة صامدة
بعد هذه الجولة الميدانية على جبهات محردة، يحسم ابو فهد ان "هذه الارض ستبقى عصية على المسلحين ولن يدخلوها يوما بسبب صمود اهلها ودعم جيشها والدفاع الوطني، ولن نموت الا واقفين في ارضنا".
وانتهى الاتصال بنداء من الجبهة يدعو الى التيقظ من تحركات على الجهة الشرقية من محردة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق