العلاقة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" انتقلت منذ أعوام من مرحلة الخلاف العميق الى حقبة تنفيس الاحتقان على الأرض في زغرتا ومحيطها، ووصلت الى مرحلة التعاون التي بدأت في السبق على صعيد اللجان في المناطق وارتقت اليوم الى الإنماء. والدردشة التي حصلت بين الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجية في بعبدا خلال اللقاء التشاوري الذي دعا اليه رئيس الجمهورية استحوذت اهتمام الجميع وصبت في اتجاه إيجابي. البعض اعتبرها عابرة ولم يعلق عليها آمالاً كبيرة، والبعض الآخر اعتبرها طبيعية في الجو الإيجابي الذي خيم على اللقاء بين جميع الافرقاء، فيما البعض الآخر وجدها منصة قد يبنى عليها لقاء بين الطرفين في إطار أوسع. إلا أن مصادر الطرفين حصرت النقاش في إطار الإنمائي - المناطقي خصوصاً في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات. وتأتي زيارة نائب رئيس الحكومة غسان حصباني الى بنشعي في إطار جولة الى الشمال، لتكمل ما اتفق عليه الطرفان على صعيد استمرار التواصل في ما يخص شؤون الانماء وتأمين الخدمات للمواطنين بعيداً من الخلاف السياسي.
لقاء بنشعي إيجابي جداً
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر متابعة للعلاقة بين الحزبين أن "أجواء اللقاء بين حصباني وفرنجية كانت إيجابية جداً، وجاءت مكملة للتواصل التقني على الارض بين الطرفين الذي لم يتوقف يوماً بهدف تهدئة الأجواء في زغرتا ومحيطها، حتى حين قررت القوات بدعم ترشيح عون للرئاسة ما أدى الى قطع الطريق امام فرنجية الذي كان قد وصل الى عتبة مدخل القصر الجمهوري". وأوضحت ان "التوتر الذي توقع البعض حصوله بين المردة والقوات لدعم الاخير ترشيح عون، إنما حصل بين "التيار" والمردة وحصلت المواجهة بين حلفاء الأمس وليس بين الخصوم".
لا شك في أن الخصومة بين القوات والمردة قديمة ولها ظروفها، إلا أن إصرار الطرفين على نزع فتيل أي خلاف في الشارع بين انصار الطرفين وحصره في الاطار السياسي المناطقي أعطى مثالاً في التنافس الديموقراطي كما حصل في الانتخابات البلدية الاخيرة في زغرتا.
تعاون إنمائي
ولا يمكن الحديث في هذه المرحلة عن تحالف سياسي بين "القوات" و"المردة" في ظل التباعد الكبير في الأمور الاستراتيجية. واكدت مصادر قواتية لـ "النهار" أن دردشة جعجع مع فرنجية في بعبدا انحصرت في الشأن الإنمائي والتعاون البناء. واضافت أن هذا التقاطع الذي حصل بين الرجلين في بعبدا انحصر في الشأن الانمائي في هذه المرحلة وليس في السياسة، كما هي الحال في الحكومة حيث التقت القوات في ملفات عدة مع المردة وتحديداً في ملف الكهرباء على قاعدة كل ملف في ملفه".
لا لقاء قريباً
وعن اي لقاء مشترك بين الرجلين خارج إطار اللقاء التشاوري، اعتبرت المصادر القواتية ان "المصافحة حصلت منذ زمن والتودد ظهر في مناسبات عدة، لكن اي لقاء ثنائي بينهما لن يكون له اهمية كبرى اذا لم يتمخض عنه اي ورقة مشتركة".
من المبكر الحديث عن التحالفات
وعلى صعيد التحالفات الانتخابية، يبدو انه من المبكر الحديث عن أي تحالف في الوقت الراهن. الا ان المصادر القواتية لم تستبعد اي شيء، موضحةً ان "الاحتمالات مفتوحة على كل شيء لأنه وفق الخريطة الانتخابية التي بدأت تظهر أن الانتخابات لن تخاض فقط على اساس التنافس بين فريقي 8 آذار و 14 آذار. ويبدو انه سيكون هناك خلط لجميع الأوراق، والقوات هي قوة وازنة في الشمال ويحسب لها الف حساب في كل قضاء وتمكنت في العام 2005 من وقف المد العوني من جبل لبنان الى الشمال".
أمام هذه المعطيات يبدو أن التنافس الانتخابي في دائرة البترون والكورة وزغرتا وبشري سيكون محتدماً ومفتوحاً أمام جميع الاحتمالات الانتخابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق