نص فرانس 24 ـ
تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد الخميس لاستئناف العملية السياسية في سوريا، خاصة بعد "نجاحات جيش الحكومة السورية في مكافحة الجماعات الإرهابية" وفق ما صرح بوتين. ويأتي هذا اللقاء الذي جمع الحليفين في روسيا أول اجتماع بعد اللقاء المقتضب في كانون الأول/ديسمبر في القاعدة الروسية في حميميم بسوريا.
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحليفه السوري بشار الأسد، خلال لقاء نادر الخميس في روسيا، أن الوقت حان لتسريع العملية السياسية التي يُفترض أن تقلب صفحة سبع سنوات من النزاع في سوريا من أجل الانتقال إلى إعادة الإعمار وسحب القوات الأجنبية المنخرطة في سوريا.
وهذا اللقاء هو الأول بين الرئيس الروسي ونظيره السوري منذ اللقاء المقتضب في كانون الأول/ديسمبر في القاعدة الروسية في حميميم بسوريا والذي أعلن بوتين على إثره سحب جزء من الوحدات العسكرية الروسية الموجودة في البلاد.
وكان الزعيمان التقيا أيضا في تشرين الثاني/نوفمبر في سوتشي البلدة الساحلية على البحر الأسود في جنوب غرب روسيا حيث يمتلك الرئيس الروسي منزلا.
وكما حصل في تشرين الثاني/نوفمبر، عقد اجتماع الخميس بشكل سري. وبث التلفزيون الروسي مساء الخميس مقتطفات قصيرة من اللقاء بين الرجلين اللذين شددا على النجاحات العسكرية للنظام السوري المدعوم من الجيش الروسي.
ويبدو أن هذا الاجتماع يعزز موقف الرئيس السوري الذي يعاديه الغربيون، في وقت يستعد بوتين لاستقبال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع المقبل.
وهنأ بوتين الرئيس السوري على "نجاحات جيش الحكومة السورية في مكافحة الجماعات الإرهابية" ما أتاح "تهيئة ظروف جديدة لاستئناف العملية السياسية على نطاق واسع" بحسب بيان صادر عن الكرملين.
والتدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في ايلول/سبتمبر 2015 سمح للجيش السوري باستعادة غالبية الأراضي التي كان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد سيطر عليها، كما تاح له أضعاف فصائل المعارضة المسلحة وطردها من مدينة حلب ومن أحياء الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وتبذل روسيا جهودا لاستثمار هذه الانتصارات في حل سياسي للنزاع، فكثفت اللقاءات في أستانا عاصمة كازاخستان ودعت المعارضة السورية إلى سوتشي من دون أن يتكلل ذلك بالنجاح.
وقال بوتين إن "الإرهابيين ألقوا سلاحهم في النقاط المحورية بسوريا ما أتاح إعادة إعمار بنيتها التحتية وإبعادهم عن العاصمة السورية والقضاء على وجودهم هناك عمليا".
وتابع الرئيس الروسي أنه "مع بدء المرحلة النشطة من العملية السياسية، ستنسحب القوات المسلحة الأجنبية من الأراضي السورية"، من دون أن يحدد هوية تلك القوات.
"استقرار"
وتابع بوتين أن "المهمة التالية تكمن بالتأكيد في إنعاش الاقتصاد وتقديم المساعدات الإنسانية". وقال الأسد من جهته إن "مساحة الإرهابيين في سوريا أصبحت أصغر بكثير (...) وهذا يعني المزيد من الاستقرار وهذا الاستقرار هو باب واسع للعملية السياسية التي بدأت منذ سنوات".
وأضاف "لدينا الكثير من الحماسة لهذه العملية لأنها ضرورية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، ونعرف بأن هذا الموضوع لن يكون سهلا لأن هناك دولا في العالم، كما تعلمون، لا ترغب بأن ترى هذا الاستقرار كاملا في سوريا".
واعتبر الأسد أن اللقاء "فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة القادمة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في أستانا أو سوتشي" من دون أن يأتي على ذكر محادثات جنيف.
كما رحب الرئيس السوري بزيادة الاستثمارات الروسية خلال السنوات الأخيرة في البلاد الغارقة في الحرب، مسلطا الضوء على الاحتياجات في مجال إعادة الإعمار.
وتأتي زيارة الأسد الى روسيا، عشية اجتماع في سوتشي بين بوتين وميركل هو الأول بينهما منذ عام ويُفترض أن يُركز على الملف السوري. كما تأتي قبل أقل من أسبوع على زيارة ماكرون لروسيا، بمناسبة المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ (شمال غرب).
وخلّف النزاع في سوريا أكثر من 350 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين منذ عام 2011.
فرانس24/ أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق