هل قرر البيك ان يترجل عن متن جسده وضناه ام انه صار اثيرا لا تحتمل خفته هذا الجسد فَطاب له الارتقاء الى حيث يليق بروحه ان تقيم؟؟
ام ان هذا السرطان حامل الرقم ثلاثة في مشواره أشعره بالملل فانسل من حاله ورحل؟؟
الم يكن سمير فرنجية يعلم اننا لا نساوي شروى نقير من دون الفكر الشرس المتمرد والغضب المزدان بالعنفوان؟؟
يتامى الفكر والثقافة نحن من بعد هذا السمير الذي قلما يجود الزمان بمثله، لا سيما في ايام القحط والقرف.
لعل هذه الأيام كانت أشد ضراوة عليه من المرض الخبيث.
فهو كان يلمس مدى سرطنتها ويضع إصبعه على مكامن عللها، ويدعو الى مكافحتها بالاعتدال والحوار والمصالحة وتنقية الذاكرة وبمد الجسور حول المتوسط لمواجهة الاٍرهاب. ولو لم يغدر به جسده لكان انجح مبادرته وحقق حلقة فكرية يبنى عليها لمواجهة أشكال الاٍرهاب كافة.
لكن يبدو ان المرض والايام المسرطنة غلبا هذا الذي كان سقمه هامشيا مقارنة بتوهج فكره ووطنيته وقيمه وأخلاقه. فكان غيابه كفعل يسحب الهواء من حولنا ويدفن ما تبقى من أمل وحلم بنقاء فكري كنّا نتكىء عليه ونستنير به في ظلمة القرف المسيطر على مفارق الوطن والمنطقة.
سمير فرنجية .. لأنك انت ولاننا نعرف اننا لن نكون نحن من بعدك.. لأننا لن نعرف من سنكون وكيف...
في حضرة غيابك صمت كالسكين وخواء .. وأصعب وداع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق