بي بي سي ـ
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ووصف ترامب هذا التحرك بأنه "خطوة متأخرة جدا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون.
وقال ترامب من البيت الأبيض إنه يرى أن هذا التحرك يصب في مصلحة الولايات المتحدة ومسعى تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
وردا على الإعلان، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذا يوم تاريخي، وأن إسرائيل ممتنة جدا لترامب.
وتعهد نتنياهو بالحفاظ على الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس.
وبالمقابل، انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطوة، معتبرا أنها تمثل "إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام".
كما حذر عباس من أن الخطوة "تصب في خدمة الجماعات المتطرفة" في المنطقة.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية أن قرار ترامب "سيفتح أبواب جهنم على المصالح الأمريكية.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بأنها جزء من إسرائيل.
وجاء قرار ترامب بالرغم من اعتراضات حكومات في العالم الإسلامي، بينها حلفاء للولايات المتحدة.
وقال ملك السعودية أمس إن نقل السفارة الأمريكية أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "يشكل استفزازا شديدا للمسلمين في كل أنحاء العالم".
لكن بنقل السفارة، يوفي ترامب بتعهد ألزم نفسه به أثناء حملته في سباق الرئاسة الأمريكية.
وقال ترامب في خطابه "اليوم أنا أوفي".
كما اعتبر أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "ليس أكثر أو أقل من إقرار بالواقع"، مضيفا "إنه كذلك الأمر الصواب".
ودعا كافة الأطراف إلى "الحفاظ على الوضع القائم في المواقع المقدسة في القدس".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في بيان لاحق إن الولايات المتحدة "ستبدأ على الفور عملية تطبيق" خطة ترامب بنقل السفارة إلى القدس.
ويعتبر قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ارتدادا عن سياسة اتبعتها الولايات المتحدة لعشرات السنين، واختلافا حادا عن رؤية باقي المجتمع الدولي بشأن وضع المدينة.
ويطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. ووفقا لاتفاقية السلام الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 1993، فإن الوضع النهائي للقدس يجب بحثه في المراحل الأخيرة من عملية السلام.
ولم تنل السيادة الإسرائيلية على القدس بأي اعتراف دولي، وحتى الآن أبقت كل الدول سفاراتها في تل أبيب.
وتعقيبا على الإعلان، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس إن هذه "لحظة قلق بالغ".
وأضاف "لا يوجد بديل عن حل الدولتين. لا توجد خطة بديلة".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لا يؤيد الخطوة، داعيا في الوقت نفسه إلى الهدوء.
ومن جهتها، اعتبرت الحكومة الأردنية أن قرار ترامب يمثل "خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
بدورها، أعربت الحكومة المصرية عن استنكارها لقرار ترامب. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن القرار "يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية"، وأعربت عن "قلق مصر البالغ" من التداعيات المحتملة على استقرار المنطقة ومستقبل عملية السلام.
وفي تركيا، تجمع متظاهرون خارج القنصلية الأمريكية في مدينة إسطنبول. ووصف وزير الخارجية التركي القرار الأمريكي بأنه "غير مسؤول".
وانتقدت إيران بشدة الخطوة الأمريكية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية "هذا القرار سوف يستفز المسلمين ويغذي لهيب انتفاضة جديدة ويزيد التطرف والغضب والسلوكيات العنيفة التي يجب أن تئل عنها هذه الدولة (الولايات المتحدة) والنظام الصهيوني".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق