بي بي سي ـ
أعلنت الشرطة البريطانية القبض على مشتبه به جديد على صلة بهجوم مانشستر الانتحاري، ليرتفع عدد المقبوض عليهم حاليا إلى سبعة أشخاص بينهم إمرأة.
وقالت الشرطة أنها اعقتلت الشخص في وارويكشاير، أثناء عملية بحث مكثف قامت بها الأجهزة الأمنية لإحباط أية هجمات اخرى محتملة، بعد تفجير سلمان العبيدي، بريطاني من أصل ليبي نفسه في حفل غنائي في مانشستر.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن قوة محلية لمكافحة الإرهاب في ليبيا اعتقلت رمضان العبيدي، والد المهاجم، وشقيقه الصغير هاشم في العاصمة الليبية طرابلس، بينما اعقتلت السلطات البريطانية شقيقه الأكبر إسماعيل، الثلاثاء الماضي.
في غضون ذلك، انتشر جنود الجيش في الشوارع في وسط العاصمة البريطانية، لندن، في أول مظهر من مظاهر الإجراءات الأمنية الخاصة التي بدأ العمل بمقتضاها في أعقاب الهجوم الذي أودى بحياة 22 شخصا، معظمهم من الأطفال واليافعين، مساء الاثنين.
وأصيب 64 شخصا جراء الانفجار، بينهم 20 على الأقل في حالة حرجة.
واتخذ الجنود مواقع لهم حول البرلمان، ومقر إقامة رئيسة الوزراء، في داونينغ ستريت، وعند بعض المباني الحكومية الرئيسية الأخرى.
وتحل قوات الجيش محل الشرطة المسلحة، التي توكل إليها عادة هذه المسؤولية، مما يسمح لنشر أفرادها في مواقع أخرى.
وقالت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إن الجنود سيتوزعون لحماية المرافق العامة الرئيسية لدعم عمل الشرطة في حماية الناس، بما فيها قصر بكنغهام، ومقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، والسفارات وقصر ويستمينستر (مقر البرلمان).
وأشارت إلى أن عناصر من الجيش قد يشاهدون في فعاليات أخرى، من أمثال الحفلات الموسيقية، في الأسابيع المقبلة، وسيعملون بتنسيق وتحت إمرة ضباط الشرطة.
وقالت ماي إنها لا تريد أن يشعر الناس بدرجة "حذر مفرطة" مشددة على ضرورة أن يكون "رد الفعل مناسبا ومعقولا".
وهناك ما بين 400 إلى 800 جندي من القوات المسلحة سينشرون في الشوارع في بداية الأمر، ويتأهب نحو 3800 عسكري للمشاركة في الانتشار بسرعة.
وأكدت وزيرة الداخلية أمبر راد، أنه سيكون هناك تحديث وتنشيط لبرنامج الحكومة لمكافحة التطرف بعد شهر يونيو/حزيران، وهو أمر كان مقررا قبل هجوم الإثنين.
"شبكة"
وتقول الشرطة البريطانية إنها تحقق في وجود "شبكة" وراء الهجوم الذي وقع في قاعة احتفالات، وقتل فيه 22 شخصا.
ويقول فرانك غاردنر مراسل بي سي سي للشؤون الأمنية إنه من المرجح أن دور عبيدي اقتصر على ضغط زر التفجير في عبوة صنعها آخرون.
وأوضحت وزيرة الداخلية البريطانية أن المشتبه به كان معروفا "إلى حد ما" للأجهزة الأمنية البريطانية.
وقال حميد السيد، الذي عمل في برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التطرف ويعمل الآن في جامعة مانشستر، إن عبيدي "كان على "علاقة سيئة فعلا" مع عائلته.
وأضاف "نقلا عن أحد أصدقاء العائلة إن والدي عبيدي حاولا "إعادته إلى جادة الصواب لكنهما فشلا في تحقيق ذلك".
وأكمل أنه "كان سيئا جدا في جامعته وفي تعليمه، ولم يكمل دراسته، وقد حاولا والداه إعادته إلى ليبيا عدة مرات، إذ كان يواجه صعوبات في التكيف مع أسلوب الحياة الأوروبية".
وقد فجر سلمان رمضان عبيدي نفسه خارج قاعة الاحتفالات. وقبض على أربعة أشخاص، من بينهم شقيق المهاجم الأكبر، البالغ 23 عاما.
ورفعت الحكومة البريطانية حالة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوى، وهو الوضع "الحرج"، ويعني هذا احتمال حدوث مزيد من الهجمات وشيكا.
وأغلق قصر ويستمنيستر أمام العامة بناء على نصيحة من الشرطة، ولن يفتح أبوابه حتى إشعار آخر، بحسب ما قاله موقعه على الإنترنت.
وقالت وزيرة الداخلية، أمبر رود "كان هجوم الاثنين أكثر تقدما من غيره من الهجمات التي شهدناها في السابق، وقد يكون من المحتمل أن منفذه لم يقدم على ما فعله منفردا".
وحددت الشرطة أسماء بعض الضحايا، ومن بينهم، نيل جونز، 14 سنة، وصافي روسوس، 8 سنوات، وأليسون هاوي، وليسا ليز، وجين تويديل-تايلور، 50 عاما، ومارتن هيت، 29 عاما، وأوليفيا كامبل، 15 سنة.
وكيلي برويستر، 32 سنة، وجون أتكينسون، 28 عاما، وجورجينا كالاندر، التي يعتقد أنها تبلغ 18 عاما، ومارسين وأنجيليكا كليس، وهما زوجان بولنديان من يورك.
وأكد رئيس الشرطة في مانشستر، إيان هوبكنز، أن من بين الضحايا شرطية كانت في إجازة، ولكنه لم يحدد اسمها.
وعلمت بي بي سي أن زوجها في حالة مرضية حرجة، وأن طفليها مصابان.
ومن بين المصابين الـ64، يوجد 20 في حالة حرجة، وفقد بعضهم أطرافا. ومن بينهم 12 طفلا.
ولم تصل بريطانيا إلى إعلان درجة الخطر القصوى إلا في مرتين في السابق، ويقرر مثل هذا الإعلان مجموعة من الخبراء الأمنيين من الشرطة والوكالات الأمنية في المركز المشترك لتحليل الإرهاب.
وكانت المرة الأولى التي ترفع فيها بريطانيا مستوى الخطر إلى الدرجة "الحرجة" في عام 2006 خلال عملية واسعة لمنع خطة تفجير طائرات في رحلات عبر المحيط الاطلسي من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وكندا بمواد متفجرة سائلة.
وفي السنة التالية، رفع رؤساء الأجهزة الأمنية درجة التأهب مرة ثانية في عملية مطاردة رجال حاولوا تفجير ملهى ليلي في لندن، قبل أن يتوجهوا لمهاجمة مطار غلاسكو.
وتقول شرطة العاصمة البريطانية إنها كثفت حضورها في عموم لندن، بما في ذلك نشر ضباط شرطة متخصصين مدربين على "تشخيص أي مؤشرات تشي بأن شخصا ما قد يكون ذا توجه لعمل عدواني أو ارتكاب جريمة أخرى ... حددت بناء على بحث مكثف في سيكولوجية المجرمين وما يقوض نشاطاتهم".
وقال مارك رولي، مساعد قائد شرطة العاصمة البريطانية والمسؤول عن مكافحة الإرهاب إن التحقيق "يمضي بسرعة ويحقق تقدما جيدا".
وشدد على أن الخط الاساسي في التحقيق ينصب على تحديد إذا ما كان المشتبه به خطط للهجوم بمفرده أم أنه كان جزءا من مجموعة، مشيرا إلى أن ثمة خطوط مهمة في التحقيق ما زالت قيد المتابعة لذا يتم التوصل إلى نتائج نهائية بعد.
فجر عبيدي نفسه في بهو "مانشستر ارينا" بعد العاشرة والنصف ليلا بتوقيت لندن بوقت قصير الاثنين.
كان الجمهور بدأ بمغادرة حفل موسيقي للمغنية أمريكية أريانا غراندي.
قال شهود عيان في موقع الحادث إنهم شاهدوا قطع حديدة صغيرة ومسامير بين الحطام في موقع الانفجار وتحدثوا عن الهلع والارتباك الذي ساد وسط جمهور الحفل.
يعد هذا التفجير أسوأ هجوم في بريطانيا منذ تفجيرات السابع من يوليو/تموز عام 2005 الذي قتل فيها 52 شخصا على أيدي أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم.
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية، عبر قنواته في تطبيق إرسال الرسائل في موقع تيليغرام، مسؤوليته عن الهجوم ولكن لم يتم التحقق من هذا الزعم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق