العربية ـ أبها - مريم الجابر ـ
كشف عضو مجلس الشورى السابق، الدكتور محمد آل زلفة، عن تفاصيل تعرضه لهجوم ونقد لاذع حتى من أقرب الناس له في قريته، عندما دعا إلى مناقشة قيادة المرأة للسيارة في #السعودية قبل 12 عاماً. وأوضح آل زلفة لـ"العربية.نت" أنه من أوائل من نادوا بقيادة المرأة للسيارة عبر #مجلس_الشورى، إلا أنه وجد هجوماً وممانعة ورفضاً لرأيه حتى وصل ببعضهم بتهديده هو وعائلته.
وأشار آل زلفة إلى أن مشاكل المرأة كانت كثيرة وكبيرة جداً، ومن القضايا الشائكة وأصحاب الفكر المتشدد ركزوا بقوة على تحجيم دور المرأة منذ سنوات طويلة إلى درجة أن الحل كان في استقدام السائقين الأجانب، مع كل ما يتعرض له النساء من تحرش وتكلفة اقتصادية خاصة في ظل وجود أكثر من مليون ونصف المليون سائق.
وعن قصة عرضه لمشروع قيادة المرأة سابقاً، قال: "عرض علينا في مجلس الشورى عام 2005م نظام المرور، رغبة في تجديده، وأيضا ألمحوا لقضية السائق الأجنبي والتكاليف التي تنفق عليه، فوجدت أنه من المناسب أن نعمل دراسة تقود إلى تمكين المرأة من قيادة مركبتها، وطرحت القضية ووعدت بطرح توصية حول الموضوع، هنا بدأت الضجة الكبرى في المجلس وكيف يجرؤ على التحدث في أمر محرم ومحاط بمحاذير عدة، وكيف يطرح بمجلس الشورى، وكان مبررهم في ذلك بعدم وجود نص شرعي في ذلك وكل رفضهم بسبب سد باب الذرائع".
وأضاف: "كانوا يرفضون أن تخرج المرأة وحدها رغم أنها تخرج كل يوم لعملها ومدرستها وللسوق والمستشفى، إلا أن الهجوم لم يتوقف علي فقط بل قاموا على تأليب المجتمع مع وجود مؤيدين من المجتمع لهذه الخطوة مع أن المتشددين رغم قلتهم إلا أن أصواتهم مرتفعة، وللخروج من هذا المأزق قلت إن هذا الموضوع هو قضية "مجتمع"، فبقيت الأمور معلقة".
ومرت السنين ومن خلال تلك الزوبعة الكبيرة ومن الحس التاريخي لدى آل زلفة، قال: "قمت بجمع جميع ما كتب لدي في الصحافة حول الموضوع في مجلدين من 1300 صفحة، وهذا رصد للتاريخ حتى بعد 20 أو 100 سنة سيطلع الأجيال على كم من السنوات أضعناها من الجدل في قضية كان أن لا يكون حولها جدل".
هجوم أبناء قريته!
وتحدث آل زلفة عن قصة مقاطعة أبناء قريته له، قائلاً: "طالني الهجوم حتى في قريتي (المراغة)، بأحد رفيدة، وألبوا الناس علي، حتى إنهم طلبوا من عامل باكستاني يعمل لدي منذ 19 عاماً، بمقاطعة العمل وأخبروه أنني أدعو لقيادة المرأة، فقال لهم لا لن أقاطع وهو على حق فالمرأة في #باكستان تقود السيارة، لماذا لا تقود المرأة هنا، فقاطعوه هو الآخر".
وأضاف: "اجتمعوا مع غالبية الجماعة وقالوا إنني أسأت للقبيلة واسم العائلة وعقدوا مؤتمرا وكان به تصويت، وكان رأي الأغلبية واضح ولم يمانعوا قيادة المرأة للسيارة".
ورأى آل زلفة أن إصدار قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، سد ذرائع الغرب الذي لطالما كان يسأل أعضاء الشورى عند زيارتهم لهم، حول أسباب منعها من القيادة: "كانت قضية تلاحق الملك والوزراء والسفراء والوفود السعودية، حتى المغرضون في البلدان العربية كانوا يستغلون هذه القضية".
لن أنتقم من أحد
واعتبر آل زلفة أن السعودية أمام مشهد جديد لمشاركة المرأة وتواجدها وتمكينها، فالمرأة حريصة في أي منصب تتولاه أن تخدم مجتمعها وتشارك بالتنمية.. والمرأة تستطيع أن تقود كبداية بالحي الذي تسكنه لإيصال أبنائها للمدارس أو معالجتهم بالمستشفى أو أخذهم لقضاء مستلزماتهم من الأسواق القريبة وتخفف على زوجها الذي يكون مسافراً أو في جبهات الحروب أو حتى متوفى وليس لها من يقوم عليهم.
وقال: "ليس لدي روح للانتقامية من الذين هاجموني ولكن أقول سامحهم الله والحمد لله أن الدولة وعلماءها والعالم أيدوا وباركوا هذا القرار، وجاؤوا بأقوال تتناقض مع ما كانوا يقولونه في مبررات المنع".
قيادة زوجته للسيارة في الولايات المتحدة
عندما كان في الولايات المتحدة الأميركية، طلب آل زلفة من زوجته تعلم قيادة السيارة، نظراً لانشغاله في الجامعة وعدم قدرته على خدمة العائلة: "كانت امرأة شجاعة ووافقت وذهبت بها لمدرسة لتعلم القيادة وخلال عشرة أيام تعلمت القيادة وتفوقت وتعلمت اللغة وخرائط المنطقة واللوحات الإرشادية بسرعة، وأيضا وجدت انتقاد من السعوديين معنا والعرب".
وأضاف: "كانت زوجتي أول امرأة تقود السيارة وبعضهم قاطعني، وبعد شهر بعد أن رأوا كيف أن زوجتي حملت عني عبئا كبيرا، طلبوا مني على استحياء أن أدلهم على المدرسة التي تعلمت فيها زوجتي القيادة".
وأشار آل زلفة إلى أن عودتهم للسعودية اضطرته للاستعانة بأخيه الذي يأتي من بيشة إلى أحد رفيدة لتلبية مطالب المنزل، نظراً لانشغاله في أعماله، وسط تذمر زوجته رغم قدرتها على القيادة: "لديها رخصة صادرة عام 1975 منذ ذهبنا إلى أميركا. تقول الآن إنها ستجددها بعد قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق