عقد رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ، مؤتمرا صحافيا في “مركزية التيار” في ميرنا الشالوحي، أطلق خلاله “تكتل لبنان القوي”، الذي يضم 29 نائبا، على أساس ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية، التي جرت أمس.
وأجرى باسيل قراءة مفصلة لمجريات العملية الانتخابية ونتائجها وتأثيرها على الحياة السياسية في المرحلة المقبلة. وبعد أن شكر وزارتي الداخلية والخارجية وهيئة الإشراف والإعلام على “جهودهم في إنجاح العملية الاتخابية”، إضافة إلى وزارة العدل والقضاة وكل الموظفين “بعد تسع سنوات من حرمان اللبنانيين من الانتخابات، وهو ما انعكس سلبا على نسبة المشاركة”، أكد أن “6 أيار هو عيد الشهداء في لبنان، لكن 7 أيار، هو بالنسبة لنا في التيار، ذكرى عودة العماد عون إلى لبنان في العام 2005، هو عودة الوطن للوطن. أما 7 أيار 2018، فهو عودة لبنان إلى الدولة القوية، هو يوم جديد في تاريخنا والشعار، الذي رفعناه أساسي، لأن اللبنانيين اختاروه، وكان حسن الاختيار بانتصارنا في هذه الانتخابات”.
وقال: “كما قلت لكم البارحة عندما كنا في الأجواء الأولية،اليوم أقول لكم إن التيار الوطني الحر انتصر، لأن تكتلنا هو أكبر تكتل نيابي في البرلمان اللبناني. كنا استلمنا هذا التكتل 21 نائبا، اليوم أصبح 29 نائبا، وقد يصل إلى 30. يستطيع الفرد أن يكون الأول وأن يسبق بدرجة معينة، لكن ما قلته البارحة كان له معناه السياسي، نقول لكل التيارات التي نافستنا بشكل مباشر وتحديدا في الساحات المشتركة معهم، أنهم كلهم بعدد نواباهم بأصواتهم، لا يصلون إلى عدد كتلة التيار بمن فيهم المستقلين والأحزاب، بغض النظر عن أحجامها الصغيرة أو حتى الكبيرة، وقد قلنا ذلك سابقا. أما الشعب اللبناني، فقد حاسب من يريد محاسبته، وذلك بالحجم السياسي، الذي أعطاه إياه بالحضور الجغرافي، لأن التيار الوطني الحر، كان يخوض الانتخابات في كل لينان، البعض كان ينافسنا في دائرة واحدة أو في قضاء وهذا حقهم”.
أضاف: “أما الرقم الثاني، الذي سأعطيه والذي يشكل مؤشرا، رغم أنه غير نهائي، فقد ربحنا سبع دوائر وهي أساسية، وشكل حجم التيار مع حلفائه المستقلين المباشرين 200 ألف، بينما المجموعين مع بعضهم كانوا 84 الفا. بالطبع سيكون هناك وقت لكل الناس للتحليل، لكن هذا الموضوع مهم بالنسبة لنا، وهذا بحد ذاته يشكل فرقا شاسعا في الأصوات والمقاعد،إلى ذلك فإن التكتل وبحسب القانون السابق، كان موجودا في خمسة أقضية، أما اليوم فلدينا ممثلون للتيار الوطني الحر في 15 قضاء، بالنسبة لنواب التيار الملتزمين، وكان لديهم أفضلية عندنا، لأنهم عملوا وضحوا وقاموا بواجباتهم، فقد أصبحوا 18، وقد كانوا في الماضي 10 نواب، وهذا يعني أن الناس حددت في هذه الانتخابات أحجام الأحزاب والأفراد، وهذه حسنة هذا القانون، إضافة إلى الصوت التفضيلي، الذي يشكل حسنة أخرى، وهذا يغني الثقافة الانتخابية من حيث قدرة كل طرف على تحديد حجمه الانتخابي، ليحدد على أساسه مشاركته مع الأطراف الأخرى، من هنا فنحن نعيد بأن هذه الانتخابات وضحت الحقيقة الفعلية لبعض القوى والأشخاص والأحجام المنفوخة غير الحقيقية. نحن في التيار لدينا معركة دائمة مع الاقطاع وفي الانتخابات الثلاثة، التي خضناها منذ العام 2005، كنا نفوز على شكل من أشكال الاقطاع، في هذه الانتخابات فزنا على حالتين منه في مكانين، وفي مكانين آخرين لم نتمكن منه، لكننا نعدكم بالقضاء عليه في الانتخابات المقبلة في العام 2022، إلى ذلك فقد أنجزت هذه الانتخابات تغييرا في القوى”.
وتابع: “في لبنان هناك توازات وتيارات وطرائف ومناطق ولم يكن ينتظر أي طرف أن نذهب إلى مشهد مختلف؛ لكن تغييرا كبيرا حصل، إن كان بالنسبة للنواب أو لأحجام الأحزاب، ومن هذا الباب حصل مسح سياسي جديد للمناطق وظهرت خيارات جديدة اللبنانيين بكل الأشكال، أما نحن كتيارات سياسية، فإننا مدعوون لعملية مراجعة داخلية لتحسين تجربتنا وجعلنا أفضل. إلى ذلك هناك قضية الأوراق المطبوعة وقد ساعدت كثيرا على تخفيض شكل من أشكال التدخل التخريبي أو الترغيبي، إضافة إلى وجود عمليتين انتخابيتين في هذا القانون، الأولى اختيار التيار السياسي، والثانية اختيار الشخص الذي يريده، وهذا يسمح له بالتمييز، بدليل أن التنافس كان داخل اللوائح. هذا أمر طبيعي، لذلك أدعو الجميع لمراجعة النتائج بكل دقة. كذلك كان هناك نوع آخر من التنافس الانتخابي وذلك عندما اخترت لائحة واخترت نفسك فيها كي تنجح، وهذا حقك الطبيعي، وهنا أقول لمن يعتقد أن باستطاعته اعتماد النسبية في لبنان دون الصوت التفضيلي أنه مخطئ”.
وأردف: “أما من سيئات العملية الانتخابية، فهناك ظاهرة من الممكن أن نقول إننا اعتدنا عليها، لكننا رأينا منها شيئا مختلفا هذه المرة، وهي ظاهرة المال السياسي والفساد الانتخابي، وقد دخلت إلى فريق جديد أشرت له البارحة، واستفاد من هذا الشيء. علينا الإقلاع عن هذا، لأنه يتسبب بضرر كبير”.
وعن “شباب التيار”، قال: “بالأمس عندما جلت على كل مركز ورأيت أنهم عصب الماكينة الإنتخابية كبر قلبي، وفكرت بأنفسنا وأين كنا، وفكرت كم نحن مقصرون اتجاههم وكم يجب أن نعمل من أجلهم الكثير؛ نحن تيار شاب ولسنا تيارا هرما وأولويتنا في المرحلة المقبلة هي شبابنا، ليس فقط لنعيش وإياهم التجربة الوطنية، وإنما كي نعيد الأمل والحياة لنفوسهم، وهذا وعد نقطعه على أنفسنا في المرحلة المقبلة”.
أضاف: “الرسالة وصلت على أكمل وجه، وفهمناها جيدا، ولهذا صرخنا كثيرا بعد ظهر أمس، أننا نحن إلى هذه الدرجة نقاتل لنعطيكم الإمكانية والحرية لتصوتوا، ويكون هناك اعتبار لصوتكم ويحقق الفرق؛ حرام ألا تستعملوا هذه الإمكانية. وأنا أقول لكم: نحن كتيار وطني حر أعتقد أننا أكثر من دفع الثمن. نحن بمشاركة أكبر، كنا أنجزنا سبعة نواب إضافيين بمشاركة فعلية، خصوصا في المناطق البعيدة؛ هذا ما يدعونا ليس للقيام بسياحة انتخابية، بل لأن نعمل وجودا دائما، زيارات دائمة وحضورا دائما بين الناس، التي تركت مناطقها البعيدة ومهما ذهبنا إليهم، وأنا زرتهم مرات عديدة، لكن هذا لا يكفي. يجب أن نفعل من أجلهم أكثر. هؤلاء أناس يشعرون بالغربة والبعد داخل وطنهم، أعتقد أننا كما نفكر بالمنتشرين الذين هم أبعد، علينا أن نفكر بهم أكثر وسنولي هذا الموضوع عناية خاصة”.
وعن التحالفات، قال: “أود أن أقول بشكل سريع بداية مع حزب الله، ولطالما كررت خلال الحملة الإنتخابية، أن حلفنا استراتيجي وباق، وسأعود وأؤكد هذا؛ مؤكد أن ما يعززه أكثر هو قناعة وترسخ عند الناس، بأن يشعروا بأننا سنقدم لهم أمرا إضافيا هو مقاومة الفساد. الانتخابات انتهت، وحان وقت قيامنا بواجبنا المشترك في هذا الموضوع، وينبغي أن نكون أخذنا العبر من هذه الانتخابات في علاقاتنا معا، لأننا اتفقنا في أماكن واختلفنا في أخرى؛ وينبغي أن نكون تعلمنا شيئا وأبسط الأمور التماثل والاحترام المتبادل في العلاقة؛ وينبغي أن نكون قد قرأنا نتائج الانتخابات، وأدركنا أن ما حدث، ونعتبره خطأ تكتيكيا بحق التيار، ينبغي ألا يتكرر. وإن نحن أخطأنا بأمر ما ينبغي أن نتعلم منه أيضا، وأن نصححه، لكن الأهم من أجل قوة لبنان وحماية لبنان ولمصلحة لبنان، هذه العلاقة من أعلى إلى أسفل، هي علاقة راسخة وسوف نرسخها أكثر بمقاومة الخارج محتلا كان أم مكفرا، وبمقاومة الداخل الفاسد بمقاومة الفساد، أمامنا جبهتان ومعركتان من الجهتين وينبغي أن نربحهما”.
وعن العلاقة مع تيار “المستقبل”، قال: “نحن مستمرون في شراكة الشراكة؛ هذه الشراكة التي غيرت الكثير في لبنان، ولم نر أن العهد حقق وحسب، ليس هناك من عهد من دون حكومة. العهد والحكومة حققا، أنا وزير في أكثر من حكومة وأعرف كم اشتغلت هذه الحكومة وكم أعطت أكثر من غيرها، وواجب علينا أن نقول هذا لدولة الرئيس الحريري، ونحن ننتظر منه عملا مشتركا أكثر في المرحلة المقبلة”.
أضاف: “الناس تنتظرنا وتريد منا صدقا أكثر، ووضوحا أكبر في الموقف، وتصميما على العمل أكثر. لم يعد هناك انتخابات، وبرأيي إن كان هناك من دفع ثمنا في الانتخابات فهو نحن؛ دفعنا ثمن أمور لم نعملها وقلنا إننا سوف ننجزها بعد الانتخابات واعتقدنا أنها تضر بنا إن أنجزناها قبل الانتخابات. كان ينبغي أن لا نؤجل أمرا من هذا النوع لأنه يحصن البلد ويحصننا كلنا في الانتخابات، وآمل أن يكون لدينا الوقت لأن نتعلم من هذه الأخطاء التي حصلت وأن نصححها”.
أما عن العلاقة مع “القوات اللبنانية”، فقال: “طبعا المصالحة مستمرة وحقيقية ونريدها فعلا سياسيا؛ رأيناها رسخت بين الناس أكثر ولم تهتز في الانتخابات. استطعنا أن نتنافس بالأمس من دون مشاكل. لقد دخلت وسلمت على الناس أينما كان وكان أخصامنا السياسيون يلاقونني بالضحكة والمحبة، وأنا سعيد بذلك. نتنافس بالسياسة قدر ما تشاءون، لكني سعيد بهذا الإنجاز للتيار الوطني الحر والتيار الوطني الحر شريك في إنجاز أن كتلة القوات اللبنانية كبرت، وهكذا ينبغي أن يكون”.
أضاف: “نحن خضنا معركة ومعنا كبرت كتلة وزراء القوات اللبنانية، وهذا حقهم وهكذا ينبغي أن يكون، ونحن بهذا القانون، الذي أنجزنا، ندرك جيدا ما كانت نتائجه، وهو أن كتلة القوات اللبنانية كبرت وهذا ما ينبغي أن يكون، مع ملاحظاتنا التي نتيجة أخطاء، نحن كنا واعين لها، من قبلنا أو من قبل من تحالف معنا؛ تذكرون أني قلت في السابق إننا سنطعن في الظهر في أماكن عدة وكنت أعرف، وحصل ذلك. وقع خطأ انتخابي في اختيار اللوائح أو التحالفات، لهذا بعض النواب لم يكن مكانهم الطبيعي هناك. إن نظرتم بالأصوات، بالحجم التمثيلي الفعلي، لم يكن مكانهم الطبيعي هناك، إنما هذا حصل، في الانتخابات هذا يحصل، من أخطأ يدفع ثمن خطأه، ولكن ليس بالطريقة التي حصلت في بعض الأماكن”.
وتابع: “أعود فأذكركم بأننا رفضنا أن نأخذ مقعد بعلبك – الهرمل الماروني، لأننا نعتبر أنهم أكثر تمثيلا منا في تلك الدائرة بهذا المقعد منا، ورفضنا أن نربحه بأصوات ليست لنا، لكن هم لم يعاملونا بالمثل في بعض المقاعد، التي ربحوها وهذا حقهم. نحن هذا خيارنا، وهم خيارهم مختلف. لكن ليس من حقهم استعمال الشيء الذي استعملوه في هذه الانتخابات وبهذا الشكل المؤذي، واسمحوا لي أن أقول إنه نوع من أنواع الفساد السياسي الضار جدا في الحياة السياسية، وهو أشد إيذاء من أي عملية أخرى إن ارتكبها وزير أو أخطأ بها أحد فهي تبقى محدودة؛ لكن هذه تضرب مجتمعا بكامله، فتصبح علاقته معنا علاقة مال، في حين علاقة الناس معنا هي علاقة قضية وشهادة. وأنا أعرف أن هم أيضا تربطهم بالناس هذه العلاقة السوية، والناس مؤمنة، فلا نريد هز أحزابنا وخلخلتها والتزام الناس بأحزابنا كي يصبح المال ثمن المندوب وكي يصبح المال ثمن الناخب، هذا ما لا نرضى به البتة أن يحصل في مجتمعنا وسوف نكافحه ونواجهه وذلك بأن نتكلم عنه”.
وأردف: “أما المير طلال إرسلان، الذي تعاهدنا معه على عمل مشترك في الجبل، فسيأخذ إطاره اللازم لكي نصنع شراكة حقيقية بتحقيق العودة وبإحقاق الحقوق لأهل الجبل، الذين قالوا لنا أيضا بالأمس، إنهم غير راضين ولم يصعدوا للمشاركة وفق النسبة، التي ينبغي أن يشاركوا بها في الانتخابات، ورأينا نسب مشاركتهم. مؤكد لو أنهم شاركوا أكثر، لتمكنا من تحقيق نتائج أفضل. ربحت لائحتنا أربعة مقاعد هناك، لكن مؤكد كنا ربحنا خمسة وستة مقاعد لو حصلت المشاركة اللازمة. موعدنا معهم في المرة المقبلة على البطاقة الممغنطة، لكي ينتخبوا حيثما يشاءون؛ إما نعيدهم إلى الجبل وإما يقترعون حيث يقطنون؛ لا نحرمهم من العودة ولا نحرمهم من الانتخاب، ولا نوقع الظلم عليهم مرتين”.
وإذ شدد على أن “يدنا ممدودة للجميع من دون استثناء، هكذا كنا في السابق وهذا واجبنا وسنمدها في المستقبل، وهذا أيضا واجبنا للافراد ولكل من له حالة تمثيلية. نحن لم نأت إلا لبناء هذا البلد، وسنتعاون مع الجميع من أجل بنائه”، أكد “بالنسبة إلى الغد، نحن على موعد أكيد مع تكتل نيابي جديد اسمه “تكتل لبنان القوي”، وأول ما سيقوم به هو التغيير والإصلاح، وسنؤلف جبهة وطنية أوسع من التكتل تضم كل القوى السياسية والأفراد، الذين التزموا معنا في هذه الانتخابات، ونحن نقدرهم ونعلم بأية ظروف مروا، ونحن متواعدون ليس فقط على مشوار انتخابي، بل هو مشوار سياسي. نحن وإياهم في هذه الجبهة مع العديد من الأطراف السياسية التي نملك النية أن نكمل معها”.
قال: “سنعمل على إنهاض البلد الذي يعاني من مشاكل كثيرة لا ننتهي من تعدادها: الفساد، الفساد، الفساد. لا يمكن أن نصنع اقتصادا ولا دولة تشبهنا طالما أن الفساد يغلبنا ومتمكن منا، وهذه الانتخابات لم تساعد بسبب المال السياسي وضرب النفوس بهذا الشكل سيرهقنا، إنما هو هدفنا بالطليعة. هذا في ما يتعلق بالشأن الداخلي. أكيد نحن مسؤولون عن استكمال الخطة الاقتصادية ونضع برنامجا تنفيذيا للنهوض بالاقتصاد، قضية الكهرباء أولوية، قضية النازحين أولية الأوليات ونعد ونلتزم أن لن تعلو عليها قضية وستكون شغلنا الشاغل، وطبعا بناء الدولة بالشكل الذي نريده جميعا”.
وشكر “كل الاحزاب والتيارات السياسية التي شاركت في هذه الانتخابات”، معتذرا منها “إذا صدر منا أي شيء”، شاكرا “التيار والمتطوعين الشباب، الماكينة الانتخابية، المجلس التنفيذي، المنسقين، المجلس السياسي، الهيئة السياسية وكل من عمل مع هذا التيار المتطوع، الذي سهر الليالي، ولن يصدق أحد كم هي كلفة هذه المعركة الانتخابية، وسننشرها لاحقا، وسترون أننا قمنا بهذه المعركة بامكانات ضئيلة”، شاكرا أيضا “المتبرعين من أعضاء اللائحة أو الذين من خارجها”، لافتا “لم يدخل أحد إلى اللائحة بشرط ولم يتبرع أحد بشرط، بل كلها مساهمات ونحن نفخر أننا جمعنا الأموال للحملة الانتخابية بهذه الطريقة، وأقل بكثير مما يعتقدون. وأقول لكل من سهروا وتعبوا إن هذه الانتخابات، ما كان قام بها التيار لولا مسؤول الماكينة الانتخابية نسيب حاتم”.
وقال: “نحن مدعوون لنقوم بعملنا الداخلي، أكيد الناس تعلمت، ولم تصدق كثيرا من الأمور، إلا بعدما لمستها بيدها، كذلك نحن تعلمنا وقمنا بانتخابات تمهيدية بعملية ديمقراطية سنتمسك بها، ولن نتراجع عنها، بل سنطورها وسنحضر الناس أكثر للانتخابات، إضافة إلى أمور أخرى لن أدخل في تفاصيلها، لكن يمكن للتيار الوطني الحر أن يفتخر اليوم أنه اختار كل مرشحيه وفقا لانتخابات داخلية، جرت على ثلاث مراحل، وجرت عند الجمهور اللبناني، وتبين لنا أن خياراتنا كانت صحيحة، ومن لم نختره لأن التيار لم يختره وخرج من التيار وترشح من خارج التيار، حاسبته الناس وهي أيضا لم تنتخبه، وهذا امر يجب نفرح به، لأن البعض اعتبر أن التيار ضعف بخروج هؤلاء، إنما أنا اعتبر أنه هكذا يقوى التيار عندما ينظف نفسه داخليا، مثل كل جسم يطور نفسه. ونحن مستمرون بهذه العملية الانتخابية الداخلية وبتنظيف الذات، وهذا الأمر سيحصل من فترة إلى أخرى، هكذا تتم المحاسبة الداخلية في تيارنا، ونكون جسما قويا ويقوى أكثر، وكل الملتزمين مدعوون للانتقال تدريجيا إلى “التيار – المؤسسة” الواسع، الذي يضم كل الناس ولكن في إطار منظم وصلب”.
وختم “أود أن أشكر كل اللبنانيين، كل من أيدنا نعتبر أنه دين جديد علينا يحملنا مسؤولية أكبر لنعمل أكثر، ونعدكم أننا سنعمل أكثر، لأنه مهما فعلنا فهو قليل عليكم وعلى هذا البلد وعلى الثقة الكبيرة، التي منحتمونا إياها، وعلى الأمل المعلق علينا. هذه المرة الثالثة التي يعطي فيها اللبنانيون التيار الوطني الحر أكبر نسبة أصوات، بالرغم من كل ما تعرض له التيار، وكذلك نشكر من لم ينتخبونا، نحن نفهمهم، بعضهم لهم التزامهم السياسي، هذا جيد، فليبقوا على التزامهم لأن الإنسان الملتزم يقدم ما هو جيد، وللمضللين بالإعلام وبكل حملات التشويه نفهمهم أيضا، ونأمل أن تكون لنا فرصة لتنقية وتوضيح الصورة في المرحلة المقبلة، ليكون انتصارنا أكبر ولبناننا أقوى في الانتخابات المقبلة”.
وردا على سؤال عن عدم الإقبال على الاقتراع في الدوائر، التي للتيار وجود كبير فيها، أجاب: “نسبة الاقتراع كانت متدنية عند الجميع، وهذا يعبر عن تململ الناس أو عدم إيمانها، أو غير ذلك، ولكن ذلك يؤثر علينا أكثر، لأن التيار ليس منظما بالكامل ويملك كتلة أصوات تسمى بالأصوات العائمة، ولقد وصلت الرسالة ودفعنا ثمنها بعدد أقل من النواب، إذ كان بالإمكان أن يكون تكتلنا أكبر وسنعمل على معالجة ذلك. ونحن ندرك هذا الأمر لذلك نقول إننا نقع تحت ظلم الحملات، التي تشن علينا”.
وعن اعترافه بقوة حزب “القوات اللبنانية” وانعكاس ذلك على الشراكة معه على مستوى التمثيل المسيحي في الدولة، أجاب: “نحن نريد أن تكون المنافسة طبيعية، فكما نحن نعمل على قوانين طبيعية تعطي الناس حقها، الإخوة يتساعدون ولا يختلفون دائما، يجب أن ننمي هذه الثقافة، ويجب أن نساعد بعضنا، ومن الطبيعي عندما أساعد أخي لأنه أصغر مني لينمي عضلاته ألا يضربني “بوكس” فيما بعد، يجب أن نقوي بعضنا لنواجه مع بعضنا الأخطار الآتية علينا وعلى لبنان وليس لنواجه بعضنا، يمكن أن نواجه بعضنا في الانتخابات، ولكن لهذه المواجهة اصولها والظلم، الذي وقع علينا غير مسموح وسيزول بعد الانتخابات كما حصل في كل المواضيع، وسترون أن كل ما حصل كان مفتعلا انتخابيا، ولا يمكن الاستمرار به فإذا تراجعوا عنه لا مشكلة، ولكن إذا أصروا عليه لن نقبل بالاستمرار مثل قبل أبدا”.
وعما إذا كانت الإشارة الإيجابية، التي عبر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوصفه ب”البرغوث الذي يتحرك كثيرا”، بأنه “سيترجمها بانتخاب بري رئيسا للمجلس النيابي”، أجاب: “كل إشارة إيجابية نقابلها بإشارة إيجابية، كلام بكلام، فعل بفعل، تصويت بتصويت، مشاركة بمشاركة. نحن نعمل على إعادة الشعور الطبيعي عند اللبنانيين بالمساواة، هذا بلدنا وهذا دستورنا، ولا نقبل أي تعاط غير سوي معنا، هذا ما نقوم به مع إخوتنا مع حزب الله في هذا القانون. في بعض الأمور لم نتفق وكذلك مع إخوتنا في القوات اللبنانية، لم نتفق لهذا السبب، وأيضا مع المستقبل، وظهر ذلك في الانتخابات وانتقدنا الناس على تحالفاتنا، لأننا الوحيدون في هذه الانتخابات، وضعنا قواعد الشراكة والتماثل ولا نقبل أن نكون لا أقل ولا أكثر من غيرنا، واليوم يمكن أن نشبك أيدينا، نحن الكتلة الأقوى والأكبر، نقول للبنانيين وللكتل السياسية كلها نحن الكتلة الأصغر، وفي تصرف الكل وبخدمة الكل لمصلحة لبنان، ولا اي مشكلة في ذلك، نحن علينا أن نعطي ونضحي ونعمل، ولكن على الأقل دعونا نعمل ولا نطلب أكثر من ذلك”.
وسئل: أي لقب أحب إليك، رئيس “التيار الوطني الحر”، “معالي الوزير” أم “سعادة النائب”؟ أجاب: “جبران، وأدعو كل رفاقي في التيار أن ينادوني جبران، لأنني أشعر بذلك أنني أقرب إليهم، ولا أحب كلمة معالي الوزير، لأنه لا أحد يعلو عليكم أنتم أعلى شيء”.
وختم: “أتوجه إلى رئيس الجمهورية، لأننا وعدناه قبل الانتخابات أننا سنرى دموع الفرح في عيونه على النتيجة التي سنحققها، لقد استلمنا وزنة كبرناها ونعده بأن تيارنا سيكبر أكثر، وسينمو بالطوائف وبالمناطق، نحن تيار وطني حر، لا يحد أحد من تيارنا، كما الماء نحن، ولا من وطنيتنا في كل الطوائف اللبنانية ولا من حريتنا في الحركة والوجود في كل المناطق اللبنانية، وفي كل الانتشار اللبناني، وهذا هو التيار القوي للبنان القوي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق