النهار ـ
أكد الزعماء العرب في البيان الختامي للدورة الـ29 للقمة العربية التي انعقدت في مدينة الظهران بشرق المملكة العربية السعودية "بطلان وعدم شرعية" قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعهدوا الاستمرار في تقديم الدعم اللازم لنصرة القضية الفلسطينية، مع التشديد على أهمية تحقيق السلام "الشامل والدائم" مع تل أبيب.
ودعا البيان الأطراف الاقليميين الى الامتناع عن تسليح الميليشيات المسلحة داخل الدول العربية.
وإلى رفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بالقدس، أعرب البيان عن "الوقوف بجانب الشعب الفسطيني لنيل حقوقه المشروعة"، مبرزاً "ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لحماية الفلسطينيين، وضرورة استئناف المفاوضات".
كما أكد الزعماء العرب أهمية السلام كخيار "إستراتيجي" في الشرق الأوسط على أساس مبادرة السلام العربية. ودعوا إلى العمل "على تسريع آليات العمل العربي المشترك"، و"عمل كل ما يلزم لتحصين أمننا من الإرهاب وصيانة أمننا العربي"، إلى "دعوة داعمي الميليشيات إلى التوقف عن ممارساتها".
الغرب يتوعد الأسد مجدداً إذا كرّر استخدام الكيميائي وبوتين يحذّر من فوضى في العلاقات الدولية
ماذا بعد الضربة وأي تداعيات لبنانياً؟
وقررت القمة "التصدي بحزم لكل التدخلات الإقليمية في شؤون دولنا العربية"، وطالبت إيران بالكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوّض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونددت القمة بـ"أشد العبارات" بما تعرضت له السعوددية من "استهداف لأمنها عبر إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية 119 صاروخاً باليستياً" على أهداف مختلفة في المملكة.
وأعلنت "ضرورة ايجاد حل سياسي ينهي الازمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة العدوان، وبما يحفظ وحدة سوريا، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع الجماعات الارهابية فيها، استناداً الى مخرجات جنيف (1) وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الامن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254 لعام 2015".
وقرر الحاضرون عقد الدورة العادية الـ30 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في تونس خلال آذار 2019، وذلك بعدما أبدى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي استعداد بلاده لاستضافة القمة اثر اعتذار البحرين.
الملك سلمان
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن رفض قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، قائلاً: "نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس".
وإلى قضية القدس، ركّز الملك سلمان في كلمته على رفض سياسات إيران حيال العالم العربي، منددا "بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية". وأضاف: "نرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية". وحمّل جماعة الحوثي في اليمن المسؤولية عن استمرار الأزمة اليمنية.
وأعلن الملك سلمان تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لدعم الاوقاف الاسلامية في القدس، وتبرعات اضافية بقيمة 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا".
عباس
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقال في كلمته إن "اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق صريح للقانون الدولي وانتكاسة كبرى رفضتها غالبية دول العالم".
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لإعلان فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، كما أهاب "بالأشقاء الوقوف وقفة واحدة لنحول دون وصول إسرائيل إلى عضوية مجلس الأمن".
وتطرق العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين رئيس الدورة السابقة للقمة العربية إلى قضية القدس، فتحدث عن "الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس".
وتحدث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته عن "خلافات تعصف بعالمنا العربي وتمثل تحدياً لنا جميعاً". وأشار إلى الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سوريا فجر السبت، ورأى أنها "جاءت نتيجة عجز المجتمع الدولي عن حل الأزمة السورية".
وأفادت وكالة "الأسوشيتد برس"، أن مقر انعقاد القمة انتقل من الرياض إلى الظهران بسبب مخاوف من خطر الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من الأراضي اليمنية.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن القمة العربية تستنكر استخدام أسلحة كيميائية في سوريا وتدعو إلى تحقيق دولي.
وشارك في القمة 17 زعيما ورئيس حكومة، وثلاثة مسؤولين آخرين مثلوا الجزائر والمغرب وسلطنة عمان، بينما تمثلت قطر التي قطعت السعودية علاقاتها معها في حزيران الماضي بمندوبها الدائم في جامعة الدول العربية. ولا تحضر سوريا بفعل تعليق عضويتها في الجامعة العربية.
وكان الغائب الأكبر عن القمة هو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي لم يشارك فيها لأسباب سياسية تتعلق بقطع السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها مع بلاده على خلفية اتهامها بدعم تنظيمات "ارهابية" في المنطقة، الامر الذي تنفيه الدوحة. لكن الأزمة الديبلوماسية هذه لم تدرج على جدول أعمال القمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق