بي بي سي ـ
اتهمت وزارة الدفاع الروسية صراحة بريطانيا بالمشاركة في ما سمته "فبركة" الهجوم الكيميائي المشتبه به سوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف في كلمة متلفزة "لدينا ... دليل يثبت أن بريطانيا ضالعة بشكل مباشر في تنظيم هذا الاستفزاز".
وجاء هذا التصريح في أعقاب قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن لدى موسكو "دليلا دامغا" على أن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا (مسرحية) أعدتها أجهزة استخباراتية أجنبية.
وقالت الولايات المتحدة وفرنسا إن لديهما دليلا على وقوع الهجوم الكيميائي، وإنهما تنظران، إلى جانب بريطانيا، في القيام بعمل عسكري ضد سوريا.
وقد حذرت روسيا، حليف سوريا الرئيسي، الولايات المتحدة من أن تنفيذ ضربات جوية قد يقود إلى خطر حرب جديدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش متحدثا في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا إن الشرق الأوسط "في حالة فوضى" وقد عادت الحرب الباردة مصحوبة بنزعة ثأر.
وحض كل أطراف النزاع بشأن سوريا على التصرف بمسؤولية فيما وصفه بـ "هذه الأوضاع الخطرة".
وحذر من أن المواجهة بين الغرب وروسيا قد تصل بسرعة إلى نقطة اللاعودة.
وأضاف أن "زيادة التوتر وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط بشأن تأسيس آلية للمحاسبة تهدد بتصعيد عسكري شامل".
وفي غضون ذلك، توجهت مجموعة من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا للتحقق بشأن الهجوم المزعوم في الغوطة الشرقية، ومن المتوقع انتشارهم في المنطقة يوم السبت.
وشدد لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو الجمعة على القول: "لدينا دليل دامغ على أن ذلك كان مسرحية جديدة، شاركت في إخراجها أجهزة استخبارية لدولة معينة تقف الآن في مقدمة الحملة المعادية لروسيا".
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله ألا تتكرر أحداث ليبيا والعراق في الصراع السوري.
وقال:"إن أصغر خطأ في الحسابات في سوريا قد يؤدي إلى موجات جديدة من المهاجرين كما أن الإنذارات والتهديدات لا تخدم الحوار".
وأضاف لافروف قائلا إن روسيا والولايات المتحدة تستخدمان قنوات الاتصال بينهما فيما يتعلق بسوريا.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في أجتماع مجلس الأمن إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تهتم فقط بالإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد وتحجيم دور روسيا.
وأضاف "نلاحظ مواصلة استعدادات عسكرية خطيرة لعمل عسكري غير مشروع ضد دولة ذات سيادة، الأمر الذي سيمثل انتهاكا للقانون الدولي".
وألقت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في الاجتماع نفسه باللائمة على روسيا في استمرار استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقالت هيلي إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الرئيس الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية 50 مرة على الأقل في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
وتشير تقارير إلى أن قوى الغرب تجهز لضربات جوية على سوريا، وهو ما ترفضه روسيا، الحليف الأول للنظام السوري.
وكان نيبينزيا قال "لسوء الحظ، لا يمكننا استبعاد أي من الاحتمالات القائمة،" وذلك أثناء الإجابة عن أسئلة الصحفيين عقب اجتماع خاص طارئ سابق لمجلس الأمن بشأن سوريا. كما نوه إلى أن "خطر التصعيد" قائم بسبب الوجود العسكري الروسي في سوريا.
وحذر عدد من كبار المسؤولين في روسيا، من بينهم قائد الجيش، من أن الدفاعات الروسية سوف تُسقط الصواريخ الأمريكية وتستهدف مواقع إطلاقها حال تشكيلها خطر على القوات الروسية في سوريا.
ومن الجانب الأمريكي، قال البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية مستمرة في تقييم ما لديها من معلومات استخباراتية، والتشاور مع حلفائها حول طريقة الرد.
لماذا يفكر الغرب في إجراء عسكري؟
دعت قوى الغرب إلى عمل عسكري في سوريا بعد " يوم السبت الماضي، الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص، وفقا لنشطاء من المعارضة السورية، وفرق الإنقاذ، ومصادر طبية.
ويُعتقد أن الأراضي السورية شهدت هجمات كيميائية قبل هجوم السبت الماضي. وكانت القوات الأمريكية قد نفذت ضربة انتقامية العام الماضي ردا على أحد هذه الهجمات الكيميائية التي قيل إنها استهدفت مدينة خان شيخون السورية.
ونفت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، التي تتلقى دعما عسكريا من روسيا، مسؤوليتها عن أية هجمات كيميائية. كما وصفت التقارير عن الهجوم المزعوم بأنها "مفبركة".
اقرأ أيضا: زعماء الغرب يبحثون العمل العسكري ردا على "الهجوم الكيميائي" في سوريا
هل هناك أدلة على شن هجوم كيميائي؟
قال مركز توثيق الانتهاكات، الذي يوثق الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي في سوريا، إن جثامين ضحايا هجوم دوما ظهرت عليها بعض العلامات، مثل خروج الزبد من الأفواه، وأجزاء مكشوفة من البشرة، وحروف في العيون.
هناك اتفاق بين زعماء الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا على ضرورة الرد على "الهجوم الكيميائي الأخير" في سوريا
وقال مسؤولون أمريكيون الخميس الماضي إن فحص عينات من الضحايا أظهر نتيجة إيجابية للتعرض لغاز الكلور، وغاز أعصاب آخر.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن لديه "أدلة" على أن الحكومة السورية شنت هجوما على دوما بأسلحة ، لكنه لم يدل بالمزيد من التفاصيل.
واتفق أعضاء الحكومة البريطانية على أن هناك "احتمال قوي" لأن يكون نظام الأسد مسؤولا عن الهجوم المزعوم، مؤكدين أن استخدام الأسلحة الكيميائية لا يمكن أن "يمر دون رد".
واتفقت تريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة ردع استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك أثناء اجتماع عبر الهاتف جمعهما الخميس الماضي.
كما اتفقا على "التعاون المستمر" في العمل على التوصل إلى حل لهذه المشكلة، وفقا لبيان صدر عن مكتب ماي.
ماذا قال ترامب عن الهجوم؟
حمل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الأحد الماضي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، مسؤولية "الوحشية" التي تم التعامل بها مع مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وذلك لدعم الأخير للحكومة السورية.
وألغى ترامب جولة خارجية كان من المقرر أن يقوم بها، لانشغاله بحشد التأييد لضربات جوية لسوريا مع زعماء فرنسا وبريطانيا.
وقال ترامب الأربعاء الماضي إن الصواريخ "قادمة"، لكنه أكد الخميس الماضي أنه لم يحدد وقتا لشن هجمات على سوريا، قائلا: "ربما يكون في وقت قريب جدا، وربما لا يكون كذلك."
وصرح لصحفيين في البيت الأبيض، يوم الخميس الماضي، بأن لديه "اجتماعا اليوم حول سوريا لأنه لابد من اتخاذ المزيد من الإجراءات في أقرب وقت ممكن."
وقال جيم ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، أمام لجنة برلمانية: "أرى أنه كان هجوما كيميائيا، ولا نزال بصدد البحث عن أدلة."
اقرأ أيضا: روسيا تحذر الولايات المتحدة من تنفيذ عمل عسكري في سوريا
الموقف الروسي
وصفت روسيا التقارير عن هجوم كيميائي بأنها "استفزاز" يستهدف تبرير تدخل قوى الغرب في سوريا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، إنه يأمل في أن تسود الحكمة الموقف الحالي حتى يمكن احتوائه، مؤكدا أن روسيا "تحافظ على جميع التزاماتها الدولية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق