كما نبهنا وحذرنا وتوقعنا فإن كلام د.جعجع العالي النبرة والمفرغ من أية مفاعيل والفاقد للمصداقية لم يخيب ظننا وهو قد جاء 100% تعموياً وعاطفياً ونوستالجاوياً وموجهاً للرعية وليس للخورية..
لم يستقيل من الحكومة لأنه عاجز عن ذلك وغير مسموح له بهذا الخيار الحر وعملياً يصح في وصف وضعيته الحالية “ببكي وبروح” كما هو حال حكومة التناقضات التي دخلها على خلفية الصفقة الخطيئة.
ملاحظتنا الأولى هي أن الرجل كان منسلخاً عن الواقع الذي وضع فيه القوات ومتعامياً عن سابق تصور وتصميم عن خياره اللامبدئي والمصلحي 100% بدخول الصفقة الخطيئة ومداكشته بفجور واستكبار السيادة والمبادئ وكل البشيرية بالكراسي.
الرجل استعار خطابه من مفردات ووقائع ماضي هو نقضه ووضعه في أدراج حديدية في قلعته المعرابية واقفل عليه ولم يعد لا معاشاً ولا محترماً فيما يتعلق بخياراته وتحالفاته وخطابه وطريقة تعاطيه مع الأحرار والسياديين بعد أن فرط تجمع 14 آذار وانقلب على كل مفاعيل ثورة الأرز..
كلامه جاء ليلعب على النوستالجيا بالكامل ولم يحاكي واقع الزمن الحالي البائس حيث هو انتقل عملياً ونقل معه القوات من قاطع إلى قاطع آخر هو نقيضاً للقاطع الذي استعار ماضيه ومفرداته وتباهي وفاخر به وصوره زوراً وعدواناً وتسلبطاً على أنه من أملاكه الخاصة…مع أن الحقيقة هي غير ذلك..
أهان الحكيم في خطابه التعموي ذكاء وعقول وذاكرة اللبنانيين في كونه تعامى عن انه في الوقت الراهن متحالف مع تيار عون .. وعون متحالف مع القومي والسوري والبعثي والإيراني وحزب الله..
تعامي أنه في الحكومة في وزارات ثانوية وغير سيادية ومع هؤلاء جميعاً اللابشيريين ولا استقلاليين ولا سياديين واللا 14 آذاريين.. كما أنه غير مؤثر في الحكومة ولا يحسب له حسابأ.
إن مشهدية الاحتفال كانت مخصصة ومصممة لشخصه ومفصلة على مقاسه وفي خدمة أجندته وطموحاته اللاقواتية بما فيها بعض ما جاء في العظة من تبجيل لشخصه. .. وهذا أمر محزن ومخيب للآمال وفيه صنمية فاقعة وانحراف عن مبدأ وقاعدة التواضع والبساطة.
باختصار الخطاب لم يكن من وضعية الحاضر ولم يحاكي هذا الحاضر الاستسلامي الذي وضع د.جعجع القوات فيه مكبلة بحبال ربط النزاع وملتحفة بعباءات نفاق الواقعية.
خطاب مفرداته حاولت اللعب على خوف وعواطف ونوستالجيا المسيحيين دون أن يحقق حكيم معراب مراميه.
باعتقادنا المتواضع والشخصي نرى أن الرجل كشف عن دواخله الدفينة المغربة عن المصداقية وعرى وضعية صفقة الخطيئة اللاقواتية واللابشيرية واللامبدئية التي هو مرتكبها..
كما أن تغييب من لا يعتبره بطلاً وربما قديساً ومن لا يخضع لدكتاتورية خياراته عن الاحتفال وفي مقدمهم الدكتور فارس سعيد كشف جانباً من تكوين شخصيته الواهمة والمتعالية والناكرة للعرفان وللجميل والتي لا تعير وزنأً لكل ما هو من فضائل “البقوة”. للأسف الرجل ما عندو بقوي…
باختصار د.جعجع هو في غير القوات التي أسسها الشهيد بشير الجميل وأبو أرز، اتيان صقر وداني شمعون والأباتي نعمان وأبو روي والجبهة اللبنانية وبطرس خوند وغيرهم كثر ..
قوات جعجع لا تشبهه القوات التاريخية التي هو يحاول خطفها وضمها تسلبطاً إلى أملاكه الخاصة…
قوات جعجع هي قواته هو وهي مفصلة على مقاسه وهدفها خدمة أجندته الشخصية ..ونقطة على شي مليون سطر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق