ام تي في ـ
أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعحع أن "المشكلة في لبنان تكمن في ذهنيّة سائدة تقوم على عرقلة من يحرز أي تقدم بدل من وضع الجهد ومحاولة القيام بما يقوم به هو من أجل اللحاق به والتقدم عليه"، مشيراً إلى أن "هدف الحملة التي يتعرض لها وزير الصحة غسان حاصباني هو محاولة إثبات أنهم ليسوا وحدهم الفاسدون وإنما الجميع كذلك إلا أنهم في نهاية المطاف لن يصلوا إلى أي نتيجة في هذه الحملة لأن الحقيقة ساطعة كالشمس فالفاسد فاسد ومن هو غير فاسد هو غير فاسد".
كلام جعجع أتى خلال لقائه وفداً من الإغتراب في المقر العام للحزب في معراب، في حضور الأمينة العامة د. شانتال سركيس، مستشار رئيس الحزب لشؤون الإنتشار د. أنطوان بارد، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون السويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر وحشد من الرفاق المغتربين.
وقد استهل جعجع كلمته بالقول: "عندما نجتمع تعود روح القضيّة إلينا وندرك ما قيمة الذي يجري حولنا فمجرد أن نلقي نظرة إلى الصالة ونرى كيف تجمع أفراداً من المناطق كافة ندرك ان ما يجمعنا هو القضيّة التي هي روح تاريخيّة متجذرة في هذه الأرض منذ أيام أجدادنا. يقولون إننا حزب سياسي إلا أن الحقيقة هي أننا حزب القضيّة فنحن نعمل في السياسة من أجل القضيّة وليس العكس كالذي يسود في هذه الأيام. صحيح أننا تعرضنا إلى ظلم كبير منذ عشرات السنوات حتى اليوم حيث لم يتركوا أي نقطة سوداء إلا وحاولوا رميها علينا، إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح".
وتابع جعجع: "ما تحملناه لا يمكن لاحد أن يتحمله فقد بدأ تشويه صورتنا بشكل ممنهج منذ أيام الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل، حيث كان يشترط على أي سياسي يحاول التقرب من النظام السوري أن يكون ضد "القوّات" من أجل كسب ودّهم، إلا أننا بقينا نثابر إلى حين تمكنا أن نتمثل بأربعة وزراء في الحكومة الذين ساهموا إلى جانب نوابنا في محو الصورة البشعة التي حاولوا إلصاقها بنا، لذلك لا يصح إلا الصحيح وإن استمر الفرد بالمثابرة فهو لا بد واصل إلى أهدافه".
ولفت جعجع إلى أن "هذه السنة بدأت بشكل جيد مع أداء وزرائنا في الحكومة إلا أنها ما لبثت أن تحسنت وأصبحت جيدة جداً مع الإنتخابات النيابيّة حيث كنا نخوض المعركة لوحدنا وبالرغم من كل التكتلات التي واجهتنا وحاولت إضعافنا فقد أتت النتائج مخالفة لكل التوقعات، لذا أعتقد أنه خلال هذه السنة استعادت "القوّات" جزءاً من حقها فيما جل ما يحاولون القيام به اليوم هو التهرب من نتائج الإنتخابات عبر تأليف الحكومة التي لا تتشكل بسبب أن البعض لا يريدونها أن تنبثق على أساس نتائج الإنتخابات النيابيّة".
وتطرّق جعجع إلى "تفاهم معراب"، مشدداً على أننا "لن نتخلى عنه وسنعود إليه في كل مرّة فهو إتفاق من 4 صفحات في السياسة والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع تشكيل الحكومة. فنحن قد اتفقنا على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيراً يكون للرئيس 3 وزراء فيها فيما البقية تنقسم على "التيار" وحلفائه من جهة و"القوّات" وحلفائها من جهة أخرى. كما اتفقنا على أن يتم تشكيل لجنة نيابيّة مشتركة بعد الإنتخابات يتم عبرها تحديد سياسات العهد، لذلك نحن متمسكون بـ"تفاهم معراب" الذي لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه لا يمكن اعتباره سوى إنقلاباً لأحد الفريقين على الإتفاق".
وتابع جعجع: "يضع البعض كل جهد ممكن من أجل تخفيض حصة "القوّات" قدر الإمكان من أجل كبح جموح تقدمها الشعبي فنحن إنطلقنا في العمل من كعب الوادي وتمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه كما تمكنا من تحقيق هذه النتائج بفضل جهدكم وعملكم وعمل رفاقكم، لذلك يحاولون عرقلة "القوّات" من أجل اللحاق بها بدلاً من العمل بشكل إيجابي وبجهد أكبر من أجل مواكبتها في التقدم ومحاولة التقدم عليها".
وشدد جعجع على أن "هذه المرّة الأولى التي نلتقي فيها ولسنا فقط فرحين في محافظتنا على أنفسنا وتاريخنا وإنما فقد أصبحنا اليوم نؤثر على مسار الأمور في البلاد".
وأوضح أنه "يجب ألا نعتبر أن الوضع في البلاد ميؤوس منه، فصحيح أنه يتطلب الكثير من العمل من أجل أن يستقيم إلا أنه بمجرد توافر الحد الأدنى من النية السياسية بالنهوض في الأوضاع فنحن قادرون على قلب المسار الإنحداري إلى مسار تصاعدي بفترة قصيرة لا تزيد عن أشهر عدّة".
وختم جعجع: "أؤكد لكم أننا سنحصل على حصّة وازنة في الحكومة وسيكون لنا إمكانيّة أكبر للتأثير في مجريات الأحداث بالرغم من أن تنين الشر سيقاوم حتى آخر رمق وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان".
من جهته ألقى السويدي كلمة قال فيها: "بالطبع "مش هينة تكون قوات" إلا أنه أيضاً من غير السهل أن تكون سفراء أوفياء للقضيّة وللشهداء في سبيل الوطن وليس في سبيل مزرعة وتجار هيكل لذلك ليس من السهل أن تكونوا "قوّات" في الإنتشار".
وتابع: "للسنة الـ11 تجتمعون في هذا اللقاء كسفراء للقضيّة في العالم حملوا معهم قضيّة وطن مزروع بالصلبان والشهداء الذين سقطوا لنبقى ولولا تضحياتهم لما كنا اليوم مجموعين في هذه القلعة المبنيّة على الصلابة والوفاء. في السنة الماضية مررنا في محطات كثيرة إلا أن المحطة الفاصلة كانت الإنتخابات النيابيّة في أيار المنصرم والتي خضناها سوية في المقاطعات السنة في دول الإنتشار وأثبتم مرّة جديدة أنكم "قدّا". فهذا الشعار الذي خاضت "القوّات اللبنانيّة" انتخاباتها على اساسه لم يكن مجرّد شعار إنتخابي فنحن سوية خضنا المعركة وكنتم أنتم المرجعيّة والمثال في الإلتزام والجديّة على المستويات كافة الحزبيّة والإداريّة والتنظيميّة وأثبتم عن حقّ وجدارة أن الإنتشار "قدّا" فقد استطعتم صناعة الفارق حيث أتت النتائج مشرّفة، لذا من موقعي وباسم نواب تكتل "الجمهوريّة القويّة" وباسم كل مناضل وقوّاتي ولبنان شريف وباسم عوائل الشهداء أشكركم وأتوجه بالشكر لكل فرد منكم".
ولفت السويدي إلى أن "الإنتخابات انتهت إلا أن التحدي لم ينته باعتبار أن العمل بدأ وبشكل جدي من أجل بناء لبنان الذي نحلم به: وطن المؤسسات والأمن والقضاء. وطن محرّر من الفساد والحسابات الضيّقة".
وختم: "نحن على ثقة أن إيمانكم بالقضيّة لا يتزعزع ولا يلين على رغم المسافات وكما عودتمونا دائماً فأنتم أهل الوفاء للقضيّة وللشهداء وستبقون كما دائماً "قدّا".
وفي ختام اللقاء قدّمت الرسامة ندى حويك هديّة لرئيس "القوّات" وهي عبارة عن لوحة لعلم لبنان على ما تراه اليوم، حيث زاد اللون الأحمر وضاقت مساحة البياض في العلم فيما الأرزة بدأت تشيخ، فرد عليها جعجع قائلاً: "أعدكم أننا بجهودكم سنسعى لنعيد البياض في علم بلادنا إلى سابق عهده كما أن الأرزة ستعود إلى خضارها المعهود". كما قدّم الوفد لجعجع هدية رمزيّة هي عبارة عن إنجيل محفور على الخشب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق