العربية.نت – عهد فاضل ـ
ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حاضناً معانقاً رئيس النظام السوري بشار الأسد، في صورة شهدت رواجاً شديداً على مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كان فرصة لتعليقات تراوحت بين السخرية من الأسد أو التندر على الطريقة التي "يظهر" فيها الأسد فجأة في #روسيا، أو تحميل #الكرملين مسؤولية الدعم المقدم لرئيس النظام السوري المتهم باستعمال السلاح الكيمياوي ضد السوريين، في مناطق عدة.
وقالت الخارجية الأميركية في تعليق منها على صورة بوتين محتضناً الأسد، إننا "جميعاً شاهدنا الصورة التي تعانق فيها بوتين مع الأسد" مشيرة إلى حصول عمليات القصف بالسلاح الكيمياوي في سوريا، ومشددةً على أن ظهور بوتين مع الأسد، في هذه الصورة، يحمّل روسيا مسؤولية "تقديم المساعدة لسوريا".
وجاءت زيارة الأسد المفاجئة إلى روسيا، بعد الفيتو الـ11 الذي رفعته روسيا حماية لنظامه ومنعاً لاتخاذ تدابير في مجلس الأمن للكشف ومعاقبة الجناة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، والتي اتهم فيها نظام الأسد رسمياً عبر لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة.
إلى ذلك، فإن زيارة الأسد إلى روسيا جاءت قبل ساعات من انعقاد اجتماع "سوتشي" بين موسكو وأنقرة وطهران، والمخصص لتسوية سياسية أعلنتها روسيا دون أن تفصح عن تفاصيلها.
ويشار إلى أن زيارة الأسد إلى روسيا، سبقت انعقاد المؤتمر الموسع للمعارضة السورية والذي بدأ أعماله، الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات حادة على ظهور الأسد محتضناً بوتين، أو ظهور الأخير محتضناً الأول.
وغرّدت الكاتبة السورية غالية قباني تعليقا منها على عناق الأسد – بوتين، قائلة: "الأسد استُدعي إلى موسكو فرمى نفسه في حضن بوتين. خانني التعبير اللازم للصورة.. هل هو ملخّص لسيادة سوريا، بعد 7 سنوات؟".
إشارة قباني عن غياب "السيادة" السورية الذي يعكسه هذا الاحتضان أو العناق، عبّر عنه عرفات هنية على تويتر، بقوله: "نظرات متبادلة بين بوتين وبشار لا تفسير لها سوى السيادة الروسية على سوريا".
أما سفيان السامرائي فقد علق على زيارة الأسد إلى روسيا، واصفاً زيارة الأسد بأنها تمت من خلال "طائرة شحن عسكرية" قائلاً للأسد: "هكذا سيذكرك التاريخ بأنك مجرد إمّعة نكرة".
ولفت في كثير من التعليقات على " فيسبوك" اتفاقها مع ما ورد في "تويتر" على أن "استدعاء" الأسد على عجل، إلى روسيا، فضح تركيبة ما تبقى من نظام سوريا السياسي، إذ تمّ "جلب" الأسد جلباً "لإعلامه" بما ستقوم به روسيا "لفرض واقع سياسي" يتناسب و"مصالحها" في المنطقة، بحسب مجمل تعليقات جاءت في غالبيتها ساخرةً من احتضان بوتين للأسد "بحنان أبويّ" بحسب تغريدة للناشط السوري المعارض أحمد أبا زيد.
يذكر أن الرئيس الروسي قال إن لقاءه بالأسد كان لضمان موافقته على حل سياسي، لم يفصح بوتين عن تفاصيله. كما أنه قام بتعريف الأسد على الضباط الروس الذين ساهموا في الحرب السورية ومنعوا نظامه من السقوط.
وبدأ التدخل العسكري الروسي لصالح النظام السوري، بتاريخ 30 من شهر أيلول/سبتمبر عام 2015، عبر اتفاقية عسكرية تضمنت تقديم أرض ومطار "حميميم" العسكري مقرا للقوات العسكرية الجوية الروسية، حيث نصت الاتفاقية على عدم دخول أي من أعضاء الحكومة السورية إلى المنطقة العسكرية الروسية إلا بعد موافقة الطرف الروسي.
وتم تعديل الاتفاق العسكري بين الأسد والروس، في وقت لاحق، ليتضمن بقاء القوات العسكرية الروسية مدة خمسين عاماً قابلة للتجديد.
وتضاءل ذكر اسم جيش الأسد حتى عن وسائل إعلامه، بسبب غلبة وجود التشكيلات الأجنبية التي تقاتل في سوريا، دفاعاً عن نظامه، من مثل القوات الروسية والميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، إلى الدرجة التي قامت بها وزارة دفاعه بإصدار أمر بمنع التطرق لأي جهة عسكرية أخرى سوى جيش النظام، وكذلك فعلت وزارة إعلامه، في أمر إداري منفصل.
فقد أصدرت وزارة دفاع النظام السوري، في الشهر الماضي، ووزارة إعلامه، في الشهر الجاري، قرارين منفصلين، يطلبان فيهما، من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية العاملة في سوريا، عدم ذكر أسماء أي مجموعات مقاتلة مع النظام، وعدم ذكر ألقاب تلك المجموعات أو ألقاب قادتها. وطالب القراران السالفان، وسائل الإعلام بذكر اسم "الجيش العربي السوري" فقط، أو "القوات الرديفة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق