عباس الصباغ المصدر: "النهار"
لم يخالف المتظاهرون امام #السفارة_الاميركية في عوكر التوقعات التي كانت تتحدث عن صدامات مع القوى الامنية، إذ سرعان ما اندلعت اعمال شغب في ساحة عوكر التي تبعد نحو كيلومترين عن مبنى السفارة الاميركية بعد انتهاء تظاهرة "الجماعة الاسلامية" و"هيئة علماء المسلمين" ومشايخ فلسطينيين بعدما حاول بعض المقنّعين اجتياز الحاجز الشائك الذي اقامته القوى الامنية. ولم تنفع التمنيات والطلبات التي صدرت عن قيادة الجيش والاجهزة الامنية بالحفاظ على سلمية التحرك الاحتجاجي على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. واسفرت المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية عن اصابات وحالات اغماء في صفوف الجانبين، وعمل منظمو التظاهرة على تهدئة الامور.
لكن هل التعبير عن الرفض لقرار #ترامب يستوجب الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة والعبث بزينة الميلاد؟ عدا انه في كل مرة يتظاهر المحتجون قرب السفارة الاميركية يتكبد سكان المنطقة الخسائر من دون اي مبرر.
اعمال الشغب تجددت مع وصول التظاهرة الثانية التي نظمتها الاحزاب اليسارية والناصرية والقومية اللبنانية والفلسطينية. وتدحرجت المواجهات مع تمكن بعض المحتجين من اقتلاع البوابة الحديد التي وضعتها القوى الامنية لمنع المتظاهرين من التقدم في اتجاه مبنى السفارة، واطلقت القنابل المسيلة للدموع بعدما اخفقت خراطيم المياه في إبعاد الغاضبين. وسُجلت حالات اغماء كثيرة في اوساط المتظاهرين والصحافيين الذين احتشدوا لتغطية الحدث.
كر وفر واحراق اطارات ونفايات
عمليات الكر والفر تواصلت لساعات بين المتظاهرين والقوى الامنية، واحضر بعض الشبان الاطارات المطاط واحرقوها، وكذلك احرقوا حاويات النفايات، ولاحقاً مجسّماً يمثل الرئيس ترامب ورفعوا العلم الفلسطيني على الاسلاك الشائكة بعدما حاولوا ازالة الشريط الذي يمنع اقترابهم من السفارة (يبعد اكثر من كيلومتر عن مبنى السفارة)، كما رشقوا قوى الامن بزجاجات المياه والحجارة، لتردّ الاخيرة بإطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
ولوحظت مشاركة واسعة لابناء المخيمات الفلسطينية من الجنوب وبيروت والشمال، اعربوا عن رفضهم للقرار الاميركي منتقدين المواقف التي صدرت بعده ووصفوها بالمتخاذلة.
وبعد هدوء لفترة وجيزة، تجددت المواجهات على رغم اصرار القيّمين على التظاهرة على ابقائها سلمية، الا ان بعضهم اصروا على تجاوز الشريط الشائك وعاودوا رشق القوى الامنية بالزجاجات الفارغة والحجارة وإشعال النار في مستوعبات النفايات لتعود القوى الامنية وتطلق القنابل المسيلة للدموع، وتفتح سيارات الدفاع المدني خراطيم المياه في اتجاه المتظاهرين لتفريقهم.
واستقدمت تعزيزات الى ساحة المواجهة بمشاركة فرقة من مكافحة الشغب التابعة لقوى الامن الداخلي، علما انه تم قطع كل الطرق المؤدية الى السفارة الاميركية. وشهدت المنطقة زحمة سير خانقة.
ولاحقاً عاد الهدوء مع استمرار اشتعال الاطارات، والقى عدد من الرؤساء والقياديين في الاحزاب اليسارية والناصرية والفصائل الفلسطينية كلمات اجمعت على رفض القرار الاميركي وضرورة استدعاء السفراء الاميركيين في الدول العربية للاحتجاج ولرفض قرار ترامب، وطالب آخرون بطرد هؤلاء السفراء.
وكان آلاف من المحتجين من اليساريين والاسلاميين وشخصيات سياسية ودينية، احتشدوا قرب السفارة في عوكر على وقع الاناشيد الثورية، رافعين شعارات تحاكي هوية مدينة #القدس العربية والفلسطينية، ومرددين هتافات منددة بالإدارة الأميركية ومواقفها. وحمل المتظاهرون الرايات الاسلامية وصور القدس والاعلام الفلسطينية واللبنانية والايرانية والجزائرية، وكذلك رايات الحزب الشيوعي و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي و"المرابطون" وغيرها من رايات المشاركين في التظاهرتين.
وقال رئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ بسام كايد خلال التظاهرة الاولى ان "هذه الفعالية تعبير عن الغضب من انحياز الإدارة الأميركية الفاضح إلى العدو الإسرائيلي، وهو محاولة لالتهام الحقوق الفلسطينية والنيل من المقدسات لاسيما المسجد الأقصى المبارك".
بدوره لفت الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب خلال التظاهرة الثانية الى "أننا من لبنان المقاومة إلى كل الشعوب في العالم ندعوكم للوقوف إلى جانب فلسطين وشعبها بكل الامكانات". وأضاف أن "الولايات المتحدة هي رأس الإرهاب العالمي الذي يجب مقاومته وعدوة فلسطين وقضيتها وهي عدوة الشعوب التواقة إلى الحرية والتحرير من الظلم والتبعية وانها الراعي الأول للكيان الصهيوني".
ودعا إلى "إطلاق صرخة مدوية الى كل الشعوب بأن لا تتركوا الشعب الفلسطيني وحيداً"، مشدداً على أنه "يجب إقفال السفارة الاميركية في بيروت".
وأشار إلى أن "التظاهرة هي لتوجيه تحية اجلال واكبار للجرحى والشهداء في كل مدينة وقرية في الداخل الفلسطيني"، معتبراً أن "قرار ترامب ما كان ليصدر لولا تواطؤ أنظمة عربية في مقدمها السعودية بشخص ولي العهد محمد بن سلمان".( (...
وكانت كلمات لعدد من المشاركين في التظاهرة اكدت رفض الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وبعد نحو 3 ساعات على التظاهر واعمال الشغب اعلن المنظمون انتهاء التظاهرة وعملت القوى الامنية على اخلاء المكان بالقوة من عدد قليل من الغاضبين الذين رشقوها بالحجارة، ما دفعها الى توقيف عدد منهم وما لبثت ان اطلقت بعضهم لاحقاً.
وفي سياق متصل، اعرب عدد من اصحاب المحال التجارية والمقاهي وسكان المنطقة التي حصلت فيها اعمال الشغب عن اسفهم لما جرى، وسألوا عن سبب تحميلهم الخسائر بسبب تلك التحركات، علماً انهم كانوا في كل مرة يدفعون ثمن تلك الاحتجاجات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق