كتب داني حداد ـ
في ظلّ المراوحة الحكوميّة، وحالة تصريف الأعمال السائدة، سياسةً واقتصاداً، ثمّة حدث سيشغل اللبنانيّين قريباً. لقاءٌ بعد أيّام بين سليمان فرنجيّة وسمير جعجع. هو ليس لقاء رجلين، بل تاريخين من عداءٍ ودماء...
يبتعد ساكن بنشعي عن الصورة، من دون أن يبتعد تماماً عن الحدث. بين تلك الجدران الخشبيّة في المنزل القريب من بحيرة بنشعي، يرى فرنجيّة الأمور من منظارٍ آخر، فيه الكثير من الموضوعيّة في قراءة الحاضر، ومن التخطيط للمستقبل. هو يتأمل ضحاياه في رحلات الصيد وقد عُلّقت كشهودٍ في بعض زوايا البيت، منتظراً تلك اللحظة السياسيّة التي ستتيح له الانتقال من زغرتا الى بعبدا، وهو يعلم أنّها، كما في الأغنية الفيروزيّة، "مهما تأخّر جايي".
ولكن، حين سيصل فرنجيّة الى بعبدا، يوماً ما، ماذا سيبقى من البلد إن واصل الانهيار، لكي يحكم؟
ينقل زوّار فرنجيّة عنه عدم يأسه. "بناء البلد ممكن بعد، وحتى الكهرباء، وهي أكبر مزاريب الهدر والفساد، يمكن إصلاحها متى توفّرت النيّة وتمّ التعامل بشفافيّة مع شركاتٍ عالميّة، مثل "سيمنز" أو غيرها، وبناء معامل على الغاز الذي سيبدأ استخراجه في المستقبل القريب".
حين يستعرض فرنجيّة علاقاته مع القوى السياسيّة الأساسيّة، يتوقّف عند أمين عام حزب الله. هنا العلاقة الأكثر دفئاً وثباتاً، بينما كلّ ما عداها متحرّك، ذهاباً وإياباً، كموج البحر. تشعر بلمعة عينَين حين يتحدّث عمّن وصفه يوماً بـ "نور العين". يروي الزوّار عنه قوله: "السيّد لن يخذلني في الاستحقاق الرئاسي المقبل. هو وعد الرئيس ميشال عون في السابق ووفى بوعده، وفي الانتخابات المقبلة سيكون الى جانبي، وحتى إن تُرك الخيار الديمقراطي للنوّاب فسأكون الرئيس المقبل".
وكما في الرئاسة كذلك في الحكومة. يثق فرنجيّة بأنّ "السيّد لن يخلّ بكلامه، ووزارة الأشغال العامة والنقل ستكون من نصيب "التكتل الوطني" ولا أمانع إن لم تكن من نصيب وزير مسيحي فيتولّاها، مثلاً، النائب فيصل كرامي، ولكنّ الأهم أن يتمثّل التكتل بوزيرَين".
يثق فرنجيّة، وفق الزوّار، بأنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري هو أفضل الخيارات، والجميع مرتاح لذلك ومسلَّم بالأمر، حتى حزب الله، مؤكداً على العلاقة الوديّة التي تجمع بنشعي ببيت الوسط.
أما العلاقة مع التيّار الوطني الحر فهي الأكثر برودة. يشير فرنجيّة الى أنّ شعبيّته ارتفعت بعد فكّ التحالف مع "الوطني الحر" وليس العكس، وقد ظهر الأمر بوضوح في أرقام الانتخابات النيابيّة الأخيرة، "على الرغم من الكيديّة التي تُمارس معنا من قبل السلطة وعدم قدرتنا على تعيين رئيس مخفر".
ويضيف، وفق الزوّار: "العلاقة مع جبران باسيل مقطوعة، ومن الصعب أن تعود المياه الى مجاريها قريباً لأنّ الأمر يتخطّى الإطار السياسي الى شخصيّة باسيل وطبعه".
ولكن، ماذا عن العلاقة مع جعجع؟
ينقل الزوّار عن فرنجيّة قوله إنّ "الأرضيّة باتت خصبة بيننا. تكفي خطوات بسيطة من الجانبين ليتمّ اللقاء الذي بات ممكناً في أيّ وقت".
ويضيف: "التواصل مع "القوات اللبنانيّة" بدأ قبل اتفاق معراب والتواصل بين فريقَيه، ونحن سنبقى خصوماً في الاستراتيجيّة وعلى تباعد في الخطّ السياسي، إلا أنّنا سنطوي نهائيّاً صفحة الماضي".
إلا أنّ ما لم يقله فرنجيّة أمام زوّاره، علمنا به من مصدر مطّلع روى لموقع mtv تفاصيل اللقاء المنتظر بين الرجلين، والتي نكتفي منها بالإشارة الى أنّه سيتمّ بعد أيّام في موقع محايد. علماً أنّ مصادر مسؤولة في "القوات" تتحدّث بالإيجابيّة عينها عن فرنجيّة من دون أن تنفي قرب موعد اللقاء الذي سيُحاط بالكتمان الشديد لأسبابٍ أمنيّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق