بي بي سي ـ
قالت إسرائيل إنها ألحقت أضرارا بالغة بأنظمة الدفاع السورية بعدما أُسقطت طائرة مقاتلة لها فوق سوريا.
وقال الجنرال البارز في سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، إن الرد كان "أقوى هجوم" من نوعه ضد سوريا منذ حرب لبنان عام 1982.
وتقول إسرائيل إن إسقاط طائرتها، وهي من نوع إف-16، وقع خلال مهمة في أعقاب إطلاق طائرة دون طيار إيرانية داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقفز الطياران من المقاتلة الإسرائيلية بمظليتهما قبل تحطمها شمال إسرائيل، فيما تقول إسرائيل إنها ردت بموجة هجمات على أهداف عسكرية سورية وأخرى إيرانية في سوريا.
وفي وقت لاحق، السبت، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعا مع قياداته العسكرية.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تريد السلام لكنها ستدافع عن نفسها "ضد أي هجمات تستهدفها أو أي محاولة لإيران لإنشاء كيان لها ضدنا في سوريا."
يقول الجيش الإسرائيلي إن مروحية قتالية اعترضت بنجاح طائرة إيرانية من دون طيار انطلقت من سوريا وتسللت إلى إسرائيل، ونشر الجيش، عبر حسابه بموقع تويتر، صورا قال إنها تظهر الطائرة تحلق في المجال الجوي الإسرائيلي قبل إسقاطها.
وبعد ذلك أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها استهدفت "أهدافا إيرانية داخل سوريا".
ودوى صوت صفارات الإنذار شمالي إسرائيل وفي مرتفعات الجولان، بعد إطلاق المضادت الجوية السورية.
وسمع سكان محليون عددا من الانفجارات وقصفا جويا مكثفا في المنطقة القريبة من الحدود الإسرائيلية السورية الأردنية.
بماذا ردت إسرائيل؟
شنّت إسرائيل موجة ثانية من الهجمات على سوريا. وقال المتحدث باسم الجيش، جوناثان كونريكس، إن ثمانية من الأهداف التي ضُربت في سوريا تعود إلى الفرقة السورية الرابعة المتمركزة بالقرب من دمشق.
ولم يصب أي من الطائرات الإسرائيلية التي شاركت في هذه الغارة.
وأضاف كونريكس: "لا نرغب في تصعيد الوضع."
وتنفي سوريا وحليفتها إيران أن تكون الطائرة دون طيار قد دخلت إسرائيل.
وأعربت روسيا عن "قلقها الشديد" إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
ما هو الوجود الإيراني في سوريا؟
تدعم إيران، إلى جانب روسيا، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تقاتل قواته المعارضة المسلحة منذ 2011.
ونقلت بي بي سي في نوفمبر/ تشرين الثاني عن مصادر استخباراتية قولها إن إيران تقيم قاعدة عسكرية دائمة في سوريا.
ونبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن بلده "لن يسمح بحدوث ذلك".
وتواجه إيران اتهامات بأنها لا تسعى إلى توسيع النفوذ الشيعي فحسب، بل تريد فتح طريق للإمدادات من إيران لحزب الله اللبناني.
تحليل: جوناثان ماركوس مراسل بي بي سي للشؤون الديبلوماسية
تشن إسرائيل منذ سنوات غارات جوية على مخازن للأسلحة ومنشآت أخرى بهدف منع وصول الصواريخ الإيرانية إلى حزب الله اللبناني.
وتعد سوريا معبرا لشحنات الأسلحة الإيرانية لحزب الله. ولكن موازين القوة تغيرت الآن، إذ أصبح الرئيس السوري، بشار الأسد، أكثر تأثيرا بفضل الدعم الإيراني.
وأصبح دور إيران مباشرا في الأزمة، إذ تتهمها إسرائيل بإقامة قاعدة عسكرية في سوريا إما لفائدتها إو لفائدة مليشيا حزب الله المؤيدية لها.
لكن يعتقد أنها تقيم أيضا مصانع للصواريخ في سوريا وفي لبنان، من أجل تأمين الأسلحة لحزب الله.
وأصبح الآن منع وصول الأسلحة الإيرانية لحزب الله مسألة معقدة بالنسبة لإسرائيل، لأن إيران لها دور مباشر في الأزمة على حدودها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق