فيديو فرانس 24
نص فرانس 24
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري السبت استقالته من منصبه حاملا على إيران و"حزب الله" بشكل أساسي.
وفي خطاب بثته قناة العربية قال الحريري، المتواجد في السعودية، "أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية"، واصفا ما يعيشه لبنان حاليا بما كان سائدا ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء "في الخفاء لاستهداف حياتي".
وأتى خطاب الحريري بشكل مفاجئ وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران وبعد عام على توليه منصبه. وكان الحريري، الذي ذهب إلى السعودية الجمعة في زيارة ثانية خلال أيام، التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبدأ الحريري خطابه بتصريحات هاجم فيها كلا من إيران و"حزب الله" اللبناني، حليف طهران البارز في المنطقة. وقال إن إيران "ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن".
ووصف الحريري "حزب الله"، أحد أبرز شركائه في الحكومة، بـ"الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية". وأضاف "خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه التي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين".
ووصل الحريري، المولود في السعودية، إلى سدة رئاسة الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بموجب تسوية سياسية أتت بحليف "حزب الله" الأبرز ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية بعد عامين ونصف من الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وخاض الحريري منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاما مواجهات سياسية عدة مع دمشق و"حزب الله"، لكنه اضطر مرارا إلى التنازل لهذين الخصمين القويين.
وقال الحريري في خطابه "إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري"، مشيرا إلى أنه لمس "في الخفاء" ما يحاك "لاستهداف حياتي".
وقتل رفيق الحريري في تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت في العام 2015، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتياله عناصر من "حزب الله" بالتورط في العملية.
ويأتي خطاب الحريري بعد تصعيد كلامي من السعودية ضد إيران و"حزب الله" على لسان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي قابله قبل أيام في الرياض.
وكتب السبهان في تغريدة على موقع توتير قبل أيام "اجتماع مطول ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري واتفاق على كثير من الأمور التي تهم الشعب اللبناني الصالح وبإذن الله القادم أفضل".
استقالة "ملتبسة"
سطع نجم سعد الحريري (46 عاما) في العام 2005، زعيما سياسيا بعدما قاد فريق "قوى 14 آذار" المعادي لسوريا إلى فوز كبير في البرلمان، ساعده في ذلك التعاطف معه بعد مقتل والده، والضغط الشعبي الذي تلاه وساهم في إخراج الجيش السوري من لبنان بعد نحو ثلاثين سنة من تواجده فيه.
وترأس الحريري الحكومة العام الماضي للمرة الثانية. وكانت المرة الأولى بين 2009 و2011 حين ترأس حكومة وحدة وطنية ضمت معظم الأطراف اللبنانية، وأسقطها حزب الله وحلفاؤه وعلى رأسهم ميشال عون بسحب وزرائهم منها.
وشكلت استقالة الحريري مفاجأة للأطراف اللبنانية، إن كان من حلفائه أو خصومه السياسيين.
وسارعت رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى إصدار بيان، قالت فيه إن الحريري اتصل هاتفيا بعون لإعلامه بالاستقالة. وأضافت الرئاسة أن "الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه".
وكتب النائب وليد جنبلاط، المقرب من الحريري، في تغريدة على تويتر "بصراحة فإن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة".
وفي إشارة واضحة إلى العلاقة بين استقالة الحريري والتوتر السعودي الإيراني، كتب جنبلاط "كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران".
وفي أول تعليق من التيار الوطني الحر، الذي كان يرأسه عون ويعد من أبرز حلفاء حزب الله، قال وزير العدل سليم جريصاتي في تغريدة "إن استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في أربعة: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون".
فرانس24/أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق