في إطار المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا تزامناً مع تريث رئيس الحكومة سعد الحريري يتقديم إستقالته.
إستقبل الرئيس عون رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع حيث إعتبر في تصريح بعد اللقاء أنه “في مكان ما يحاول البعض أخذ الأزمة بشكل سطحي وهذا أمر خاطئ لأننا جميعاً مع التسوية وهي كانت قائمة.” واعتبر عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا:”ان هناك مقومات للاستقرار في البلد ومن أجل الوصول الى نتيجة يجب الذهاب الى السبب العميق للأزمة ومحاولة حلّها، وكل شيء له حلّ، لكن الحلول لها مقوماتها”.
وقال:” تطرقتُ مع فخامة الرئيس الى ثلاث نقاط أساسية، وعلى الهامش تناولنا موضوع النازحين السوريين، وكان رأينا واضحاً أنه حان وقت عودتهم الى بلادهم بكل كرامة وعزة اذ يوجد حدٌّ أدنى من المناطق الآمنة التي هي آمنة مثل لبنان أو أكثر، وبالتالي لا لزوم لاستمرار بقائهم في لبنان، فمن يمكنه العودة عبر معبر “المصنع” ليس لدينا أي مشكلة، ومن لا يمكنه ذلك لأي سبب من الأسباب يستطيع العودة الى المناطق الآمنة في الشمال من خلال تركيا أو نحو المناطق الآمنة في الجنوب من خلال الأردن، لذا على لبنان وتحديداً وزارة الخارجية التنسيق مع الوكالات المعنية في الأمم المتحدة والدول المعنية بالأخص تركيا والأردن وأميركا وروسيا، ولا أعتقد أن هناك لبنانيين يختلفان حول هذا الموضوع”.
واعتبر جعجع ان “مسألة النأي بالنفس هي واقع معيوش على مستوى الشرق الأوسط الذي يعيش أزمة كبيرة، ومن المهم أن نفعل كل ما يجب فعله ليبقى لبنان بمنأى عمّا يجري في المنطقة، وعبارة “النأي بالنفس” وردت في خطاب القسم والبيان الوزاري ويجب ان تكون فعلاً أكثر منها قولاً، ولا يعتقدّنَّ أحد أن الأزمة تُحلّ فقط إذا رددنا أننا مع “النأي بالنفس” فقط، فالنأي بالنفس يعني الخروج الفعلي من أزمات المنطقة، ولا أتصور أننا كلبنانيين نطلب الكثير إذا كان مطلبنا الخروج من أزمات المنطقة، وكآراء يمكن لكلّ منا ان يكون له رأيه، فعلى سبيل المثال نحن سنستمر بالقول ان النظام في سوريا لا يمكنه أن يستمر، وهذا رأينا السياسي”.
وشدد جعجع على ان “الدولة يجب أن تكون دولة فعلية وإلا سنبقى معرضين، فموضوع سلاح حزب الله مطروح يميناً ويساراً، ولكن يمكننا أن نذهب الى مرحلة كما يُقال “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”، بحيث نؤمّن كل مقومات الاستقرار المطلوبة، فما يُمكننا أن نذهب إليه هو أن نضع كل القرار العسكري والأمني والاستراتيجي بيد الدولة اللبنانية ولاسيما أن حزب الله وكل الفرقاء متواجدون في هذه الدولة، فأين الإشكالية بذلك؟ ”
وأمل جعجع “ان نعمل جميعاً على هذه الأفكار والحلول كي نصل الى الاستقرار الفعلي الذي نريده، فنحن نؤكد مجدداً أننا مع التسوية ولكن اللّهم أن نتخلص من الثغرات التي أدت الى الأزمة الحالية”.
ورداً على سؤال، قال جعجع:” البعض مستعجل علينا للخروج من الحكومة ولكننا لن نفعل ذلك، فنحن نستقيل منها حين نشاء، والآن ما يجري هو إعادة نظر بالتسوية واذا لن يحصل هذا الأمر فسنبقى في الأزمة الراهنة”.
وأوضح أنه “في مرحلة أولى يجب وضع القرار العسكري بيد الدولة، وفي مرحلة لاحقة الكلام حول حلّ نهائي لسلاح حزب الله”.
واذ أشار الى ان “الرئيس سعد الحريري استقال وأعاد النظر بهذه الاستقالة شرط إعادة النظر بالطريقة التي كانت تحصل فيها الأمور”، أوضح جعجع ان “البعض أطلق إشاعات وأخبار مغرضة وكاذبة على القوات اللبنانية، فكثر يستطيعون المزايدة علينا في أمور عديدة إلا في المواضيع السيادية، ولكن للأسف كانت عاطفة البعض تجاه الرئيس الحريري جياشة وصاروا يتهموننا اتهامات شتى، وهنا أذكرهم أين كانوا في “7 أيار” أو لدى “حصار السرايا” وأين كنا نحن، فحين كان الرئيس الحريري رئيساً للحكومة عام 2011، فما إن وطأت قدماه “البيت الأبيض” في واشنطن حتى قاموا بإسقاطه من هنا، فإذا كانت ذاكرة البعض قصيرة، ذاكرتنا ليست كذلك، وكثر من اللبنانيين لا يملكون ذاكرة قصيرة، لذا حملاتهم مردودة، واذا كان البعض ينزعج من وجودنا في الحكومة نحن غير مزعوجين، سنستمر بكل ما نقوم به وسنطرح كل المواضيع كما نفعل دوماً بدءاً من ذهاب الوزراء الى سوريا وليس انتهاءً بقصة السفير اللبناني الذي قدم أوراق اعتماده الى الرئيس بشار الأسد، فمنذ سبع سنوات حتى اليوم لم نرَ سفيراً قدم أوراق اعتماده للأسد، واذا كان البعض غير مسرور من مواقفنا نقول له إننا مسرورون بها وسنستمر”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق