أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه "لدينا ثوابت في تحالفاتنا وصداقاتنا الإقليمية، ومؤمنون بعلاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج والعالم العربي، وهذا أمر لن نحيد عنه"، مشددا على أنه سيتابع موضوع الالتزام بسياسة النأي بالنفس وسيكون "أول من ينتقد أي خروج عن هذا الالتزام".
كلام الرئيس الحريري جاء خلال استقباله مساء أمس في "بيت الوسط" حشدا من عائلات اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، وقال: "للمرة الأولى يتخذ قرار بالنأي بالنفس في مجلس الوزراء، بعدما كان الأمر يقتصر في السابق على بيانات ونتائج حوارات، أما اليوم فكل المكونات السياسية التزمت بقرار مجلس الوزراء بالنأي بالنفس، وهذا ما يميزه عن كل ما صدر في السابق بهذا الشأن. وسبق أن أعلنت أن سعد الحريري سيكون أول من ينتقد أي خروج عن هذا الالتزام. وقد حصلت تصريحات من هنا وخروقات من هناك، وأنا أعلن أننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع أي تصرف من هذا القبيل. كما أن الدولة ستقوم بكل ما يلزم وعلى الجميع أن يتعاون، وإلا سنظهر للعلن من يريد مصلحة لبنان ومن يريد الإضرار بلبنان".
أضاف: "نشهد اليوم تركيزا على بعض حلفائنا، سواء كان القوات اللبنانية أو الكتائب، لكني أرى أن الإعلام يضخم الأمور أكثر مما يفترض. نحن لدينا علاقات جيدة مع القوات، بالتأكيد نتمنى أن تكون أفضل، وهم أيضا يتمنون ذلك، هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح وسيصار إلى ذلك".
وتابع: "نعيش اليوم في منطقة مشتعلة، وآخر مظاهر هذه الحرائق إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة إسرائيل، فهل يجب علينا في مثل هذه الظروف أن نتعقل أم أن نتخذ السياسات الهوجاء ونحرض الناس على الخلاف؟".
وقال: "من يظن أن الحرب في سوريا انتهت فهو مخطئ، والشعب السوري لم يخسر بل هو سينتصر عاجلا أم آجلا. ومن يظن أننا ضعفاء فهو أيضا مخطئ، فعلى مدى الـ12 سنة الماضية كان كل التركيز على تدمير تيار المستقبل وسعد الحريري ومشروع رفيق الحريري، حتى أن البعض خرج عن مسارنا وعمل لمصلحته وهدفه الأساسي كان تدمير هذا البيت، وكل ذلك لأننا أقوياء".
أضاف: "نحن نرى أن الانتخابات النيابية المقبلة ستكون بين خطين: من يريد الاستقرار والأمن والاقتصاد ومن يريد فقط الصراخ والمزايدة على سعد الحريري لتحصيل مكاسب بعيدة المنال. هناك من يتحدث باسم مسيرة رفيق الحريري وهم لم يكونوا لحظة جزءا من هذه المسيرة بل كانوا جزءا من المستزلمين للوصول إلى المناصب".
وأعلن الرئيس الحريري عن سلسلة مشاريع للعاصمة ستنفذ بالتعاون مع بلدية بيروت وهي تشمل تزويد العاصمة بالكهرباء 24 على 24 ساعة وحل مشكلة النفايات ووضع خطة لتنظيم السير وتأهيل الكورنيش البحري وإقامة المدارس، واعدا أهالي بيروت بإنجاز هذه المشاريع خلال العام المقبل، كما وعد بعقد سلسلة اجتماعات خلال الأسبوع المقبل لحل أزمة المياه في بيروت.
وختم الرئيس الحريري قائلا: "نحن الآن مقبلون على انتخابات نيابية في شهر أيار إن شاء الله، ونأمل أن يحصل التغيير نحو الأفضل وتختارون من يخدم أهل بيروت والمواطن البيروتي ويعمل لمصلحة العاصمة ولبنان".
يموت
وكان اللقاء استهل بكلمة لرئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت أعرب فيها عن "تأييد أبناء بيروت لنهج الرئيس الحريري وقناعتهم بأن لبنان أولا وبصوابية قرار الناي بالنفس والحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية ورفض إلحاق لبنان بأي محور إقليمي أو دولي مع المحافظة على دور لبنان العربي".
وتوجه إلى الرئيس الحريري بالقول: "عندما حملت راية الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005 أحببناك لأنك سعد رفيق الحريري، ولكن عندما خضنا معك معارك الكرامة وبناء دولة القانون والمؤسسات وآخرها أم التجارب في 4 تشرين الثاني 2017 أصبحنا نحبك لأنك سعد الحريري".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق