أم تي في ـ
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل، لا يخفي عدد كبير من المواطنين جهلهم التام لما يعتبرونه "قانون الانتخاب" غير المفهوم والمعقّد، خصوصا مع ما بات يعرف بـ"الصوت التفضيلي". إلا ان "الدولية للمعلومات" نشرت توضيحا للقانون يظهر ان القانون بسيط رغم الملاحظات الكثيرة التي تشوبه، وشرحت للمواطن كيف سينتخب. وفي ما يأتي سنوضح بطريقة عملية وبسيطة كيف ستجري العملية الانتخابية.
أولا: الاقتراع سيتمّ بالهوية وجواز السفر الذي يفترض ان يكون صالحا.
ثانيا: اوراق الاقتراع لن يوزّعها المرشح على الناخبين كما جرت العادة، بل وزارة الداخلية ستحضّر الأوراق وستكون موجودة فقط داخل قلم الاقتراع.
ثالثا: ستكون اللوائح الانتخابية معروفة قبل 40 يوما من موعد الاقتراع، وعندما يتمّ تسجيلها في الوزارة يصبح مستحيلا إدخال أي تغيير عليها.
أما في ما يخصّ عملية الاقتراع:
عندما يدخل الناخب إلى قلم الاقتراع، عليه ان يضع علامة "صح" داخل المربع امام اللائحة التي اختارها، وعلامة "صح" داخل المربع امام المرشح الذي اختاره ضمن اللائحة ذاتها. وإذا ترك الناخب اللائحة من دون وضع أي علامات، فعندها ستحتسب ورقة بيضاء.
وإذا وضع الناخب علامة "صح" امام المرشح فقط، يحتسب صوت تفضيلي للمرشح وصوت لللائحة، اما إذا وضع علامة "صح" امام لائحتين فعندها تكون الورقة ملغاة، كذلك إذا وضع الناخب صوتين تفضيليين يلغى الصوتان ويحتسب التصويت للائحة فقط.
اما في حال وضع الناخب صوتا للائحة وصوتا تفضيليا لمرشح في لائحة اخرى، فيلغى الصوت التفضيلي ويبقى الصوت للائحة.
وما على الناخبين معرفته هو أن:
- الصوت التفضيلي غير مرتبط بالطائفة إنما بالقضاء، ما يعني أن الناخب في جبيل يقترع للائحة من جبيل وكسروان، فيما الصوت التفضيلي يكون لواحد من مرشحي جبيل الـ3. وإذا كان الناخب من كسروان يكون الصوت التفضيلي لمرشح واحد من 5 مرشحين في كسروان.
- النسبية تعني ان كل لائحة تفوز بعدد من المقاعد نسبة لعدد الأصوات التي حصلت عليها.
ولفهم ما تقدّم، سنقدّم مثالا عن دائرة جبيل وكسروان:
- عدد نواب دائرة جبيل وكسروان: 8 (3 لجبيل و5 لكسروان)
- عدد الناخبين المسجلين: 175 ألف ناخب يمكن ان يقترع منهم 120 ألفا
لمعرفة كيفية احتساب الحاصل الانتخابي، يتمّ قسم عدد المقترعين (120 ألفا) على عدد المقاعد (8)، فيكون الحاصل 15 ألفا، ما يعني ان كل لائحة تحصل على 15 ألف صوت تحصل على مقعد.
وعليه يمكن أن تكون المنافسة في هذه الدائرة بين ثلاث لوائح، على الشكل الآتي:
لائحة A: ٦٠ الف صوت
لائحة B: ٥٠ الف صوت
لائحة C: ١٠ آلاف صوت
ونتيجة لذلك، وبما ان اللائحة C حصلت على أقل من الحاصل الانتخابي، أي على أقل من 15 ألف صوت، فهي ستخرج حتما من المنافسة كما ستحذف أصواتها أيضا. ويصبح بالتالي عدد المقترعين 110 آلاف بعد حذف 10 آلاف ناخب من أصل 120 ألفا.
وامام هذه المعادلة، يتمّ احتساب الحاصل الانتخابي من جديد، ليصبح على الشكل التالي: 110000 / 8 = 13750
مما يعني ان كل لائحة تحصل على 13750 صوتا تحصل على مقعد.
ومن هذا المنطلق، يصبح عدد مقاعد كل لائحة على الشكل التالي:
لائحة A: 60000 صوت / 13750 = 4.3 ) ما يعني 4 مقاعد)
لائحة B: 50000 صوت / 13750= 3.6 (ما يعني 3 مقاعد)
ويبقى مقعد واحد غير موزّع يعود إلى اللائحة B كونها حصلت على الكسر الأكبر (0.6 أكبر من 0.3). وهكذا تحصل اللائحتان على نفس عدد المقاعد بالرغم من أن الفارق بينهما هو 10 آلاف صوت.
أما في ما يخصّ الصوت التفضيلي، فهكذا يُحتسب:
يحدّد الصوت التفضيلي من يفوز من المرشحين في كل لائحة، كما انه يشكّل منافسة بين المرشحين داخل اللائحة الواحدة خصوصا إذا كانوا من مذهب واحد.
يتمّ جمع الأصوات التفضيلية التي حصل عليها المرشحون الستة من اللائحتين في جبيل، وبعدها يُقسم عدد الأصوات الذي حصل عليه كل مرشح في كسروان على هذا المجموع. والأمر نفسه ينطبق على كسروان، إذ يُجمع عدد الأصوات الذي حصل عليه المرشحون الـ10 في كسروان، وبعدها يُقسم عدد الأصوات الذي حصل عليه كل مرشح في كسروان على هذا المجموع.
وبعد الانتهاء من هذه العملية، يتم وضع جميع المرشحين الـ16 في لائحة واحدة من النسبة الأعلى إلى النسبة الأدنى بمعزل عن اللائحة أو الطائفة، ويفوز تباعا كل من ينال أعلى نسبة حتى تستوفي كل لائحة حصتها أو يتم شغل المقعد لكل طائفة.
وقد يحدث أن يفوز مرشح من طائفة معيّنة حصل على عدد أقل من الأصوات من مرشح آخر من الطائفة ذاتها لأن في لائحته مقاعد شاغرة، بينما أقفلت اللائحة في وجه المرشح الآخر لأن هناك مرشحون أقوياء سبقوه إلى شغل المقاعد المخصّصة لتلك اللائحة والطائفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق